تحمل مواجهة سهرة اليوم بين المنتخبين المغربي والجزائري على أرضية ملعب مدينة مراكش الجديد رقم 14 في تاريخ المواجهات الرّسمية، آخر لقاء كان قبل شهرين تقريبا بمدينة عنابة وكان الفوز حينها حليف منتخبنا الوطني بهدف وقّعه حسن يبدة في الدقيقة الخامسة من الشوط الأوّل من ضربة جزاء· "أخبار اليوم" وكما عوّدت قرّاءها الكرام في مثل هذه المناسبات الكروية الكبيرة ستتناول تاريخ المواجهات الجزائرية المغربية، ومن خلاله سنتعرّف على جميع الأرقام والنتائج التي حفلت بها مباريات المنتخبين، واللذين سيتجدّد العهد بينهما سهرة السبت اليوم بملعب مراكش الجديد برسم الجولة الرّابعة من تصفيات أمم إفريقيا 2012· ** الانطلاقة.. في الذّكرى ال 11 لاندلاع الثورة التحريرية أوّل لقاء بين المنتخبين الشقيقين الجزائري والغربي كان في الفاتح نوفمبر 1965 بمناسبة الذّكرى الحادية عشر لاندلاع الثورة التحريرية، واحتضنه ملعب 20 أوت وانتهى كما انطلق دون أهداف· خمسة أشهر من بعد، وبالضبط في السادس مارس 1966 تجدّد الموعد بين المنتخبين، وهذه المرّة في العاصمة المغربية الرّباط، وانتهت المواجهة الثانية لمصلحة المغاربة بهدف دون ردّ· ثالث لقاء بين المنتخبين كان ودّيا كذلك، وجرى يوم 24 نوفمبر 1966 في الجزائر العاصمة وانتهى بالتعادل هدفين لمثلهما· رابع لقاء بين المنتخبين كان ودّيا كذلك وجرى يوم 17 مارس 1968 في مدينة الدارالبيضاء المغربية وانتهى بالتعادل السلبي· ** أوّل مباراة رسمية كانت مطلع عام 1969 انطلقت المواجهات بين البلدين بشكل رسمي في تصفيات كأس أمم إفريقيا لسنة 1970. مباراة الذهاب جرت بملعب العناصر 20 أوت بالجزائر العاصمة يوم التاسع من مارس وانتهت بفوز جزائري بهدفين دون مقابل، وفي لقاء العودة بالدارالبيضاء فاز المنتخب المغربي بهدف لأحمد فرس، لكنه لم يكن كافيا لحجز تأشيرة التأهّل، لكن المنتخب المغربي عوّض هذا الإخفاق بالتأهّل إلى نهائيات كأس العالم 1970 بالمكسيك كأوّل بلد عربي وإفريقي يحجز مقعده في النّهائيات بالإقصائيات· وبعد الحضور الجيّد لأصدقاء الحارس علاّل في مونديال المكسيك التقى المنتخبان يوم العاشر من ديسمبر 1970 في إطار تصفيات كاس أمم إفريقيا 1972 التي جرت في السودان· وشهدت مباراة الذهاب بالجزائر هزيمة غير منتظرة للمنتخب المغربي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد وهذا بالنّظر إلى قوة "أسود الأطلس" آنذاك، لكن العناصر المغربية انتزعت التأهّل في لقاء بالمغرب بثلاثية نظيفة· ** تسع سنوات دون لقاء رسمي بعد ثلاثية الدارالبيضاء لمصلحة "أسود الأطلس" توقّفت المواجهات الرّسمية بين البلدين لمدّة تسع سنوات، حيث جمعتهما التصفيات المؤهّلة لأولمبياد موسكو، والتقى المنتخبان في شهر ديسمبر من سنة 1979 في الدور الأخير من هذه التصفيات· لكن في إطار المباريات الودّية التقى المنتخبان في ثلاث مناسبات، الأولى كانت بتاريخ 31 أكتوبر 1973 في الجزائر العاصمة وانتهت لمصلحة زملاء عمر بتروني بهدفين لصفر، والثانية جرت بتاريخ 7 أفريل 1974 في مدينة الدارالبيضاء المغربية وانتهت لمصلحة المغاربة بهدفين لصفر، فيما انتهت المواجهة الثالثة والتي جرت يوم 31 أكتوبر 1974 بالتعادل السلبي· ** الخماسية التي زلزلت المغاربة بعد توقّف خمس سنوات كاملة غابت فيها مباريات المنتخبين الجزائري والمغربي، تجدّد الموعد في الجولة الأخيرة من تصفيات أولمبياد موسكو 1980· فبعد أربع سنوات من الفوز التاريخي بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب المتوسطية التي احتضنتها بلادنا عام 1975، كان الجزائريون على موعد مع