تسببت كميات الثلوج المتساقطة بتراب ولاية تيزي وزو خلال أسبوع كامل في انقطاع حركة المرور بعدة بلديات، وحسب الحماية المدنية لولاية تيزي وزو فإنّ الثلوج المتهاطلة أدّت إلى غلق الطريق البلدي المؤدي من بلدية الاربعاء ناث ايراثن إلى غاية ايت عقاشة، وتحديدا بالمكان المسمى ابوذيذ، كما تم تسجيل غلق الطريق الوطني رقم 15 المؤدي من مدينة تيزي وزو إلى مدنتي الأربعاء ناث ايراثن وعين الحمام من جهة مرتفعات تيروردة الشريط الحدودي مع ولاية البويرة. بات القاطنون بهذه المناطق يجدون صعوبة في التنقل، بعدما سدت الثلوج كل المسالك المؤدية إليهم، الوضع نفسه تم تسجيله بالطريق الولائي رقم 253 المؤدي إلى دائرة افرحونان باتجاه بلدية ايليلتن، حيث تمكّنت مصالح الحماية من فتح هذا الجزء بصعوبة كبيرة، فيما يبقى الشطر الرابط ايليلتن بأقبو التابعة لولاية بجاية مغلق بالمكان المسمى تيزي نتيزين. ويعيش سكان قرية زكري الواقعة بمرتفعات دائرة بوزقان في عزلة تامة، بسبب تساقط كميات هائلة من الثلوج، حيث انقطعت حركة المرور بالطريق الولائي رقم 251 المؤدي من بوزقان إلى هذه القرية وصولا إلى بجاية، وتحديدا بقرية حرة، والوضع نفسه سجل بالطريق الولائي رقم 09 الرابط منطقة ايلولة اومالو بأقبو التابعة لبجاية، على اعتبار أن هذا الطريق يلتقي بالطريق الولائي رقم 251 في شلاطة، وللإشارة تعرف كل سنة انقطاع حركة السير بها بسبب الثلوج، وأضافت الحماية المدنية أنّ وحداتها سجّلت كذلك على مستوى عدة بلديات الولاية صعوبة في التنقل، حيث وجد السكان صعوبة في السير، بسبب كميات الثلوج التي وجدت وحدات الحماية المدنية بدورها صعوبة في إزالتها بكل من ابودرارن، ايت بومهدي، اقني قغران وغيرها.
13 مؤسسة تربوية مغلقة بسبب تراكم الثلوج بتيزي وزو من جهة أخرى، أغلقت 13 مؤسسة تربوية بكل من بلديات، افرحونان، اغني قغران، ايت تودرث، ابي يوسف ببوغني، اقبيل بعين الحمام والأربعاء ناث ايراثن، بمختلف أطوارها منذ الثلاثاء الفارط، جراء الثلوج المتساقطة والتي سدت كل الطرقات والمسالك المؤدية إلى هذه المؤسسات التعليمية. وقد اتخذ مسؤولو القطاع قرار غلق المدارس، بعد أن أطلعته مصالح الحماية المدنية على وضعية الطرقات، الذي علل هذا القرار بحرص السلطات على عدم تعريض التلاميذ للمخاطر. وقد عاش سكان قرى بلديات اقني قغران، اقبيل، ايت تودرث، اليلتن، عين الزاوية، ياكوران، وايجر حالة من الذعر بسبب الطلب الكبير لسكان هذه المناطق لتعبئة قارورة غاز البوتان التي تعتبر في غالب الأحيان منسية لدى السلطات المحلية، كلما حلّ اضطراب جوي مصحوب ببرودة شديدة وتساقط للثلوج بها، أين تتكرر سنويا مشاهد المعاناة المستمرة لهؤلاء السكان للحصول على قارورة غاز البوتان التي أصبحت تنغص حياتهم اليومية، وإن وجدت فإن سعر تعبئة قارورة الغاز التي من المفروض أن لا تتجاوز 200 دينار لدى محطات نفطال، لينتهز عدد من التجار الموسميين الفرصة من أجل الربح السريع على عاتق الآلاف من العائلات بولاية تيزي وزو.
