حملت القائمة الرسمية التي كشف عنها المدرب الوطني الجديد “وحيد حليلوزيتش“ عودة العديد من اللاعبين القدامى الذين سبق لهم اللعب في عهد المدرب ما قبل السابق رابح سعدان، في صورة بوعزة، حليش، زياية، العيفاوي، مغني، عامري الشاذلي وغيرهم..، وعرفت الجديد باستدعاء حارسين جديدين، والأمر بتعلق ب “الفرانكو- جزائري” ميكائيل فابر، وحارس شبيبة القبائل عسلة. غير أن البوسني أحجم عن توجيه الدعوة لأحد أبرز المتألقين في البطولة المحلية الموسم المنقضي، والأمر يتعلق ب حسين مترف بوسط ميدان وفاق سطيف سابقا وشبيبة القبائل حاليا، الذي وجد نفسه خارج قائمة تضمّ 33 لاعبا وجّهت لهم الدعوة تحسبا لتربص باريس المقبل خلال الفترة الممتدة ما بين 7 إلى 11 أوت المقبل. 6 لاعبين محليين في القائمة ومترف غائب والغريب أنّ مترف غاب عن قائمة ضمّت 33 لاعبا، والأغرب أن اللاعب كان من ضمن أفضل لاعبي البطولة الموسم الفارط، بدليل إنهائه الموسم على رأس هدافي الوفاق في كلّ المنافسات رغم أنه وسط ميدان، ناهيك على أنه كان أحسن مرّر لفريقه بتمريراته الحاسمة، دون أن نغفل الدور الكبير الذي لعبه في “الشان” مع المنتخب المحلي، فضلا على أنه الأكثر انتظاما من حيث المشاركات خلال المباريات الرسمية مع فريقه السابق، ومن الغرابة ألا نجد اسمه ضمن قائمة عرفت تواجد 6 لاعبين محليين. غزال والمغضوب عليهم عادوا إلا هو ومن الغريب أن تعرف القائمة أيضا عودة اللاعبين المغضوب عليهم من طرف الطاقم الفني السابق في وقت يغيب مترف رغم إمكاناته المعتبرة، لأن غزال وزياية مثلا كانا خارج الحسابات أمام المغرب مؤخرا، وها هما يعودان رغم أن لا شيء تغيّر من المغرب إلى يومنا هذا، ولو أن إعادتهما لديها تفسير واحد وهو رغبة “حليلوزيتش“ في إيجاد حلّ للهجوم في أقرب وقت ممكن. من كانوا مُصابين ولا يلعبون عادوا وحتى من كانوا مصابين وغابوا عن أجواء المنافسة الرسمية منذ فترة طويلة استدعاهم، في صورة مغني الذي عاد بعد غياب طويل، مسلوب الذي سجل ثاني استدعاء له، وعامري الشاذلي الذي نسيناه كليا وها هو يعود إلى “الخضر” رغم وضعيته مع ناديه الألماني، ونفس الشيء بالنسبة ل بوعزة الذي تذكرناه بعد أن وجّهت له الدعوة وهو الذي اعتقدنا أن عهده انتهى بعد نهائيات كأس إفريقيا 2010. ويبقى اللاعب الوحيد الذي لم تكن دعوته مفاجئة هو صخرة الدفاع رفيق حليش، الذي ومهما كانت وضعيته مع ناديه الإنجليزي “فولهام” شبيهة بوضعية الكثيرين ممّن يجلسون على كرسي الاحتياط، إلا أن استدعاءه منطقي بما أن خطنا الخلفي اهتزّ منذ غيابه هذه السنة. ومن ضمن كلّ الأسماء التي ذكرناها، سيكون من الغريب ألا تُوجّه الدعوة للاعب منتظم مثل مترف. هل ذهب مترف ضحية تصريحاته؟ ومباشرة بعدما تأكدنا من خلوّ القائمة من اسمه، تبادرت إلى ذهننا العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تجاهل مترف، ومباشرة استرجعنا الذاكرة لتذكّر الحوارات التي خصّ بها “الهداف” بعد إقصائه من قائمة لقاء مراكش أمام المغرب، وهي التصريحات التي انتقد فيها بن شيخة ودافع فيها عن نفسه، معتبرا قرار عدم استدعائه “حقرة” حقيقية، ومن الممكن أن يكون بن شيخة رفع حوله تقريرا إلى “الفاف” لمعاقبته حول تصريحاته هذه، وهي العقوبة التي تبدأ من الآن بإقصائه من قائمة تربص باريس. هل بدأ التأثير في “حليلوزيتش“ من الآن؟ وإن صدقت هذه الفرضية، فإننا نعود إلى ما قاله البوسني “وحيد حليلوزيتش“ خلال أول مواجهة له مع رجال الإعلام، عندما أكد بأن لا أحد يحقّ له التدخل في صلاحياته، والظاهر أن بدايته معنا كانت بتدخّل واضح في الصلاحيات من طرف إما المساعدين (كاوة وبلحاجي) أو أطراف أخرى. إذ أننا ندرك تماما أن الرجل لا يعرف عناصر مثل بوعزة، عامري الشاذلي وغيرها من العناصر التي مضى وقت طويل على عدم استدعائها، ونعرف أيضا أنه لا يعرف العناصر المحلية الأخرى التي وجّه لها الدعوة، وأن هناك من وجهه كي يعيد المغضوب عليهم، وكي يستنجد ببعض الجدد، مثلما ندرك أنه موجّه كي لا يستدعي مترف الذي قد يكون معاقبا على تصريحاته التي كانت في حقّ بن شيخة، وليس في حق أي مسؤول في “الفاف”.