الحكومة مطالبة بالتصرّف بحكمة لجلب دولارات إضافية للخزينة العمومية توقع خبير الطاقة والمسؤول السابق بشركة سوناطراك عبد الرحمن مبتول ارتفاعا هاما في أسعار النفط خلال المرحلة القادمة نتيجة الأزمة الأمنية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وهو ما سيتسبب حسبه في رفع سعر الغاز والبترول ”الأمر الذي يجب أن تستغله الحكومة الجزائرية لإنعاش خزينتها”. قال مبتول في اتصال ب”الفجر” أن الأزمة الأمنية خاصة في مصر ستتسبب في ذبذبة نقل النفط عبر الأنابيب وعرقلة أشغال الحفر والتنقيب والاستكشاف بالمنطقة كما سترفع نسبة استهلاك هذه الطاقة وهو ما سينعكس على الأسعار بشكل واضح خلال المرحلة القادمة. وحسبما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية ”أ أف أبي” ووفقا لما أكده خبراء الاقتصاد لدى ”كوميرس بنك” من المرجح جدا أن تتسبب الأزمة في مصر نتيجة انقطاع تدفق الخام عبر قناة السويس وخط أنابيب ”سوميد” في رفع سعر النفط بسبب حالة الندرة التي سيشهدها هذا المورد الطاقوي إثر تراجع عملية النقل. وقالت ذات الوكالة أن أسعار النفط خلال جلسة التداول الأوروبية شهدت ارتفاعا بسبب الاضطرابات التي تعيشها مصر في وقت من المرجح أن تساهم الأزمة الليبية والاختلالات التي عرفها إنتاج النفط هناك في رفع أسعار هذا الأخير. وكان قد صرح وزير النفط الليبي عبد الباري العروسي ”إن كل الموانئ الليبية مغلقة ماعدا في الغرب، مضيفاً أن ليبيا خسرت 1.6 مليار دولار في صورة مبيعات نفطية مفقودة منذ 25 جويلية وحتى اليوم”. وأكد نائبه عمر الشكماك أن المفاوضات لاستئناف الصادرات من السدر أكبر ميناء نفطي في ليبيا قد باءت بالفشل. ومن جهته قال رئيس الوزراء الليبي علي زيدان في مؤتمر صحافي في طرابلس إن ليبيا ستستخدم كل الوسائل اللازمة بما فيها القوة العسكرية لمنع حراس الأمن المضربين في موانئ ليبيا الرئيسية من بيع نفطها الخام بشكل مستقل عن الدولة. وكان قد ارتفع سعر خام برنت بعد توقف صادرات نفط ليبية، وهو ما أثار مخاوف بشأن المعروض في السوق وأعاد حراس مضربون عن العمل إغلاق أكبر مرفأين لتصدير النفط في ليبيا بعد ساعات من استئناف عملياتهما عقب توقف دام أسبوعين، وتبلغ طاقة المرفأين نحو 600 ألف برميل يوميا. وتوقف الإنتاج في عدد من الحقول أيضا بسبب احتجاجات مشابهة في أسوأ تعطيل يشهده قطاع النفط الليبي منذ اندلاع الأزمة الأمنية في عام 2011. هذا وكان قد أعلن تقرير اقتصادي نشر صادر منذ أيام أن إنتاج الجزائر من المحروقات مرشح للارتفاع إلى حوالي مليوني برميل يوميا في عام 2016، وإنتاج الغاز إلى 107 مليارات متر مكعب عام 2022. وذكر التقرير الصادر عن هيئة ”بيزنيس مونيتور إنترناشيونال” الأمريكية المتخصصة في التحليل والاستشراف الاقتصادي وتقدير المخاطر، أن إنتاج المحروقات سيرتفع إلى 1.99 مليون برميل يوميا في 2016، بفضل مشاريع نفطية طموحة نفذتها الجزائر على أن يعود الإنتاج للانخفاض تدريجيا ليصل إلى 1.873 مليون برميل يوميا في 2020.