نشرت : المصدر جريدة الشروق الثلاثاء 01 ديسمبر 2015 11:36 سجّلت أسعار قطع غيار المركبات، ارتفاعا محسوسا للمرّة الثانية خلال هذه السنة، بسبب انخفاض سعر الدينار مقابل ارتفاع سعر العملة الصعبة، إضافة إلى تقليص فاتورة استيراد السيّارات والتشديد الجمركي، وهو ما أدّى إلى انكماش سوق قطع الغيار وبحث أصحاب المركبات عمّا هو مستعمل أو صيني أو مقلّد فرارا من التكاليف الباهظة. التهبت أسعار مختلف أنواع قطع الغيار، خلال الأسبوعين الأخيرين، للمرّة الثانية بعد الزيادات التي عرفتها خلال الصائفة الأخيرة، حيث تجاوزت الزيادات نسبة ال 30 بالمائة، وهو ارتفاع محسوس مسّ جميع العلامات, خصوصا العلامات الأكثر طلبا، لدى أصحاب السيّارات المسوّقة بنسبة معتبرة في الجزائر، كما عرفت العلامات الصينية وحتّى المقلّدة ارتفاعا محسوسا هي الأخرى, رغم جودتها الضعيفة وعدم النصح بها في تبديل قطع الغيار, هذه الزيادات يرجعها باعة الجملة بسوق كاستور ودلمونت وبيتي بوهران، على سبيل المثال حسب استطلاع أجرته "الشروق"، إلى ارتفاع أسعار المورّدين من الخارج وارتفاع تكاليف الشحن والنقل والتوزيع، إضافة إلى الإجراءات الجمركية الصارمة على مستوى الموانئ، كما يرجع المستوردون هذه الزيادات حسب تصريح أحدهم إلى انخفاض أسعار الدينار مقارنة مع ارتفاع أسعار العملة الصعبة, والتقلّبات التي يعرفها سعر الدولار والأورو، كما تزامن ذلك مع تقليص الحكومة لفواتير استيراد السيّارات، ممّا انعكس على القطاعات التابعة على رأسها قطع الغيار . وبالمقابل يواجه الزبائن هذه الزيادات أمام تجّار التجزئة الذين يرفعون بدورهم الأسعار وهامش الربح، بالكثير من الاستياء والتذمّر، حيث تشهد سوق قطع الغيار ولواحق السيّارات المخصّصة للتزيين تراجعا كبيرا، بسبب ارتفاع الأسعار، ولا يقبل أغلب أصحاب المركبات على الشراء إلاّ في حالة الضرورة القصوى، على خلاف ما كان معهودا من قبل, من لهفة على تغيير قطع الغيار, ويقدّر الارتفاع الكبير في الأسعار في المحرّكات الألمانية والفرنسية والتي لا يقّل ثمن قطعة الغيار العادية عن 5 آلاف دج، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الميكانيك, وهي زيادات انعكست كذلك على أسواق السيّارات المستعملة, والتي التهبت هي الأخرى بزيادات تتراوح ما بين 10 إلى 30 مليون سنتيم بالنسبة للسيّارات الأكثر طلبا، ولم يبق أمام أصحاب المركبات غير قطع الغيار الصينية أو المقلّدة التي تعدّ الأقّل تكلفة, والتي تعرف إقبالا على الرغم من أنّها غير مضمونة، كما تحوّل العديد من باعة قطع الغيار بالتجزئة إلى بيع الصيني والهندي نظرا لتحوّل الزبائن نحوها.