لم يجد الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة أيّ حرج في الحديث عن ما دار بينه وبين الدكتور شلبي ومختلف أعضاء الطاقم الطبي المختص الذي يشرف على علاج الدوليين الجزائريين في عيادة “أسبيتار” القطرية، ولعلّ ما جعله يتحدث إلينا بصدر رحب، هي الأخبار السارة التي تلقاها من طرف الأطباء هناك. حيث عبر لنا عن ارتياحه لكل ما تلقاه من أخبار وتقارير عن كل من مغني، بلحاج وبوعزة قائلا: “في الحقيقة إن التقارير الطبية التي تلقيناها كانت إيجابية، سواء تلك التي تتعلق بحالة مغني أو بلحاج أو بوعزة، وهو ما يجعلنا متفائلين بالتحاق الثلاثي بالفترة التحضيرية للمونديال، وبالمونديال ككلّ ما دام في تحسن مستمر وفي صحة جيدة في الوقت الحالي.” “الشكر الجزيل لشلبي وكل المختصين على سهرهم على شفاء دوليينا” وأبى رئيس “الفاف” خلال الحديث الذي جمعنا به إلاّ أن يتوجه بشكره إلى الدكتور شلبي الجزائري على المجهودات التي بذلها ولا زال يبذلها هو وأعضاء طاقمه الطبي من أجل شفاء الدوليين الجزائريين في الآجال التي تسمح لهم بأن يكونوا تحت تصرف “الخضر”، واستطرد قائلا: “لا أخفي عليكم أني سعيد لما تلقيته اليوم من أخبار حول كافة لاعبينا الذين أتوا إلى هنا من أجل العلاج، وحول اقتراب تماثلهم للشفاء جميعا ومن دون استثناء، والفضل في كل ذلك يعود إلى الدكتور شلبي ومختلف أطباء عيادة “أسبيتار”، وأستغل الفرصة لكي أتوجه لهم بجزيل شكري على اعتنائهم بلاعبينا، وعلى الخدمات التي قدموها لهم، وعلى المجهودات التي بذلوها من أجل تماثلهم للشفاء.” “من الآن فصاعدا سنعالج كل دوليينا في قطر” ولم يكتف محدثنا بذلك فحسب، بل ذهب بعيدا في كلامه عندما كشف لنا قائلا: “لقد قررنا من الآن فصاعدا أن نتعامل مع هذه العيادة، وأن ننقل كافة لاعبينا المصابين إليها من أجل الخضوع للعلاج، لقد عبر لي اللاعبون المصابون عن ارتياحهم الشديد للعلاج هنا، ومنحوني صورة جيدة عن هذه العيادة وعن الإمكانات الطبية الحديثة المتوفرة فيها فضلا عن الخدمات التي تلقوها، وهو أمر لم أتفاجأ له، لأنني كنت ولا زلت أعتبرها الأحسن على المستوى العالمي، وبالتالي فقرار معالجة لاعبينا الدوليين بها من الآن فصاعدا لا رجعة فيه.” “نتمنى عيادة مثلها في الجزائر” ولم يخف محمد روراوة في نهاية تدخله أسفه الشديد لعدم امتلاك الجزائر لعيادات من هذا النوع، وتمنى لو أنها تمتلك عيادة كعيادة “أسبتيار” مستقبلا، حتى توضع تحت تصرف المنتخب الوطني ومختلف الأندية الجزائرية للعلاج، عوض التنقل في كل مرة إلى قطر أو مختلف العيادات الأوروبية من أجل السبب ذاته. “تغيّبت عن قرعة كأس آسيا وبن همام يعذرني” ولم ينس روراوة أن يذكر بأنه غاب عن قرعة كأس آسيا التي جرت أول أمس، مضيفا: “على كل حال أتمنى من بن همام أن يتفهّم الأمر (بن همام رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم)، أنا متواجد هنا من أجل الاطمئنان على حالة لاعبينا الدوليين بالإضافة إلى ظروف طارئة، ولذلك تخلفت عن موعد حضور القرعة، وبن همام سيتفهّم الأمر”. ---------------------------------------- دراجي رافق سعدان، روراوة وصادي إلى عيادة “أسبيتار“ مثلما كان منتظرا فقد تنقل رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة رفقة المدرب الوطني رابح سعدان والعضو الفعال في الاتحادية وليد صادي الى عيادة “أسبيتار“ في قطر، صبيحة أمس، وأكدت مصادرنا أن المعلّق المتألق في قناة الجزيرة الرياضية حفيظ دراجي رافق الثلاثي