نشرت : المصدر جريدة الشروق الثلاثاء 22 ديسمبر 2015 09:03 يواصل سعر برميل النفط تراجعه في السوق الدولية، ليلامس مستوى 36 دولارا للبرميل، مسجلا أسوأ انخفاض له منذ 11 سنة، مؤشر يراه خبراء اقتصاديون على أنه سيؤزم وضعية البلدان التي تعتمد مداخليها على عائدات المحروقات، والأكيد أن الجزائر غير مستثناة من هذا "التراجع الخطير" بعد أن حددت ميزانيتها لسنة 2016 بسعر مرجعي 45 دولارا، بالمقابل يذهب العارفون بخبايا الاقتصاد أن صندوق ضبط الإيرادات يعاني "انكماشا رهيبا" ولن يستطيع تغطية العجز المالي في الأشهر القليلة القادمة. بعد ساعات من إعلان واشنطن رفع الحظر المفروض على صادرات النفط الأمريكية منذ 40 عاما، أظهرت تداولات الأسواق العالمية انخفاض مزيج "برنت" العالمي خلال تعاملات أمس، إلى مستويات قياسية متدنية، وذلك بسبب الفائض في العرض الذي يرافقه ضعف في الطلب لأسعار نفط "برنت" إلى أدنى سعر لها جويلية 2004 . ورسم الخبير الاقتصادي، عبد الرحمان مبتول، صورة قاتمة عن الوضع "التعيس" الذي يعيشه المجمع الطاقوي العمومي سوناطراك، والذي أصبح -حسبه- غير قادر على التصدير سنة بعد أخرى، في ظل الاستمرار الرهيب لانخفاض أسعار البترول في الأسواق العالمي، متوقعا لجوء الحكومة إلى صندوق النقد الدولي مطلع سنة 2018، رغم تعهد الحكومة على لسان الوزير الأول عبد المالك سلال، من سطيف بأن "الجزائر لن تطرق أبواب الأفامي". وقال مبتول، أن الحكومة مجبرة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمباشرة إصلاحات في منظومتها الاقتصادية، والتخلي عن سياسية الترقيع والاستيراد "الفاحش"، لافتا إلى أن صندوق ضبط الإيرادات الذي تلجأ إليه الحكومة مع كل انخفاض في أسعار البترول سيتآكل مع الوقت بالنظر إلى "أن التحويلات والقروض موجهة إلى الأكل والشرب وليس للإنتاج والمشاريع الاستثمارية". كما شكك الخبير الاقتصادي مبتول، في اتصال من باريس، في أرقام الاستثمارات التي تتحدث عنها سوناطراك ووزير الصناعة عبد السلام بوشوارب والتي تعادل 100 مليار دولار متسائلا "كيف يمكن لشركة تبيع البترول دولارا، أن تستثمر هذا المبلغ وتجني فوقه 30 مليار دولار.. هذا شيء غير قابل للتصديق..". ولم يستبعد الخبير مبتول، والذي شغل منصب مدير ساونطراك، لمدة 20 سنة أن يتم تخفيض قيمة الدينار كأحد الحلول من طرف البنك المركزي أمام ارتفاع صرف العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية، كما يذهب الخبير الاقتصادي الذي يرى أن تحليله للواقع الاقتصادي منطقي وبلغة الأرقام ولا يستند إلى "معارضة الحكومة أو التشكيك في قراراتها"، أن هذا القرار سيؤثر على القدرة الشرائية للمواطن بشكل مباشر، كونه سيجد نفسه أمام عملة "رخيصة" مقابل مواد غذائية ومستلزمات مرتفعة في السوق العالمية. مبتول: خلافي مع بن خالفة طوي بعد اتصال من سلال وأويحيى قال الخبير الاقتصادي، عبد الرحمان مبتول، في اتصال مع "الشروق"، أن خلافه مع وزير المالية، عبد الرحمان بن خالفة، انتهى بعد تدخل الوزير الأول عبد المالك سلال، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، أحمد أويحيى، عقب حرب كلامية اندلعت بين الرجلين وصلت حد مطالبة وزير المالية من الخبير وقف ما ينشره من تخويفات، بشأن الوضع الاقتصادي العام للبلاد، وذلك عبر مكالمة هاتفية حاول من خلالها الوزير، حسب مبتول، وضع حد لتصريحاته بلهجة تهديد حادة.