يفتح مدرب شباب بلوزداد السابق "ميڤال أنجيل ڤاموندي" والمدرب الحالي ل "كلباء" الإماراتي قلبه لأول مرة منذ رحيله إلى الإمارات عبر "الهداف"، حيث تحدث عن ظروف رحيله عن الشباب وعلاقته باللاعبين والأنصار وتجربته في الإمارات... "أحب الشباب، بكيت في آخر اتصال لي بالأنصار بسبب الطريقة التي انتهى بها الموسم" "أدين بمستحقات قرابة موسم كامل ولم تكن للمسيرين إرادة لإبقائي" "مكان مقداد مع الخضر وقلت لمارادونا عنه إنه مثال اللاعب الجزائري" "الجميع يعرف خرجات مارادونا وقد دعاني للحضور معه إلى الجزائر لتكريمه" آلو... سيد "ميڤال ڤاموندي". نعم، من معي؟ معك فريد، صحفي جريدة "الهداف". (يضحك) آه فريد إنها مفاجأة سارة أن نتحدث من جديد، كيف حالك وكيف حال الجزائر؟ بخير، وماذا عنك سيد "ڤاموندي"؟ كل شيء على خير ما يرام، وقبل كل شيء عيدك مبارك (قالها بالعربية). كيف تجري الأمور مع فريقك الجديد في الإمارات؟ الأمور عادية، شرعنا في التحضيرات منذ أيام وخضنا بعض المباريات الودية ومساء اليوم سافرنا (الحوار أجري مساء أمس) إلى أنطاليا التركية كي نقوم بتربص تحضيري تحسبا لانطلاق الموسم. كيف وجدت فريقك والأجواء في الملاعب الإماراتية؟ الأمر مختلف بين الإماراتوالجزائر، فهنا (الإمارات) توجد وسائل مادية والملاعب متوفرة لكن لا توجد نفس الأجواء الحماسية الجزائرية كتلك التي يصنعها أنصار شباب بلوزداد في المدرجات وحتى حرارة المنافسة مفقودة مقارنة بالجزائر. بالحديث عن الجزائر، ألا تشتاق إلى فريقك السابق شباب بلوزداد؟ أكيد أشتاق إلى شباب بلوزداد سواء الأنصار أو اللاعبين لأنني عشت معهم أوقاتا رائعة وموسما في المستوى، هذا يجعلني أشعر بالتأثر عندما أتذكر الظروف التي غادرت فيها وليس لي إلا أن أتمنى لهم التوفيق في الموسم الجديد مع المدرب "سوليناس". هل تعرف "سوليناس"؟ لا أعرفه معرفة شخصية، لكن المعلومات التي بحوزتي تفيد بأنه مدرب محترف في كل شيء وهادئ، وبدوري أعتبر نفسي محترفا ويجب ألا أدخل في تفاصيل كثيرة تخص الفريق احتراما له لأنه يقوم بعمله حاليا. هل تتابع أخبار الفريق الذي يحضر للموسم الجديد؟ أتابع أخبار الفريق من حين إلى آخر عبر الصحف، أطالع ما يكتب حول الفريق أو من خلال بعض الأصدقاء الذين يتصلون بي وحتى عبر الإنترنت، أتحدث معهم بشأن الفريق وإقامتي في الإمارات وهذا دليل على علاقتي القوية بالأنصار البلوزداديين وأنا سعيد بذلك. علمنا أنك اتصلت بمعمري لكي تطمئن عليه عقب إجرائه عملية جراحية منذ أيام قليلة. صحيح، طالعت خبر إجرائه عملية جراحية بعد إصابة تعرض لها، ولهذا اتصلت به لكي أطمئن عليه بعد العملية فأكد لي أنه بخير وأتمنى له الشفاء، اتصالي به جزء من علاقتي مع اللاعبين لأن لدي علاقة رائعة معهم ورغم المشاكل التي كانت تحدث وأحيانا أغضب منهم ويغضبون مني إلا أننا كنا نعود معا ونلعب في أجواء رائعة، هذا ما أفتقده كثيرا لأنني تعودت عليهم بالرغم مما حدث لنا في نهاية الموسم. أتقصد تراجع نتائج الفريق في نهاية الموسم وتضييعكم المرتبة الثانية؟ صحيح، كنا على وشك إنهاء الموسم في المرتبة الثانية ولكن المباراة التي خسرناها أمام شبيبة بجاية أنهت الأمور مبكرا فأنهينا الموسم في المرتبة الخامسة، لكن لو تتذكرون كلمتي في بداية الموسم قلت إنني جئت لأنهي الموسم في المراتب الخمس الأولى وهو ما حدث ولو أننا كنا نريد المرتبة الثانية، ولكن المشاكل المادية وكل ما كان يحدث أثر فينا وهذا أثر في كثيرا حيث تأسفت لأننا لم نبلغ هذه المرتبة. الجميع لا يزال يتحدث عن أسباب ودوافع رحيلك عن الفريق خاصة الأنصار، فهل لك أن تطلعنا عما حدث؟ في الحقيقة، لا أريد أن أصعد الأمور كثيرا في هذا الموضوع حتى نتفادى القيل والقال، لأن ما حدث قد حدث ولكن حتى أضع الجميع في الصورة، عندما غادرت الشباب جاءني المسيرون ولكن قبل فوات الأوان قبل أسبوع من مغادرتي إلى الإمارات في وقت كنت انتظرتهم ولما طلبت منهم أن نبرم عقدا يضمن لي كل حقوقي، لم تكن لهم الإرادة من أجل إبقائي في الفريق، لم تكن لدي شروط تعجيزية وسأخبرك أمرا في هذا السياق. تفضل... أتذكر أنني اتصلت بهم من أجل معرفة جوابهم قبل مغادرتي، تصور أن بعض المسيرين أخبروني بأنهم بصدد عقد جمعية عامة ولا يمكنهم الحديث، وبعدها لم يحدث شيء ولم يتصلوا بي. كنت تريد البقاء في الشباب، أليس كذلك؟ أحب شباب بلوزداد وأحب الأنصار الذين في كل مباراة يستقبلونني بحفاوة، ما تأسفت عليه أكثرا هو أنني لن أحظى بتلك الأجواء التي كان يصنعها الأنصار في المدرجات وتعاملهم معي ولكن من الذي حدث استخلصت الدروس وأصبحت لدي تجربة، وبما أنه لم تكن هناك ضمانات قررت عدم البقاء. علمنا أن بعض المسيرين منذ أيام قليلة اتصلوا بك وعرضوا عليك العودة إلى الشباب، هل تؤكد هذا الخبر؟ هذا غير صحيح، لا أحد من مسيري شباب بلوزداد اتصل بي وعرض علي العودة إلى الفريق، الشخص الوحيد الذي أتحدث معه ويتصل بي هو رضا مالك الذي تربطني به صداقة خاصة حيث نتحدث عن أمور خارج نطاق الفريق، لكن هناك شخصا قدم إلي في المغرب وتحدث معي وعرض علي العودة. تقصد جعدي، أليس كذلك؟ نعم، جعدي كان متواجدا في المغرب والتقيت به وتحدثت معه حول عودتي إلى الشباب وأطلعته بأنني أريد شيئا ملموسا ورسميا وأكدت له أن شرطي الأول هو منحي مستحقاتي المالية العالقة ولما أخبرته بالقيمة المالية التي أدين بها اندهش من الأمر وتفهمني. وبكم تدين للفريق؟ تصور أنني غادرت الشباب وأنا لم أتلق مستحقاتي منذ بداية الموسم ولا أزال أدين بها، وكل ما أفاتح المسيرين في الأمر يؤجلونه، ولو عدت للفريق وتغير الرئيس فمع من سأتفق ومن سيمنحني مستحقاتي العالقة؟ إضافة إلى مشاكل اللاعبين المالية وغياب ملعب للتدريب، عدة أمور لم تتغير وأنا غير مستعد للعمل في نفس الظروف وكل ما طلبته هو أن يتصرف الفريق باحترافية فمن غير المعقول أن لا يكون لديك طاقم طبي في وقت تصرف أموالا طائلة في جلب لاعبين. هل ستطالب بمستحقاتك المالية؟ لا أريد أن تتحول المسألة إلى قضية بشأن مستحقاتي، ولكن ما أريد قوله هو إن الأمور كانت واضحة من البداية لأنني عندما وقعت على العقد في أول مرة لم ألاحظ بندا موجودا في العقد لأننا كنا بصدد السفر إلى مالي ولم ألاحظه إلا لاحقا، ينص بأن الأجرة التي تلقيتها تعتبر منحة إمضاء وليست تسبيقا، فأخبرت قرباج لكي يصحح الأمور ولكن في كل مرة كان يعدني بذلك ولم يحدث شيء، ولكنني واصلت عملي مع الفريق وحققنا نتائج في المستوى وكونت علاقة متينة مع الأنصار. شرعت في العمل في "كلباء"، فكيف وجدت الأجواء مقارنة بالشباب؟ صراحة، الأمور مغايرة تماما لأنني تعودت على اللعب أمام مدرجات ممتلئة، أما هنا فقد واجهنا الوصل الذي يدربه مارادونا وسط حضور 500 مناصر فقط هتفوا باسم مارادونا في بداية المباراة وتوقفوا في وقت كان أنصار الشباب لا يتوقفون لتسعين دقيقة وفي كل مرة يهتفون باسمي وهو ما يزيد في حماس المباراة. على ذكر مارادونا، واجهته وديا منذ يومين فماذا دار بينكما من حديث؟ (يضحك)، مارادونا هو مارادونا مثلما هو معروف في الأرجنتين، يحب الفوز وفي المباراة الودية التي جمعت فريقينا كان متحمسا جدا وتحدثنا قبل المباراة وفي نهايتها قدم إلي وسلم علي وقال لي اعذرني لأنني أصبح مجنونا عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، هذا هو مارادونا أينما ذهب ولأؤكد لك حسن علاقتي به سأقولك لك إنني سأزور الجزائر برفقته. كيف ذلك ومتى سيتم؟ حسبما قال لي، فإنه سيكرم في الجزائر باعتباره أفضل لاعب في كرة القدم ولا أدري متى سيتم ذلك، ولكن قال لي سأصطحبك معي إلى الجزائر عند تكريمي وسألني عن الجزائر فأخبرته عن الأمور الرائعة التي شاهدتها والأيام التي قضيتها مع الجزائريين وبلوزداد، ما جعله يرغب في زيارتها. هناك من يقول إن من أسباب مغادرتك الشباب، العقوبة التي سلطت عليك بستة أشهر من طرف الرابطة الوطنية، ما قولك؟ هذا موضوع آخر لأنني تفاجأت لما اتصلوا بي وقالوا لي إن الرابطة عاقبتني بستة أشهر فقلت وما الذنب الذي ارتكبته هل شتمت حكما أو ضربته أو ماذا قلت؟ لأنها المرة الأولى التي تسلط علي هذه العقوبة فطيلة مشواري لم يتم طردي يوما بالبطاقة الحمراء، والغريب في الأمر أنه تم استدعائي إلى الرابطة للاستماع إلى أقوالي فلم أتنقل بسبب التدريبات من جهة ولما تم إبلاغي بالموعد كان الأمر قد تأخر. حينها تم اتهامك بأنك قذفت الحكم واتهمته بالرشوة. حدث هذا في مباراة الحراش وتتذكر لما طرحت علي سؤالا حول ترتيب المباراة المقبلة أمام اتحاد العاصمة، حيث قلت إن حدث هذا فهناك فساد كروي وأحد الصحفيين لا أعرف ما دون، ولكن الأكيد أنني لم أقل إلا أمورا حقيقية وما تعيشه كرة القدم في الجزائر ولم أتهم أحدا، لكن الملام هم المسيرون الذين لم يتحملوا مسؤولياتهم تجاه المسألة، فخلال اتصالي بهم تهربوا بحجة الجمعية العامة. حاليا أنت تدرب لاعب مولودية الجزائر سابقا مالك مقداد، فكيف هي علاقتك به في وقت يتحدث البعض من مشاكل بينكما؟ مقداد لاعب ممتاز وموهوب، في البداية كان يعاني من مشاكل بدنية ولكنه تحسن في نهاية المطاف، في اعتقادي لو يحدث أن يشرف مدرب أرجنتيني على المنتخب الجزائري فسيستدعيه وحتى مارادونا تحدث عنه. وماذا قال؟ تحدثنا عن مقداد، ومارادونا أعجب بالإمكانات التي يتمتع بها وما قدمه في المباراة، حيث قلت له إن مقداد مثال اللاعب الجزائري، كما أنه في الجزائر هناك لاعبون في المستوى ومواهب فنية كبيرة. تعمل مع جزائريين في كلباء، أليس كذلك؟ آه، أنا محاط بالجزائريين (يضحك) هناك أربعة أو خمسة يعملون هنا، على غرار ياسين وشقيقه (يقصد ياسين بن طلعة مدرب الحراس) والطبيب ومقداد، أمر رائع أن تجدهم هنا. ستلعبون من أجل الصعود دون شك. لا أدري بعد ما هو الهدف المسطر لأنني أنتظر العودة من تربص تركيا لكي نتحدث في الموضوع، حيث شرعنا في التحضيرات ولعبنا ثلاث مباريات ودية، بداية التدريبات كانت بطيئة وكنا نسجل غيابا جماعيا للاعبين وهناك من رفض التدرب في رمضان، ولهذا لا أدري ما هو الهدف ولو أنه قد يكون اللعب من أجل الصعود. وماذا عن عائلتك، هل تقبلت الوضع؟ الأمور هنا هادئة وممتازة وهذا شجع عائلتي على البقاء، وما يريحني أكثر هو أنني سجلت ولديّ في مدرسة ممتازة لتعليم الإنجليزية وهذا سيضمن لي الاستقرار في الإمارات. أعيد السؤال مرة أخرى، هل ستعود إلى شباب بلوزداد؟ من يدر؟ ربما قد أعود ولكن صدقني لا أريد الحديث عن عودتي الآن لأنه في بلوزداد مدرب يعمل أتمنى له التوفيق وليس من الاحترافية أن أتحدث عن عودتي في هذا التوقيت. هل من كلمة إلى الشباب؟ قبل كل شيء، أؤكد أنني بكيت عندما أنهيت آخر اتصال بي من الأنصار، حيث لم أكن مستعدا للعمل في نفس الظروف بالرغم من أنني قدمت عرضا ممتازا للمسيرين وكان لي مشروع مع الفريق للذهاب بعيدا، ولكن أعتقد أنه في الوقت الحالي اتحاد العاصمة أفضل مثال يجب على مسيري شباب بلوزداد اتباعه لأنهم خططوا لكل شيء ويقومون بعمل جيد. كلمة أخيرة... سررت بالحديث معكم وأتمنى التوفيق لشباب بلوزداد في مسيرته، وأرسل تحياتي عبركم إلى الجميع وشكرا لكم لأن اتصالات قليلة تردني من الجزائر.