قليل من هم المدربون الذين تمتزج مسيرتهم بمشاعر مختلفة سواء كانت سعيدة أو حزينة، مثلما ينطبق الأمر على وحيد حليلوزيتش المدرب الجديد للمنتخب الوطني. البوسني عاش مسيرة دراماتيكية بأتم معنى الكلمة، اختلطت فيها مشاعر الحزن والأسى، بالمجد، الفوز، الفخر وغيرها. حليليوزيتش جسد وبدقة قصيدة الشاعر الشهير روديار كيبلينغ “ستكون رجلاً يا ابني”، وهيّ القصيدة التي اقتُبس منها الفيلم الوثائقي “التسلل” الذي يروي حياة اللاعب، المدرب والإنسان وحيد حليلوزيتش. حليلوزيتش ترك إغراءات فرنسا لرعاية والده المريض في مسيرة حليلوزيتش تضحيات كبيرة، حيث كان دائماً يُقدّم مصلحة الجماعة على مصلحته الشخصية. مدرب المنتخب الوطني ترك باريس سان جرمان الفرنسي بعد أشهر قليلة من الإمضاء له قادما من نانت، وذلك من أجل العودة إلى البوسنة وبالضبط إلى مدينة “موستار” والانضمام من جديد إلى فريق القلب فيليز موستار من جهة، والتقرب من والده ورعايته والبقاء برفقته في آخر أيامه من جهة أخرى. تضحيات حليلوزيتش لم تتوقف عند هذا الحد بل كان السند الأول لسكان “موستار” الفقراء الذين لن ينسوه أبدا. قاوم “الصرب“ وكان يموّل السكان بالمؤونة وفي حرب البوسنة مع المحتلين الصرب كان حليلوزيتش في الموعد، حيث قاوم وبشراسة الاحتلال، كما لم يكتف بدعم الثورة معنويا وجسديا بل تعداه ذلك إلى تزويد السكان الفقراء بالمواد الأولية الضرورية، واستمر مدرب دينامو زغرب السابق على هذا الحال حتى بعد نهاية الحرب، حيث كان دائماً في الموعد رغم أنّه كان أشدّ المتأثرين بعدما حُرق منزله وتشرد رفقة أسرته. المدير الرياضي لفيليز موستار: “وحيد رجل مبادئ قبل كل شيء” وفي هذا السياق، أكّد المدير الرياضي الحالي لنادي فيليز موستار أكبر الفرق في البوسنة وأكثرها شهرة، أنّ خصال حليلوزيتش لا يُمكّن سردها في فترة وجيزة، مشيدًا بمبادئه وحبه الشديد لفريقه وبلده، ليروي مسؤول نادي فيليز موستار قصة مدرب المنتخب الوطني مع مسؤولي نادي نانت الفرنسي الذين عرضوا عليه أموالا طائلة في تلك الفترة من أجل الالتحاق بفريقهم الذي كان يعيش أزهى فتراته في تلك الأثناء، لكن المهاجم القناص رفض كل تلك الإغراءات وقرر البقاء مع فريقه. وأضاف المتحدث بخصوص “ميستر وحيد”: “بعدما رفض عرض نانت، عرفت آنذاك من هو حليلوزيتش”. دروڤبا: “حليلوزيتش مدرب محترف بأتم معنى الكلمة” من جهة أخرى، أشاد ديدي دروڤبا مهاجم منتخب كوت ديفوار ونادي تشيلزي بالمدرب البوسني، مؤكداً أنه محترف بأتم معنى الكلمة، رغم الصرامة والجدية اللتان يتعامل بهما مع اللاعبين. دروڤبا أضاف: “حليلوزيتش قاسٍ جداً، لكنه محترف ويُعامل اللاعبين بجدية وإنصاف، يجب أن تنفذ تعليماته على الفور، لكن أعتقد أن لديه أسلوب مميز رغم قساوته”. الفيلم الوثائقي متوفر على موقع “الهدّاف” الفيلم الوثائقي “التسلل” مدته 56 دقيقة، دامت فترة إنتاجه سنتين كاملتين، حيث زارت كاميرات معدي العمل العديد من المدن على غرار باريس، أبيدجان وموستار في البوسنة، كما ساهم في إخراجه 3 مخرجين من صربيا وفرنسا. ويُمكن لقرائنا الكرام الإطلاع على الفيلم الوثائقي عبر موقع “الهدّاف” بداية من اليوم السبت.