قرار الناخب الوطني الجديد وحيد حليلوزيتش إلغاء المباراة الودية لتونس يؤكّد أن المدرب الجديد ليس بحاجة لمعاينة اللاعبين في تاريخ الفيفا المقبل لشهر أوت القادم، حيث فضّل المدرب الجديد أن يستغل التربص المقبل لمقابلة اللاعبين وطاقمه الفني الجديد ويكون نقطة بداية لعمله متجنّبًا ضغط لعب مباراة ودية أمام المنتخب التونسي بعد الخسارة الأخيرة برباعية أمام المغرب، والتي أثّرت كثيرا في معنويات اللاعبين الذين سيكتشفون لأول مرة المدرب الجديد بمناسبة التربص المقبل المزمع إجراءه بفرنسا. حليلوزيتش يملك فكرة حتى عن المحليين فضّل المدرب حليلوزيتش إلغاء مباراة تونس الودية التي كانت مقررة في إيطاليا في العاشر أوت القادم بدافع استغلال التربص القادم من أجل تجميع اللاعبين والوقوف على حالتهم البدنية والنفسية في بداية الموسم الجديد، حيث كشف حليلوزيتش لروراوة أنه ليس بحاجة لمعاينة اللاعبين الحاليين لأنه يعرف إمكاناتهم جيدا، كما أنه جمع معلومات عن كل اللاعبين من خلال بطاقات فنية لكل لاعب دولي ناهيك عن معاينته عددا من أشرطة مباريات الخضر، بما في ذلك مباراة مراكش دون أن يقوم بمعاينتهم من جديد في المباراة الودية أمام تونس. مباراة تونس لن تفيده في تقييم المنتخب ومن الأسباب الموضوعية التي جعلت حليلوزيتش يرفض لعب مباراة ودية في أوت القادم لعلمه أن هذا الاختبار لن يفيده في تقييم مستوى اللاعبين، باعتبار أن جل محترفينا في فترة الإعداد لانطلاق الموسم الجديد أو بصدد البحث عن أندية جديدة ما يجعلهم غير جاهزين بدنيا ولا نفسيا لخوض مباراة ودية في هذه الفترة الحساسة خاصة في ظل الانهيار المعنوي الذي تعرض له المنتخب بعد خسارة مراكش. التربص سيكون الهدف منه نفسيا وقد فضّل المدرب حليلوزيتش إجراء تربص شهر أوت في فرنسا وتحديدا في ضواحي باريس حسب مصادر مقربة من الطاقم الفني، وسيتم استدعاء تقريبا نفس التعداد الذي شارك في المباراة الأخيرة بهدف تحسين معنويات اللاعبين وتحفيزهم بعد خسارة المغرب، حيث سيركّز الناخب الجديد على الجانب النفسي وسيقوم باختبار الحالة البدنية للمدعوين لهذا التربص ليأخذ فكرة شاملة عن مستوى إعداد اللاعبين من كل النواحي. سيتم دعوة بعض المحليين إلى فرنسا كما كشفت مصادر مقربة من الطاقم الفني الجديد أن المدرب البوسني سيقوم بدعوة عدد من اللاعبين المحليين في تربص فرنسا، حيث سيقف معهم على استعداداتهم وسيوصل رسالة من خلال هذا القرار بأنه يفتح الباب للاعب المحلي لفرض نفسه في المنتخب، حيث يعرف عن المدرب البوسني أنه لا يعترف بالأسماء بل سيعتمد على الأفضل استعدادا وجاهزية لأخذ مكانه في المنتخب. سيكشف طريقة عمله للاعبين سيستغل المدرب حليلوزيتش فرصة التربص المقبل بفرنسا من أجل الكشف عن طريقة عمله للاعبين والقواعد الانضباطية التي سيفرضها على المجموعة، حيث سيكثف الناخب السابق لمنتخب الفيلة لقاءاته الفردية والجماعية مع اللاعبين من أجل التواصل معهم وإيصال رسائله إلى اللاعبين، خاصة الركائز الذين سيساعدونه في إعادة ترتيب بيت الخضر ومحاولة تحقيق الوثبة النفسية المرجوة في المباراة الرسمية الأولى لحليلوزيتش أمام تنزانيا بدار السلام. ------------------------ شاع عنه في باريس سان جرمان أنه يلعب بخطة دفاعية... وحيد حليلوزيتش يحب النظام الكلاسيكي 4-4-2 وفي كوت ديفوار كان يلعب ب 3 مهاجمين يصل اليوم المدرب الجديد للمنتخب الوطني الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش إلى