لم تنجح تشكيلة مولودية العلمة في استثمار الوضعية الجيدة التي كانت تعيشها قبل مواجهة الحراش لتحقيق الفوز ومواصلة سلسلة النتائج الإيجابية... من خلال اكتفائها بالتعادل، وهي النتيجة التي تؤجل قليلا الحسم في أمر البقاء وتجعل الفريق مطالبا بالتدارك في مواجهة الغد أمام جمعية الشلف. مشكلة البابية دائما في الأشواط الأولى وبالعودة إلى مواجهة أول أمس، وبغض النظر عن الأداء الذي قدمته عناصر التشكيلة العلمية، فإنه تأكد مرة أخرى أن مشكلة الفريق تمكن في الأشواط الأولى، حيث إذا عرفت البابية كيف تسير الشوط الأول من كل مواجهة فإنها تخرج بنتيجة إيجابية، لكن إذا حدث العكس فإن النتائج لا تكون إيجابية على غرار ما حدث أمام الحراش حيث أثر الهدف المباغت في آخر دقائق الشوط الأول كثيرا في مردود الفريق وجعل الضغط كبيرا في المرحلة الثانية، وهو ما أخّر مجيء هدف التعادل إلى الربع الأخير من اللقاء عن طريق بن حاج. خزار غامر بإقحام بوجليدة وإبقاء بقرار في الاحتياط وبالحديث عن المردود، فقد أجمع الكثيرون ممن كانوا حاضرين في ملعب مسعود زغار أول أمس أن تشكيلة النصف ساعة الأخيرة من المواجهة هي التشكيلة الأنسب التي كان من المفترض أن يدخل بها المدرب خزار، عوض التشكيلة الأولى التي دخل بها والتي كانت فيها الكثير من المغامرة، خاصة عندما أقحم خزار المدافع المحوري مراد بوجليدة أساسيا، وهو الذي لم يلعب 4 لقاءات متتالية، إضافة إلى إبقائه بقرار الذي يعتبره الأنصار أحسن عنصر في الفترة الأخيرة في دكة البدلاء، وهو ما كاد يكلف الفريق غاليا لو لم يتدارك خزار الأمر في الشوط الثاني. البابية خسرت نقطتين ولاعبين مهمين وإضافة إلى تضييع المولودية لنقطتين مهمتين للغاية في حسابات البقاء أمام الحراش، فقد خسرت أيضا في المواجهة ذاتها لاعبين مهمين للغاية في الرسم التكتيكي للمدرب خزار، ويتعلق الأمر بالظهير الأيسر رنان فؤاد ووسط الميدان النشط سمير بورنان اللذين سيكونان معاقبين آليا أمام الشلف بعد تلقي كل منهما الإنذار الثالث أمام الحراش. الحصيلة ترتفع إلى 18 نقطة ضائعة في العلمة وبتضييعها لنقطتين جديدتين وثمينتين أمام اتحاد الحراش أول أمس، تكون المولودية العلمية قد وصلت إلى 18 نقطة ضائعة في العلمة منذ بداية الموسم من 6 تعادلات أمام البرج (3 3)، الشلف (1 1)، البليدة (0 0)، العميد (1 1)، وهران (0 0)، والحراش (1 1) وهزيمتين أمام بجاية (0 1) والبوبية (0 1)، وهي النقاط التي لو لم تضيعها البابية لكانت ربما في صدارة ترتيب البطولة الوطنية الآن. حسابات البقاء لم تعد مضمونة والخطأ أصبح ممنوعا وبالتعثر الجديد المسجل أمام الحراش فقد ضيعت البابية فرصة ثمينة لتعزيز رصيدها وحظوظها في ضمان البقاء، حيث جاء فوز اتحاد البليدة - الذي يعد أحد منافسي العلمة المباشرين على ورقة البقاء الثالثة رفقة جمعية الخروب- على مولودية وهران (2 1) ليجعل الخطر محدقا بالمولودية العلمية التي ستكون ممنوعة من الخطأ مستقبلا في العلمة وستكون مطالبة بنقاط أخرى من خارج الديار إذا أمكنها ذلك لتفادي أية مفاجأة غير سارة. استقبال الكاب لتلمسان غدا يحتم على البابية تفادي الهزيمة في الشلف ولعل ما يجعل الخطر محدقا فعلا بتشكيلة المولودية ومستقبلها في بطولة القسم الأول، هو أن شباب باتنة الذي لا تبتعد عنه البابية إلا بنقطتين في جدول الترتيب (العلمة ب29 والكاب ب27) سيستقبل في الجولة المقبلة على أرضية ميدانه وداد تلمسان وهو مرشح للفوز بهذا اللقاء، في حين ينتظر البابية تنقل صعب إلى الشلف لمواجهة