فوز ما تزال طلاسمه مستورة إلى حدّ اللّحظة، كيف لا والفوز كان بملعب الدارالبيضاء المغربية والمنافس اسمه "أسود الأطلس" المغرب، والمنافسة الدور التصفوي الأخير لأولمبياد موسكو عام 1980· بعد مشوار إيجابي للفريقين في التصفيات التقى الفريقان في الدور الأخير، ففي ملعب محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء وأمام حوالي 50 ألف متفرّج وتحت إدارة الحكم ميشيلوتي انطلق الشوط الأوّل، وأوّل محاولة كانت للاعب "الخضر" فمري الذي ضيّع هدفا محقّقا، وفي الدقيقة ال 15 فمري رضوان يمرّر كرة على طبق من ذهب إلى اللاّعب بن ساولة الذي راوغ بطريقة ذكية كلاّ من العربي وليمان وأسكن الكرة في الزّاوية اليمنى لمرمى حزاز (1-0) ل "الخضر". بعد 15 دقيقة من بعد نفس اللاّعب بن ساولة من جديد يفاجئ المغاربة ويصرعهم بهدف ثاني، وبالرغم من هذا لم يتسرّب اليأس إلى صفوف المغاربة وتمكّنوا من تقليص الفارق عن طريق ليمان في الدقيقة ال 32 بعد ضربة جزاء، وعلى وقع هدفين لواحد انتهى الشوط الأوّل· الشوط الثاني لم يختلف عن الأوّل، ففي الدقيقة ال 69 بن ساولة يرسل رصاصة الرّحمة إلى المغاربة ويوقّع بطريقة مبدعة الهدف الثالث، ولم يبق للمغاربة سوى الإرادة لإتمام اللّقاء· وفي الدقيقة ال 71 فرفاني يضع فمري رضوان وجها لوجه مع الحارس المغربي حزاز، وبكلّ سهولة يضيف ابن جمعية وهران الهدف الرّابع، ليختم صالح عصّاد مهرجان الأهداف في الدقيقة ال 87 بهدف ولا أروع وبرجل ليسرى، بعدها بدقائق قليلة أعلن الحكم ميشيلوتي صافرة النّهاية بفوز تاريخي ل "الخضر"· ** لقاء العودة الجزائر 3 - المغرب 0 جسّد المنتخب الوطني الجزائر قوّته على المنتخب المغربي في لقاء العودة الذي احتضنه ملعب 5 جويلية، فرغم رداءة الأحوال الجوّية بسبب البرودة الشديدة والأمطار الغزيرة تمكّن زملاء لخضر بلّومي من هزّ شباك المغاربة ثلاث مرّات مكّنت منتخبنا من حجز مقعد له لأوّل وآخر مرّة في الأدوار النّهائية لأولمبياد موسكو التي جرت في صائفة عام 1980· وكانت هزيمة المنتخب المغربي التي تجرّعها على يد منتخبنا ذهابا وإيّابا بداية عهد جديد لكرة القدم الجزائرية، تجسّد ذلك في بلوغ منتخبنا المباراة النّهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت في ربيع عام 1980 بنيجيريا، كما بلغ مونديال إسبانيا عام 1982. في الجانب المغربي شكّلت الهزيمتان اللتان ألحقهما منتخبنا ب "أسود الأطلس" ضربة قوية أيقضت الساهرين على الرياضة المغربية من سباتهم العميق، حيث تمّ التخلّي عن العديد من اللاّعبين الذين شكّلوا على مدار عقد من الزمن عصب المنتخب المغربي، وتمّ توجيه الدّعوة للاعبين واعدين كانوا نواة المنتخب الذي صنع ملحمة مكسيكو 1986· ** ثلاثة أشهر من بعد.·· الجزائر 1 - المغرب 0 في الوقت الذي كان فيه الإخوة المغاربة يبحثون عن الدواء للداء الذي ألمّ بمنتخب بلادهم، كيف لا وقد ألحق منتخبنا ب "أسود الأطلس" هزيمة نكراء في شهر ديسمبر من عام 1979، (5/1) في الدارالبيضاء و(3/0) في الجزائر العاصمة، في آخر دور تصفوي لأولمبياد موسكو 1980. لكن بالرغم من جميع الحلول التي استعملها المغاربة في قهر منتخبنا في الأدوار النّهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت في عام 1980 بهدف يتيم وقّعه أسطورة كرة القدم الجزائر لخضر بلّومي في آخر دقيقة من اللّقاء الذي احتضنه ملعب مدينة أبادان النيجيرية· وبهذا الفوز فشل المغاربة في الثأر من منتخبنا وتجرّع مرارة الخسارة من الجزائر للمرّة الثالثة على التوالي· ** أربع سنوات من بعد وفي الإسكندرية المصرية·· الجزائر 0 - المغرب 