الجزائر ليبدأ عمله بصفة رسمية، حاملا معه مشروعا لإنقاذ الكرة الجزائرية من المرحلة الصعبة التي تعيشها، وكذا تحقيق طموحات الاتحادية والشعب الجزائري بالمشاركة في كأس إفريقيا 2013 ومونديال البرازيل 2014، وقبل ذلك أشياء كثيرة يريد هذا المدرب أن يغيّرها على مستوى التعداد، نظام اللعب، العقليات وحتى الانضباط. على مستوى نظام اللعب الذي يبقى مشكلة كبيرة بما أن المنتخب الوطني لا يملك طريقة واضحة، ولا خلفية لعب، إلى درجة أنه صار من الصعوبة بمكان رؤية 3 تمريرات أو 4 متتالية، سيحاول هذا المدرب أن يترك لمسته، وقبل هذا وذاك بحثنا في الأرشيف عن طريقة اللعب التي يحبها، وما له وما عليه تكتيكيا. قالها من قبل ل "لوموند": "نظام اللعب يحدّده مستوى اللاعبين" معروف على وحيد حليلوزيتش أنه يحب النظام الكلاسيكي 4-4-2 مع بعض اللمسات الخاصة، لاسيما الضغط المكثف على حامل الكرة، والدفاع ككتلة واحدة (en bloc)، إلا أنه قال أن هذا لا يعتبر أمرا ثابتا بدليل تصريحاته في يومية "لوموند" الفرنسية قبل عام لمّا أعطى رأيه قبل مباراة نهائي كأس العالم وعرج للحديث عن بعض الأمور التكتيكية مشيرا إلى أن نظام اللعب الذي يطبقه تحدده نوعية اللاعبين المتواجدين في التعداد، ليضيف أن الأمور دائما تؤخذ من هذا الجانب: "إلا إذا كنت تملك لاعبين من الريال والبارصا مثلما هو الحال في المنتخب الإسباني ومن بين الأفضل عالميا تختار منهم ما تريد كل واحد في منصبه فتطبق ما تريد" على حد تعبيره. لمّا كان مدربا لكوت ديفوار كان يلعب ب 3 مهاجمين وعودة إلى التجربة الوحيدة لحليلوزيتش في تدريب المنتخبات على رأس كوت ديفوار، فقد كان يلعب ب 4-3-3 مستغلا وفرة الحلول الهجومية، وهو الخيار الذي برره في نفس الحوار ليومية "لوموند" قائلا: "لا يمكن أن تفصل طريقة اللعب عن نوعية اللاعبين، مثلا في كوت ديفوار أفضل اللاعبين كانوا موجودين، لهذا السبب كنت ألعب كل الوقت ب 3 مهاجمين، ولكن في الوقت نفسه قد يحدث هذا الأمر بعض اللاتوازن بين الخطوط، عمل الناخب ينصب حول وضع خطة اللعب المناسبة من تطبيق اللاعبين الذين يملكهم، هؤلاء من النادر جدا أن يشغلوا نفس مناصبهم في الفرق التي يلعبون لها، ففي المنتخب المناصب تتغير". وفي باريس سان جرمان شاع عنه الاعتماد على الأسلوب الدفاعي وبمقابل هذا فإن وحيد أشيع عنه أنه يلعب بطريقة دفاعية بحتة في باريس سان جرمان، واتهمته الجماهير بأنه لا يحب المغامرة والكرة الهجومية، فلاقى انتقادات شديدة وجد نفسه مطالبا بالرد عليها لكن بعد فوات الأوان وبعد إقالته، حيث قال في مجلة "sofoot" في شهر أكتوبر 2005 عن هذه النقطة ما يلي: "يجب أن ندافع أيضا، أنا لم أمسك لاعبي وأمنعهم من الهجوم، ولكن هناك انضباط في القاعدة الخلفية بالنسبة للجميع، وإلا سنخسر كل اللقاءات، أنا اقترح حلولا على اللاعبين من الناحية الهجومية وبعد ذلك هم الذين يصنعون الفارق، أنا أيضا أعطيهم نقائص المنافس والثغرات الموجودة، والموهبة هم من يمتلكونها، لكن مع كل هذا لا تجدي إلا النتائج، فمورينهو مع بورتو البرتغالي رغم أنه لا يطبق كرة جميلة إلا أنه فاز بكأس رابطة الأبطال". رده على أنصار باريس سان جرمان يذكّر بتصريحات سعدان بخصوص التحفظ وقبل نهاية سنة 2004، وفي غمرة الاحتجاجات على سوء النتائج التي جعلت فريق العاصمة الفرنسية في مرتبة حرجة لم يتردد حليلوزيتش في أن يقول للأنصار في تصريحات فاجأت الكل أن فريقه متواضع ولا يملك لاعبين يغامر بهم (كان يعتمد على 