الجمعية المحلية العائدة بفوز ثمين من بجاية أول أمس، وهو ما يتطلب تحقيق التعادل على الأقل للإبقاء على الكاب تحت البابية في جدول الترتيب. أجمل ما في مواجهة الحراش التصرف الحضاري للأنصار وقبل الحديث عن مواجهة الشلف غدا، وجب التنويه كثيرا بالسلوك الحضاري الذي ميز تصرفات أنصار البابية في المواجهة الأخيرة أمام اتحاد الحراش، فرغم سلبية النتيجة إلا أن اللاعبين خرجوا تحت التصفيقات في المرحلة الأولى والثانية، وحتى أنصار الحراش خرجوا تحت التصفيقات، كما صفق أنصار البابية كثيرا لهدف زواق الرائع، وهي اللقطات الأجمل على الإطلاق في مواجهة أول أمس. تصرف الأنصار رسالة إلى اللاعبين للتدارك أمام الشلف ويأتي التصرف الحضاري لأنصار مولودية العلمة أمام اتحاد الحراش ليكون بمثابة رسالة واضحة إلى اللاعبين مفادها: “نصبر عليكم ونثق فيكم أيها اللاعبون، وما عليكم إلا أن تكونوا في المستوى مستقبلا“، وهي الرسالة التي على رفقاء الحارس صلاح الدين صحراوي أن يردوا عليها في مواجهة الشلف وهذا طبعا من خلال تحقيق نتيجة إيجابية تعوض التعثر الأخير. خلوط: “ضيقناها على أنفسنا قليلا لكن الوضعية ليست خطيرة” هذا وفي حديثه عن نتيجة مواجهة الحراش قال المدرب المساعد مسعود خلوط: “اللقاء لم يكن سهلا على الإطلاق أمام الحراش التي حققت نتائج كبيرة أمام أحسن الفرق هذا الموسم، ورغم أن التعادل لا يرضينا إلا أنه أفضل من الخسارة... صحيح أننا ضيقنا الأمور نسبيا على أنفسنا لكن وضعيتنا ليست خطيرة وسنكون مطالبين فقط بتحقيق نتيجة واحدة على الأقل خارج الديار لتدارك التعثر الأخير وتدعيم حظوظنا في ضمان البقاء”. ----------------------- الأواسط يحققون أول فوز بعد 4 أشهر على عكس أكابر البابية هذه المرة، فقد تمكنت تشكيلة الأواسط من تحقيق الفوز أمام نظيرتها من اتحاد الحراش بنتيجة (2 1) وهو الفوز الأول من نوعه منذ 4 أشهر، باعتبار أن آخر فوز يعود إلى تاريخ 21 نوفمبر أمام اتحاد البليدة بنتيجة (2 1) وبعدها لم يتذوق رفقاء ختالة طعم الفوز في 10 لقاءات متتالية تجرعوا خلالها 9 هزائم موزعة داخل وخارج الديار وتعادل واحد. ويحتل أواسط البابية المرتبة 17 وقبل الأخيرة برصيد 23 نقطة من 24 لقاء وبفارق 4 نقاط فقط عن متذيل الترتيب شباب باتنة. لفتاحة حفزهم وطالبهم بالفوز ويبدو أن الأواسط استفادوا من تجربة بعض عناصرهم مع الأكابر على غرار لبيض، ختالة، كفي وزبيري الذين تمت ترقيتهم وتدربوا مع الأكابر، وهي العناصر التي طالبها المناجير مسعود لفتاحة باستغلال تجربتها مع الأكابر لتحقيق الفوز أمام الحراش، وهو ما كان بالفعل وجعل اللاعبين المذكورين يهدون الفوز للفتاحة. التنقل إلى الشلف اليوم بعد أن أجرت تشكيلة البابية أمس حصتها التدريبية الوحيدة بالعلمة بعد مواجهة الحراش والأخيرة قبل مواجهة الشلف غدا، ستكون صبيحة اليوم على موعد مع شد الرحال إلى عاصمة الونشريس تحسبا للقاء الغد. وسيخضع اللاعبون إلى حصة استرخائية فور الوصول إلى عين الدفلى التي سيقضون بها الليلة قبل مواصلة الرحلة صبيحة الغد إلى الشلف. حديوش سيعود إلى القائمة وقراوي ممكن وتتنقل البابية كما هو معلوم إلى الشلف دون اللاعبين رنان وبورنان المعاقبين آليا في مواجهة الغد، وهو ما يفتح الباب أمام عودة المهاجم عبد النور حديوش إلى القائمة لأول مرة منذ مدة طويلة بعد أن أعطى الأطباء الضوء الأخضر للطاقم الفني باستعماله ضمن المجموعة، في حين يبقى تواجد المغترب قراوي في القائمة المعنية بلقاء الشلف من عدمه غير مؤكد وممكن في الوقت نفسه.