إلى هذه العيادة وكان بمثابة دليلهم في قطر، وهذا نظرًا للعلاقة الجيدة التي تربط الزميل دراجي برئيس الاتحادية محمد روراوة منذ أن كان دراجي الناطق الرسمي للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وتجدر الإشارة الى أن الثلاثي تنقل من أجل زيارة اللاعبين المصابين الذين يعالجون في هذه العيادة، وكذا التفاوض مع الدكتور شلبي من أجل الالتحاق بالطاقم الطبي “للخضر”. --------------------------------------------- سعدان عاين أكاديمية أسباير أكدت مصادرنا الخاصة في قطر أن المدرب الوطني رابح سعدان استغل فرصة تواجده بقطر من أجل معاينة أكاديمية أسباير المشهورة، وقد أكدت مصادرنا أن سعدان اندهش للتجهيزات المميزة التي تحتوي عليها هذه الأكاديمية، والتي تسمح لأي نادٍ أو منتخب بالتحضير على أعلى مستوى. “الخضر” قد يتربّصون بها مستقبلا ونظرا للإعجاب الكبير الذي نالته هذه الأكاديمية لدى المدرب الوطني سعدان الذي اقتنع أن الوسائل الموجودة بهذه الأكاديمية أكثر من ممتازة ولا تجدها إلا في مراكز التكوين العالمية، فإنه من الممكن أن تصبح هذه الأكاديمية مكانا لتربص “الخضر” في المواعيد القادمة، خاصة إذا تعلّق الأمر بمنافسات في إفريقيا والتي تتميز بالحرارة على غرار قطر التي توجد بها هذه الأكاديمية، وتجدر الإشارة إلى أن آخر فريق تربص في هذه الأكاديمية هو فريق مانشستر سيتي الإنجليزي. سعدان غادر ناحية مكة لأداء بعمرة بعد الزيارة الخفيفة التي قام بها المدرب الوطني الى قطر، والتي عاين فيها بعض المرافق ووقف على الوضعية الصحية لبعض لاعبيه، توجّه مساء أمس سعدان ناحية العربية السعودية، وبالذات ناحية مكةالمكرمة، وهذا من أجل أداء العمرة، قبل أن يعود إلى أرض الوطن أين سيتم إنهاء كل شيء يتعلّق بتربص المنتخب الوطني في سويسرا وألمانيا، حيث من المنتظر أن يعود سعدان قبل تاريخ 4 ماي القادم، وهو تاريخ إعلان قائمة اللاعبين المدعوّين للتربص القادم للخضر. وروراوة وصادي إلى الرياض من أجل حضور انتخابات الاتحاد العربي من جهتهما تنقل الثنائي روراوة ووليد صادي إلى العربية السعودية، لكن ليس من أجل القيام بمناسك العمرة، بل توجّها ناحية العاصمة الرياض، أين سيحضران انتخابات الاتحاد العربي. وتجدر الإشارة الى أن روراوة لن يحضر هذه الانتخابات بصفته ممثلا للجزائر بل بصفته نائب رئيس الاتحاد العربي، أما وليد صادي فسيكون هو ممثل الجزائر رفقة رئيس الرابطة الوطنية لكرة القدم محمد روراوة الذي سيلتحق بهم قبل موعد الانتخابات والذي سيكون يومي 27 و28 أفريل القادم. شلبي منح المصابين أمس راحة بعد أن شعر أن اللاعبين المصابين بدأ يمسهم الملل والروتين بسبب كثافة العمل والعلاج، قرّر الدكتور شلبي أن يمنح مغني، بوعزة وبلحاج مساء أمس راحة من أجل الترفيه عن أنفسهم، حيث قام الثلاثي بحصة علاجية في الصباح قبل أن يستفيد من الراحة في المساء. الجالية الجزائرية لا تتركهم أبدًا ورفعت معنوياتهم كثيرًا ويؤكد كل لاعبي الخضر المتواجدين بقطر من أجل العلاج أنهم لم يشعروا أبدا بالغربة أو بالملل لأن الجالية الجزائرية المتواجدة في قطر لم تتركهم أبدا، حيث كل يوم تأتيهم الزيارات ويحاول الجزائريون الرفع من معنوياتهم وتشجيعهم على العمل بجد من أجل التماثل بسرعة إلى العلاج، وهو الأمر الذي ساعد مغني، بلحاج وبوعزة على التأقلم في هذا البلد. زيارة مجاملة من روراوة إلى جاسم آل خليفة استغل رئيس “الفاف” محمد روراوة تواجده في قطر ليقوم بزيارة مجاملة إلى رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم جاسم آل خليفة بمقر اتحاديته، تبادل من خلالها أطراف الحديث معه حول العديد من الأمور المتعلقة بشؤون كرة القدم العربية، كما يكون قد تطرّقا إلى ملف اللاعبين الجزائريين المصابين الذين صاروا يتهافتون على “الدوحة” من أجل الخضوع للعلاج. هذا، وشدّ روراوة بعدها الرحال مباشرة إلى الرياض السعودية لحضور انتخابات الاتحاد العربي لكرة القدم، وهي الانتخابات التي سيحضرها بصفته نائبا لرئيس الاتحاد وليس ممثلا للكرة الجزائرية التي سيمثلها محمد مشرارة ووليد صادي. --------------------------------------------------- بوعزة: “زيارة سعدان وروراوة رفعت معنوياتي والمدرب أكد لي أني لست مبعدا من قائمة المنتخب” “أنا جاهز بنسبة 90 بالمائة وسأغادر قطر عندما يقرر شلبي” كيف هي حالتك الصّحية بعد فترة قضيتها هنا في قطر؟ أنا أشعر أنني في تحسن مستمر، ويمكن القول إنني جاهز بنسبة 90 بالمائة، حيث تماثلت للشفاء بصفة شبه كلية، وهو شيء جيد للغاية بالنسبة لي، ورفع معنوياتي، وجعلني أشعر بسعادة غامرة، لكنني سعيد بشأن شيء آخر كذلك. ما هو هذا الأمر؟ صراحة لقد سعدت كثيرا بزيارة المدرب سعدان ورئيس الاتحادية الجزائرية لي، وقد رفعا معنوياتي كثيرا، خاصة بعد أن تحدث معي المدرب سعدان وأكد لي أن الشائعات التي أثيرت بشأن إبعادي من المنتخب الوطني لا أساس لها من الصحة، وقد طمأنني سعدان في هذا الأمر وأكد لي أنه يجب عليّ أن أركز على العمل وفقط، وقال لي بالكلمة الواحدة: لا تسمع للكلام الذي أشيع عنك، ركز على العمل والعلاج وفقط. إذن كلامه جعلك تشعر أنك ستكون ضمن قائمة ال30 لاعبا على الأقل الذين سيشاركون في التربص القادم “للخضر”؟ لم لا، إنه هدفي الآن، وقد طمأنني سعدان أن الشائعات الذي ذكرت من قبل لا أساس لها من الصحة، ومن الطبيعي أن أفكر بهذا الأمر، وسأكون حاضرا في تربص سويسرا إن سارت الأمور على ما يرام. لكن هناك مشكلة تكمن في ابتعادك عن المنافسة منذ مدة، فقد تنقلت للعلاج في بوخوم، ثم بعدها هنا بقطر، ولم تلعب كثيرا، ألا تخشى تأثير نقص المنافسة على مردودك؟ لا تماما، لا أعتقد أن الأمر سيؤثر علي، أولا لأنني عندما أصبت في المرة الأولى، عالجت وعدت بصفة عادية للتدريبات ولعبت بعض المباريات قبل أن أصاب من جديد، وهو ما يعني أنني لست بعيدا كثيرا عن المنافسة، إضافة إلى أنه ينتظر المنتخب الوطني تربصان تحضيريان سيكونان كافيين لي وللجميع من أجل التحضير واستعادة إمكاناتنا، إذا كنت حاضرا خلالهما بالطبع، خاصة أنه يتخللهما لقاءان وديان، وهو ما سيساعدنا كثيرا قبل انطلاق المنافسة. المدرب الوطني عاين العديد من اللاعبين في الفترة الأخيرة والذين يلعبون في نفس منصبك تقريبا، وقد يستدعي البعض منهم للتربص القادم، ما تعليقك؟ الأمر لا يزعجني أبدا، فمن حق المدرب الوطني أن يعاين ما يشاء من اللاعبين لأنه عمله قبل كل شيء، ومن الطبيعي أن يحاول أن يستخدم أفضل اللاعبين والذين يستطيعون تقديم الإضافة للمنتخب الوطني، وأنا أول المرحبين بأي لاعب يقدم الإضافة للمنتخب الوطني، فبيننا نحن اللاعبين كنا في كل مرة نؤكد أننا نرحب بأي لاعب يقدم الإضافة ل”الخضر” وندخله في المجموعة بسرعة، ومرحبا بكل من يقدم شيئا جيدا للجزائر، ولن يتغير الأمر لأنه يتعلق بلاعبين ينشطون في منصبي، أنا لاعب لا يخشى المنافسة، وأعرف إمكاناتي جيدا وسأعمل المستحيل من أجل إقناع سعدان بمستواي. متى ستغادر قطر؟ صراحة لا أعرف ذلك بالضبط، لأن القرار الأول والأخير يعود للطبيب، هو من سيقرر متى تنتهي فترة علاجي، أنا أركز على العلاج وفقط، صحيح أنني أشعر أني في حالة جيدة، وأني تماثلت للشفاء، وأنا متشوق للعودة للمنافسة، لكنّي لن أتعجل ذلك، وسأبقى أعالج إلى أن يقرر الدكتور شلبي أنني شفيت بصفة نهائية. وكيف وجدت ظروف الإقامة هنا بقطر؟ في الحقيقة كل الأمور مهيأة لنا، وقد وجدت راحتي كثيرا، خاصة أنني هنا أعالج رفقة مغني وبلحاج، وهو ما خفف الضغط علينا قليلا، حيث يحاول كل منا أن يشجع الآخر، وصراحة أنا مرتاح هنا وأشعر أني في تحسن مستمر مثلما قلت لك في بداية الحوار. ----------------------------------------------- بلحاج: “ أنا في سباق ضد الزمن حتى أكون تحت تصرف منتخب بلادي في المونديال... هذه أولوية قبل نهائي كأس انجلترا” “مسؤولو بورتسموث تفهموا الموقف وتأكدوا أن المشكل لا يكمن في عدم كفاءة أطباء “أسبيتار” بل في تسرعنا في اتخاذ قرار عودتي إلى انجلترا” عدت بسرعة إلى قطر، بعد فترة قصيرة من رحيلك عنها، فكيف يجري العلاج هنا؟ صراحة لم أكن أتوقع أن أعود بهذه السرعة، لأني حينها اعتقدت أنني شفيت تماما من إصابتي، لكن حدث الذي حدث فعدت من جديد لأواصل العلاج الذي بدأته عند وصولي إلى هنا لأول مرة. من هو المسؤول المباشر عن عدم شفائك؟ لا يمكن أن أحمّل المسؤولية لأي طرف. سبق وأن تحدثت في الموضوع وشرحت بالتفصيل بأن مسؤولي فريقي بورتسموث ألحوا عليّ حتى أعود إلى إنجلترا من جديد لأشارك في نصف نهائي الكأس الذي جمعنا ب “توتنهام”، فعاودتني الإصابة من جديد لدى عودتي خلال التدريبات وتأكدنا من خلال الفحوص المعمقة التي أجريتها أني لم أشف نهائيا منها. ألم يتسبب ذلك في تفاقمها؟ لحسن الحظ لا، لأني مباشرة بعد شعوري بالآلام وتأكدي من أني لم أشف توقفت عن التدريبات كلية، واتصلت في الوقت نفسه بمسؤولي الإتحادية الجزائرية لكرة القدم حتى أعلمهم بالأمر، فما كان عليهم إلا أن طالبوني بالإسراع في العودة إلى قطر من أجل مواصلة العلاج. ألم تجد معارضة من طرف مسؤولي بورتسموث؟ صراحة لا، لأنهم تفهموا الموقف من جهة وتأكدوا من أن المشكل لا يكمن في عدم كفاءة أطباء “أسبيتار” بل في تسرعنا في اتخاذ قرار العودة إلى إنجلترا. ثم إني أكدت لهم أني مجبر على إنهاء البرنامج العلاجي الذي سطّر لي منذ أول يوم جئت فيه إلى هنا، فوافقوا على عودتي دون اعتراض. وأنا هنا كما ترى مع الدكتور شلبي أعالج باستمرار حتى أغادر هذه المرة وأنا في كامل صحتي. أكيد أنك تسابق الزمن من أجل المشاركة في نهائي كأس إنجلترا الذي سيجمع فريقك بتشيلزي يوم 15 ماي المقبل بملعب “ويمبلي” الشهير. أنا في سباق ضد الزمن حتى أكون تحت تصرف منتخب بلادي خلال الفترة المقبلة التي سنحضر فيها للمونديال. صحيح أني أتمنى أن أشارك في نهائي كأس إنجلترا والتتويج مع فريقي بلقب سيحفظه لي التاريخ، لكنك لو تخيّرني بين تضييع ذلك النهائي والمشاركة في المونديال سأختار تضييع نهائي كأس إنجلترا على أن أضيع فرصة المشاركة في نهائيات جنوب إفريقيا. أنا الآن مجبر على تكثيف العلاج، وإذا شفيت مبكرا وعدت إلى إنجلترا فسأكون محظوظا بتنشيط ذلك النهائي، وإذا حدث العكس فسأكون سعيدا أيضا لأني سأكون تحت تصرف منتخب بلادي في الآجال المحددة أيضا. وهل حسمت وجهتك المستقبلية أم ليس بعد؟ لا يمكنني أن أهتم بمستقبلي وأنا مصاب. فأنا أعالج هذه الإصابة وأرغب في التخلص منها نهائيا. بعدها سيكون لي حديث وتفكير في هذا الأمر عقب تماثلي للشفاء نهائيا.
