إذا كانت السير الذاتية للمدربين التي تتهاطل على مكاتب “الفاف” كثيرة، منذ إعلان الرئيس روراوة فتح مناقصة من أجل اختيار مدرب جديد ل “الخضر” يكون خليفة ل عبد الحق بن شيخة المستقيل من منصبه، بعد الهزيمة النكراء التي تكبدها يبدة وزملاؤه قبل حوالي 10 أيام في مدينة “مراكش” أمام المنتخب المغربي. وهو الأمر الذي يمنح رئيس “الفاف” الكثير من الخيارات لاختيار المدرب الأفضل للتشكيلة الوطنية، فإن المشكل الذي يُطرح الآن يكمن في أن رواتب أسماء بعض المدربين المقترحين للإشراف على العارضة الفنية، تبدو مرتفعة جدا وقد لا يمكن لروراوة أن يستجيب لمتطلباتهم المالية بأي حال من الأحوال. “ليبي” ب 3 مليون أورو سنويا رغم أنه بعيد كثيرا عن “مورينيو”، “كابيلو” والبقية وإذا كان الحديث كثير هذه الأيام عن قدوم “مارتشيلو ليبي” للعمل في الجزائر، فإن هذا المدرب كان ينال مع المنتخب الإيطالي قبل حوالي سنة 3 ملايين أورو سنويا، قبل تقديمه الاستقالة بعد إقصاء منتخب بلاده في الدور الأول من كأس العالم الفارطة. وإذا كان يبدو الراتب السنوي ل “الجنرال” مرتفعا، وهو أمر منطقي لأنه أحد أفضل المدربين في العالم، فإنه يبقى بعيدا جدا عن رواتب مدربين آخرين في صورة الداهية “مورينيو” الذي يتقاضى 13,5 مليون أورو سنويا مع “ريال مدريد” أو “هيدينك” الذي ينال 10 ملايين أورو سنويا مع روسيا، أو حتى “كابيلو” الذي ينال 8,8 ملايين أورو مع المنتخب الإنجليزي. “لومير”، “دومينيك” و”حاليلوزيتش” بين 40 و50 ألف أورو شهريا وبالنسبة للخيارات الأخرى المطروحة بالنسبة ل “الفاف” هذه الأيام، نجد أن الثلاثي الفرنسي “لومير”- “دومينيك”- “حاليلوزيتش” الذي يوجدون في مفكرة روراوة وبعث سيره الذاتية إلى الفاف، أجرته تبقى قليلة جدا مقارنة بما يتلقاه “ليبي”، حيث نجد أن “لومير” كان يتحصل في تجربته الأخيرة مع المنتخب المغربي على 50 ألف أورو، في حين أن “حاليلوزيتش” كان يتحصل مع نادي “دينامو زاغريب” على 40 ألف أورو، في وقت أن “دومينيك” في آخر تجربة له مع المنتخب الفرنسي في “المونديال” الأخير، كان راتبه السنوي هو 560 ألف أورو ما يعادل حوالي 6 ملايير سنتيم بعملتنا. “تروسييه” كان ينال 60 ألف أورو شهريا مع المغرب أما بالنسبة للمدرب الفرنسي الآخر “فيليب تروسييه” أو الساحر الأبيض مثلما يلقب، فإنه كان ينال مبلغ 60 ألف أورو سنة 2005 حين إشرافه على تدريب منتخب “أسود الأطلس”، وهي نفس القيمة التي كان يتحصل عليها “هنري ميشال” بعده. وهي قيمة تبقى مرتفعة لأنها تصل إلى 720 ألف أورو سنويا، أي ما يعادل حوالي 8 ملايير سنتيم بعملتنا. وهي القيمة التي قد لا يمكن ل “الفاف” أن تمنحها لمدرب لم يشرف على منتخب أو ناد كبير منذ أزيد من 3 سنوات، وهو الموجود حاليا في الصين للإشراف على ناد هناك. “زيكو” حوالي 460 ألف أورو سنويا و”زاكي” ب 350 ألف أورو فقط المدرب البرازيلي “آرتير أونتورس كويمبرا” المعروف بإسم “زيكو”، الذي درب الكثير من المنتخبات العالمية، تبقى قيمته في سوق التحويلات غير مرتفعة قياسا بالمنتخبات والأندية التي سبق أن أشرف عليها، حيث أن راتبه السنوي لا يفوق 460 ألف أورو وهو الذي كان يتقاضى في 2002 حين كان يشرف على تدريب المنتخب الياباني 230 ألف أورو فقط. ويبقى المدرب المغربي بادو زاكي الأقل دخلا في قائمة المدربين المرشحين لقيادة “الخضر”، وهذا ب 350 ألف أورو فقط ولو أنه مازال لم يودع سيرته الذاتية عند الفاف إلى حد الآن. سعدان كان يتلقى 245 ألف أورو سنويا وهو أغلى مدرب تعامل معه روراوة ومن أجل المقارنة فقط، فإن “الشيخ” رابح سعدان كان أغلى مدرب تعامل معه روراوة في المرتين اللتين ترأس فيهما أعلى هيئة كروية في الجزائر. حيث أن سعدان كان ينال سنويا حسب إحصائيات “الفيفا” الموسم الفارط، الخاصة برواتب المدربين الذين شاركت منتخباتهم في “المونديال“، مبلغ 245 ألف أورو ما يعني حوالي 200 مليون سنتيم شهريا. يذكر أن هناك أخبارا مفادها أن بن شيخة كان ينال نفس القيمة المالية التي كان يتحصل عليها سعدان. هل ستقدر “الفاف” على توفير راتب يفوق ب 10 مرّات أكثر مما كان يتقاضاه سعدان!؟ وبالنظر إلى أسعار المدربين العالميين المتداولة أسماؤهم لقيادة العارضة الفنية ل “الخضر”، فإنه يمكن التأكيد أن ما كان يناله سعدان وحتى بعده بن شيخة ما هو إلا فتات، مقارنة بما قد يناله المدرب القادم للمنتخب الوطني. حيث أنه في حال جلب “ليبي” مثلا الذي يعتبر مطلبا جماهيريا، فإن “الفاف” ستكون مجبرة على توفير راتب سعدان مضروب في 15 مرة، وهو الذي قد يكون عبئا ثقيلا عليها رغم تطمينات روراوة أن راتب المدرب القادم لن يطرح مشكلا من الناحية المادية، مثلما كان الأمر عليه في السابق.