نشرت : الهداف الخميس 23 يوليو 2015 09:09 وينتظر بوتين بداية مثيرة وذات مذاق خاص للأسبوع المقبل حيث يحضر الرئيس الروسي بعد غد حفل مراسم إجراء قرعة المونديال الروسي ثم يسافر في اليوم التالي إلى مقاطعة كالينينغراد لحضور عرض بحري. وأكد بيان صادر عن قصر الرئاسة (كرملين) في روسيا أنه "سيحضر (بوتين) حفل مراسم القرعة". ولكن البيان لم يكشف عن الدور الذي سيلعبه بوتين في هذا الحفل الذي يشهد مشاركة نجوم بارزين في عالم كرة القدم مثل البرازيلي رونالدو والكاميروني صامويل إيتو والألماني أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني في سحب القرعة. ولكن المقرر أن يلتقي بوتين، على هامش هذا الحفل، مع السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الذي يسافر إلى روسيا في أول رحلة عمل له خارج سويسرا منذ إلقاء القبض على عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين بالفيفا في 27 ماي الماضي وذلك قبل يومين فقط من انتخاب بلاتر لفترة خامسة في رئاسة الفيفا. ولم يخف أي من بوتين وبلاتر من قبل احترامه للآخر. وبينما ألغى بلاتر زيارته المقررة إلى كل من نيوزيلندا وكندا وعدم حضوره المباراة النهائية في كل من بطولتي كأس العالم للشباب (تحت 20 عاما) بنيوزيلندا وكأس العالم للسيدات ب كندا إضافة لعدم حضوره الاجتماع المرتقب للجنة الأولمبية الدولية والمقرر في سنغافورة بعد أيام ، سيشعر بلاتر بالاطمئنان في حضور قرعة المونديال بين أصدقائه في روسيا. ولم يكن حضور بلاتر لمراسم القرعة بعد غد في سان بيترسبورغ محل شك في أي وقت. وأصبح بلاتر وبوتين هدفا لانتقادات وسائل الإعلام الغربية في الأسابيع الماضية مع فارق واحد بين الشخصين وهو سيطرة بوتين وإحكام قبضته على الحكم في روسيا فيما اضطر بلاتر للدعوة إلى اجتماع استثنائي للجمعية العمومية (كونغرس) للفيفا من أجل اختيار من سيخلفه في رئاسة الفيفا. وقررت اللجنة التنفيذية بالفيفا يوم الاثنين الماضي عقد هذا الاجتماع الاستثنائي ل كونغرس الفيفا في 26 فيفري القادم. وقال بلاتر 79/ عاما/ ، في تفسيره لقراره بهذا الشأن ، "الضغوط كانت هائلة للغاية". وتمثل بطولة كأس العالم 2018 في روسيا حدثا في غاية الأهمية ل بوتين وإدارته رغم كل ما أثارته هذه البطولة من جدل وانتقادات وجهت إلى روسيا بسبب الادعاءات بوجود فساد في عملية منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 إلى روسيا وقطر على الترتيب وهو ما تجري بشأنه السلطات السويسرية تحقيقات في الوقت الحالي. وفي ظل أهمية المونديال الروسي ل بوتين ، كان حرص الرئيس الروسي على حضور حفل مراسم إجراء القرعة المقرر بعد غد في مدينة بيترسبورغ مسقط رأسه. ويعتبر بوتين من أكثر الساسة تأثيرا في المجال الرياضي، فلم يفشل في عهده أي ملف روسي في طلب استضافة أي حدث رياضي وكان من بين الملفات الناجحة في عهده كل من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية والتي استضافها منتجع سوتشي الروسي في 2014 إضافة للفوز بحق استضافة أحد سباقات بطولة العالم لسيارات فورمولا1- وذلك في منتجع سوتشي أيضا وكذلك بطولة العالم للسباحة التي تنطلق فعالياتها غدا الجمعة في مدينة كازان وبطولة العالم لهوكي الجليد والتي تستضيفها موسكو وسان بيترسبورغ العام المقبل. لكن التتويج الحقيقي ل روسيا في مجال استضافة بطولات العالم سيكون من خلال مونديال 2018 والذي تسبقه بطولة كأس القارات 2017 . وتمثل صور احتفالات الرياضيين والمشجعين فرصا جيدة دائما لأي بلد من أجل تحسين وتدعيم صورته عالميا ولا تختلف روسيا عن هذا. وفي هذا الإطار، لم يدخر بوتين أي جهد أو نفقات في استضافة منتجع سوتشي ل أولمبياد 2014 الشتوي حيث قطع الرئيس الروسي مسافة نحو 11 ألف كيلومتر للسفر إلى غواتيمالا في 2007 من أجل حضور العرض النهائي لملفات المدن المتنافسة على حق استضافة أولمبياد 2014 حيث تحدث أمام أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية باللغتين الإنجليزية والفرنسية وأقنعهم بإسناد الاستضافة لمنتجع سوتشي. ومن خلال المونديال الكروي في 2018 ، يأمل بوتين في إقناع المستثمرين بتجاهل الاتهامات بوجود فساد والرهان بشكل إيجابي على مستقبل روسيا. ويدعي منتقدو الحكومة الروسية أن الأحداث الرياضية التي تستضيفها روسيا هي عملية أحادية الإدارة والفائدة ولكن الكرملين أشار إلى أن عمليات التجديد والإنشاءات في الطرق والسكك الحديدية والمطارات الناجمة عن استضافة هذه الأحداث الرياضية تسهم في خلق فرص عمل عديدة. وتستمتع 11 مدينة روسية من كالينينغراد إلى ييكاتيرينبرغ بالاستفادة من مشاركتها في استضافة أحداث المونديال المرتقب. كما كشف المواطنون في روسيا عن حماسهم الشديد تجاه استضافة بلادهم لمونديال 2018 فيما وصف النواب في البرلمان الروسي هذه البطولة بأنها "النهضة الأخيرة ل روسيا، إحدى القوى الرياضية العالمية". وقال بوتين، بعد فوز روسيا في زيوريخ عام 2010 بحق الاستضافة ، "لم أشك أبدا في نجاح ملفنا". وأعدت المدن المضيفة لمونديال 2018 بالفعل لوحات الدعاية لهذه البطولة التي تستضيفها روسيا من 14 جوان إلى 15 جويلية. ولا يشك بوتين الآن في إقامة البطولة في موعدها مثلما كان مقررا لها بغض النظر عما يقوله المنتقدون في الغرب أو التحقيقات الجارية في سويسرا. وقال بوتين :"أكد الفيفا بالفعل أن كرة القدم والرياضة منفصلة عن السياسة". ويحظى فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي بعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا ويلتقي بلاتر بشكل منتظم.