4-5-1 مع أنه في الموسم الذي قبله كان يلعب ب 4-4-2)، وحتى طريقة اللعب التي فيها تحفظ يفرضها مستوى لاعبيه، ونوعيتهم، مشيرًا إلى أنه لا يمكن أن ينفّذ ما يريده الجميع وهو لا يملك رونالدينهو أو لاعبين لهم الثقل المطلوب في وسط الميدان. الأمر الذي يعيد إلى الأذهان تصريحات الشيخ سعدان لمّا اتهم بأنه لا يغامر في الهجوم، فرد بأنه يعرف ماذا يفعل ولماذا يكثّف اللاعبين في الوسط، في إشارة إلى أن المغامرة قد تجلب معها ما لا يحمد عقباه. نجح في ليل بفضل 4-4-2 وصنع لهذا الفريق خلفية لعب مميزة وبالمقابل نجح وحيد حليلوزيتش في ليل بفضل الطريقة التقليدية 4-4-2 التي اشتهر بها، ولم يكن يحدث تغييرات كثيرة عليها اللهم إلا بعض اللمسات، فقد واجه مانشيستر يونايتد الإنجليزي بها، كما تعود عليها لاعبوه وساعد الاستقرار في امتلاك نادي ليل طريقة لعب وخلفية مميزة حتى أنه صنف من بين أفضل الفرق التي تلعب كرة قدم نظيفة في البطولة الفرنسية سنة 2001 و2002، الأمر الذي جعل هذا الفريق ينافس على اللقب رغم أنه كان يملك تعدادا متواضعا بشهادة لاعبه السابق صلاح الدين بصير في الحوار الذي نشرناه له أمس. يحب الضغط العالي على حامل الكرة، الدفاع المتكتل والاندفاع القوي وخلال نفس الفترة تطرق موقع فرنسي متخصص للنظام الذي يعتمده وحيد حليلوزيتش وهو 4-4-2 ولكن بتعمق أكثر، حيث ذكر على لسان بعض اللاعبين أن من مميزات فكر وحيد أنه يحب الضغط العالي على حامل الكرة، ولا يريد من أي لاعب أن يبقى دون حركة على الميدان (الكل يتحركون بالكرة أو من دونها) إضافة إلى أنه يحب الدفاع المتكتل (en bloc) الذي ينزلق مع بعض، كما يصر على الاندفاع القوي وضرورة الفوز بالثنائيات في كل مكان، ونتيجة لهذه الأمور فإن وحيد يعتمد في عمله كثيرا على المحضر البدني الذي يجلبه معه لرفع المستوى اللياقي للاعبيه، فأمور كهذه تحتاج إلى لياقة بدنية من أعلى مستوى. كريستوف دوغاري انتقد طريقته وقال: "من المفترض أن لا يدرب في فرنسا" لم يسلم حليلوزيتش من الانتقادات خلال مشواره كمدرب أينما ذهب، خاصة في باريس سان جرمان والسعودية، وحتى في كوت ديفوار. فرغم الانتصارات المتتالية إلا أنه كانت هناك أصوات مشكّكة، والغريب في الأمر أنه كان يستعد للمشاركة في كأس إفريقيا 2012 ليجد اللاعب الفرنسي السابق كريستوف دوغاري في شهر ديسمبر 2009 من دون سبب يشكّك في مستواه وفي طريقة عمله بالأخص، مشيرا في تصريحاته إلى أن وحيد كان يفترض أن لا يدرب في فرنسا في إشارة إلى أنه لا يملك الأهلية لذلك، فاشتعلت بينهما حرب كلامية دامت أياما عبر الصحف الفرنسية. لا ننس أن نوعية اللاعبين تحدد الخطة، وعلينا انتظار ما سيحمله من أفكار وكيف سيطبقها ومع من وبين تجربته في كوت ديفوار وباريس سان جرمان اختلفت الخطة من 4-3-3 إلى 4-5-1 مع تحفظ كبير والسبب نوعية اللاعبين التي تبقى دائما السلاح الذي بإمكان المدرب أن يستعمله في الوقت الذي يشاء، ما يطرح تساؤلات مع مستوى لاعبي المنتخب حاليا والخطة التي تلائمهم بين خطة متحررة، فيها حب المغامرة وأخرى منغلقة عودة الى مستواهم. ومعروف أنه منذ مباراة مراكش والبعض يطالب بإبعاد بعض اللاعبين كما أن الأصوات تتعالى من طرف الفنيين الذين ترى نسبة كبيرة منهم أن المشكل ليس في المدرب وفكره، وإنما في اللاعبين الذين تعودوا على الهزائم باختلاف المدربين، فلم ينفع فيهم شيء، في انتظار ما سيفعله هذا المدرب لتصحيح الوضع، وما سيحمله من أفكار وكيف سيطبقها ومع من.