700 دينار لتعبئة قارورة غاز البوتان بقرى تيزي وزو الشروق تجولت في إحدى بلديات دائرة عين الحمام وبالضبط ببلدية اقبيل التي تبعد عن عاصمة جرجرة ب 55 كلم جنوبا على الحدود الولائية بين تيزي وزو والبويرة، أين لوحظ عدد من الجرارات تنقل قارورات غاز البوتان لإحدى قرى المنطقة، وعند استجوابنا لسائق الجرارة الذي يعدو من أبناء المنطقة، عاطل عن العمل، أكد لنا بأنه يقوم منذ السنة الفارطة بتعبئة قارورة غاز البوتان بعد جمعها من بيوت العائلات بسعر 700 دينار، وعندما سألناه أن سعر القارورة لا يتعدى 200 دينار ، رد السائق قائلا بأن العديد من العائلات لا تتوفر على وسائل النقل، إضافة إلى بُعد مركز توزيع نفطال عن البلدية ب 25 كلم، تضاف إليها رسوم النقل ومستحقاته المالية فإن سعر شحن قارورة غاز البوتان تكلف 700 دينار، في ظل غياب مراكز توزيع قريبة من قرى دائرة عين الحمام. ومن جهة أخرى على رغم تسخير ولاية تيزي وزو ومؤسسة سونلغاز عدة وحدات ومراكز التوزيع بالولاية خلال هذه السنة، إلا أنها تبقى غير كافية، خاصة في المناطق الجنوبية وعلى مستوى قرى جبال جرجرة رغم أن نسبة ربط سكان الولاية بالغاز الطبيعي ناهز 64 بالمائة نهاية السنة الفارطة.
العشرات من قرى الولاية بدون كهرباء المشكل العويص الذي يؤرق سكان ولاية تيزي وزو هذه الأيام، بالتزامن مع موجة البرد والثلوج، هو انقطاع التيار الكهربائي بعدد من المناطق الولاية الريفية والحضرية، لاسيما بالمناطق الواقعة بالمرتفعات، وحسب ما علمناه من مصادر محلية متفرقة، فإن العديد من مناطق تيزي وزو لا تزال دون كهرباء، منذ اليوم الأول من بداية تساقط الثلوج وإلى يوم أمس فقد شهدت بلديات كل من دوائر بوغني وبوزقان وعين الحمام وآث يني والأربعاء نآث إيراثن وماكودة وتيزي غنيف وأزفون وواقنون التي تعرف اضطرابا في الشبكة الكهربائية بسبب الرياح القوية، وحسب ما أكده مصدر من المديرية الجهوية لسونلغاز بتيزي وزو، فالمشكل الرئيسي الذي تسبب في قطع الكهرباء هو سقوط أغصان الأشجار بالعديد من المناطق تسبب في قطع الكوابل الكهربائية، وسقوط العديد من الأعمدة الكهربائية. واعترف مصدرنا بصعوبة تدخل فرقهم بسبب غلق الطرقات ورداءة الأحوال الجوية.
ارتفاع جنوني لأسعار المواد الاستهلاكية سببّ الاضطراب الجوي الذي شمل ولاية تيزي وزو منذ أزيد من أسبوع ارتفاعا في أسعار الخضر والفواكه بشكل مفاجئ، حيث قفز سعر الكيلوغرام الواحد من البطاطا إلى 50 دينارا، فيما تجاوز سعر الخس سقف ال 100 دينار والفاصولياء الخضراء لمن استطاع إليها سبيلا. وكشفت جولة قادت الشروق إلى عدة أسواق عاصمة جرجرة أن سعر البطاطا قفز من 30 دينارا إلى 50 دينارا، وسعر الخس إلى 100 دينار، بعد أن كان لا يتعدى 60 دينارا الأسبوع الماضي، ونفس الشيء بالنسبة للجزر والطماطم التي وصلت أسعارها إلى 80 دينارا، والقرعة ب 100 دينار، فيما ارتفعت أسعار الفاصولياء الخضراء ووصلت حدود اللامعقول بتحطيمها لرقم 260 دينار، وفي هذا الشأن عبّر مواطنون تحدثنا إليهم عن استيائهم الكبير لما عرفه المستوى المعيشي للمواطن الذي مسّ حتى فاكهة الفقراء "البطاطا"، حيث قال لنا الدا أعمر "لم أفهم شيئا حتى الطماطم صارت ب80 دينارا والخس ب 100 دينار، والبطاطا تجاوزت سقف 50 دينارا إلى أين نحن ذاهبون بهذه الأسعار...؟ وأرجع التجار الذين تحدثنا إليهم بالسوق المغطاة بوسط مدينة بتيزي وزو سبب التهاب الأسعار إلى النقص الكبير في التزوّد بالخضر والفاكهة، بسبب الاضطرابات الجوية والعواصف الثلجية التي اجتاحت أزيد من 12 ولاية، وقطع عدة طرق بسبب ارتفاع منسوب الأودية، مما حال دون الوصول إلى الحقول لجني الخضر وجشع تجار الجملة الذين يستغلون مثل هذه الفرصة ليضربون ضربتهم القاضية على تجار التجزئة وبالتالي المواطنين، فيما أرجع تجار الجملة بسوق تادمايت أسباب التهاب أسعار الخضر والفواكه بالدرجة الأولى إلى مشكل النقل، إذ يمتنع الناقلون عن العمل في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة، ويشترطون أجرا مضاعفا، ما يؤثر سلبا على أسعار المنتوجات التي يشتريها تجار التجزئة.