بعد أن حسم بنسبة شبه أكيدة أمر المجموعة الرابعة في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا 2012 التي ستحتضنها الغابون مناصفة مع غينيا الإستوائية... عقب تعادل المنتخب الوطني الأخير في “الدار السلام” أمام تانزانيا والذي جعله خارج دائرة الحسابات إلا إذا حدثت المفاجأة الكبرى من خلال فوزه باللقاء الأخير أمام إفريقيا الوسطى ب 9 أهداف كاملة دون رد مقابل خسارة الغرب بهدف يتيم في ملعبه، فإنه تأكد أيضا أن منتخبنا الوطني سيغيب للمرة التاسعة في تاريخه عن المشاركة في دورة نهائية من كأس أمم إفريقيا الذي دشن مشاركته فيها منذ 1968. إقصاء 94 إداري، والجزائر حضرت كل الدورات من 1980 إلى 2004 ووجب التنبيه إلى أن الجزائر ومن بين المرات التسع التي غابت فيها عن نهائيات كأس أمم إفريقيا، فإنها غابت مرة بسبب خطأ إداري في القضية التي اصطلح تسميتها ب “قضية كعروف” وهو ما يجعل غيابها ميدانيا بسبب نتائجها السلبية في التصفيات يقتصر على 8 مشاركات جاءت 5 منها بطريقة متتالية وهذا في دورات 1970، 1972، 1974، 1976 و1978، ومنذ دورة 1980 التي احتضنتها نيجيريا وبلغ فيها “الخضر” الدور النهائي فإن عناصرنا الوطنية سجلت حضورها في كل الدورات (طبعا باستثناء دورة 1994 بتونس) وهذا إلى غاية دورة 2006 في مصر أين أقصي منتخبنا الوطني في التصفيات. زياني، عنتر يحيى، بوڤرة وبلحاج سيضيعون “الكان” للمرة الثالثة ومن بين المرات الثماني التي لم يتأهل فيها المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا على الميدان (نستثني دورة 1994)، فإننا نجد أن 3 دورات ونقصد 2006، 2008 و2012 كان سببها الجيل الحالي من اللاعبين لما نعلم أن زياني، عنتر يحي، بوڤرة، بلحاج وغيرهم كانوا ينشطون في المنتخب الوطني منذ تصفيات “كان” 2006 والثنائي زياني - عنتر يحيى كان قد شارك في الدورة النهائية ل 2004 التي جرت في تونس. كل هذا يبيّن أن مرحلة الجيل الحالي للمنتخب الوطني تعتبر الأسوأ في تاريخه إلى جانب جيل السبعينيات الذي فشل في تأهيل المنتخب الوطني لأي مرحلة نهائية من كأس أمم إفريقيا، ولو أن تأهلنا إلى “مونديال” جنوب إفريقيا يبقى بمثابة الشجرة التي غطت الغابة في مشوار زياني، بلحاج والبقية مع المنتخب الوطني. عدم التواجد في “كان” 2012 يبقى الأمرّ لمنتخب “مونديالي” وبذكر “المونديال”، فإن إقصاءنا من دورة 2012 يبقى الأمر على الإطلاق في تاريخ مشاركاتنا من إقصائيات كأس أمم إفريقيا، لأن الجزائر بعد مشاركتها في “مونديال” 1982 تمكنت من التأهل إلى “كان” 1984 التي جرت في كوت ديفوار وبعد المشاركة في “مونديال” 1986 تمكن رفقاء بلومي من بلوغ الدور نصف النهائي من “كان” 1988 التي جرت في المغرب، والأكيد أن عدم تواجدنا في نهائيات كأس أمم 2012 التي ستجرى مناصفة بين الغابون وغينيا الإستوائية سيكون بمثابة مهزلة للكرة الجزائرية على مدار تاريخها.