0 على مدار السنوات الأربع التي أعقبت الفوز الذي حقّقه زملاء لخضر بلّومي في دورة نيجيريا 1980، لم يلتق المنتخبان الجزائري والمصري في أيّ مناسبة لا ودّية ولا رسمية· وانتظر الجميع الأداور النّهائية لكأس أمم إفريقيا التي جرت وقائعها في مصر في مثل هذا الشهر عام 1986، في الجولة الثانية، كانت المباراة بينهما في الثامن من مارس 1986 بالإسكندرية، وانتهت بدون أهداف لأن المنتخبين كانا متأهّلين إلى كأس العالم بالمكسيك، وبالتالي غاب عنها بعض اللاّعبين المحترفين من كلا المنتخبين· وجاءت هذه المباراة فاترة إلى حدّ كبير، وخيّل للجميع أن المنتخبين يخوضان مباراة ودّية في إطار استعدادهما للأدوار النّهائية لكأس العالم التي جرت في المكسيك عام 1986· للتذكير، فإن المنتخب الوطني خرج في الدور الأوّل من هذه البطولة بعد أن اكتفى بتعادليين الأوّل أمام زامبيا بدون أهداف وبدون أهداف تعادل أمام المغرب، لينهزم زملاء منّاد في الجولة الثالثة أمام المنتخب الكاميروني. وعلى العكس من ذلك تمكّن المنتخب المغربي من بلوغ الدور الثاني بعد أن حلّ ثانيا في هذه المجموعة خلف المنتخب الكاميروني بتعادليين، الأوّل أمام الكاميرون والثاني أمام منتخبنا الوطني وفوز على زامبيا· ** سنتان من بعد.. المغرب يقهر "الخضر" في الدارالبيضاء للمرّة الثانية على التوالي والثالثة في تاريخ المنتخبين في إطار الأدوار النّهائية لكأس أمم إفريقيا، تجدّدت المواجهات بين الفريقين الجزائر والمغربي، كان ذلك في دورة المغرب عام 1988· التقى المنتخبان في الدور الأوّل وانتزع المنتخب المغربي التأهّل بهدف واحد سجّله مصطفى الحداوي، وتأهّل المنتخبان إلى دور نصف النّهائي لكنهما خسرا سويا، الجزائر أمام نيجيريا بضربات الجزاء والمغرب أمام الكاميرون بهدف يتيم، وخاضا مباراة الترتيب التي جرت في أجواء أخوية وانتهت بالتعادل بهدف لمثله، قبل أن تهدي الضريات الترجيحية الرتبة الثالثة للمنتخب الجزائري· ** تفوّق مغربي وإقصاء من مونديال 2002 وضعت التصفيات المؤهّلة لنهائيات كأس العالم منتخبات مصر والجزائر والمغرب في مجموعة واحدة في مواجهة السنغال· لقاء الذهاب جرى في مدينة فاس المغربية، ورغم هدف السبق لمنتخبنا الوطني إلاّ أن خبرة "أسود الأطلس" بقيادة مصطفى حاجي وبصير ونور الدين النيبت مكّنتهم من تحويل الخسارة إلى انتصار بنتيجة هدفين لواحد، علما أن الهدف الوحيد لمنتخبنا الوطني وقّعه اللاّعب علي ميصابيح· هذه الهزيمة كان لها الأثر السلبي على اللاّعبين الجزائريين، وبعد أن تأكّد لهم ضياع تأشيرة المونديال خاض منتخبنا لقاء العودة بدون روح، الأمر الذي مكّن المغاربة من انتزاع نقاط الفوز (2/1) لكنه لم يمكّنه من بلوغ الأدوار النّهائية التي عاد للمنتخب السنغالي· ** الوقت القاتل قتل أحلام "الخضر" في تونس بعد 16 سنة دون لقاء بين المنتخبين في الأدوار النّهائية تجدّد الموعد بين الجزائر والمغرب، في الدور ربع النّهائي لكأس أمم إفريقيا التي جرت في تونس عام 2004· أقول استؤنف السجال بين المنتخبين في الثامن من فيفري 2004، والتقى المنتخبان في ربع نهاية كأس أمم إفريقيا بتونس· وفي الوقت الذي كان فيه أبناء المدرّب رابح سعدان يخطون نحو الفوز بعد التقدّم الذي أحرزه عبد المالك شرّاد حاول أبو مروان الشمّاخ أن يعيد التوازن إلى المباراة في الوقت بدل الضائع، قبل أن يفرض المنتخب المغربي سيطرته على الشوطين الإضافيين توّجهما بهدفين آخرين سجّلهما كلّ من حجّي والزّايري· ** سبع سنوات من بعد.. المحاربون يصطادون الأسود بعنابة بعد سبع سنوات من هذه المواجهة الدراماتيكية يعود التنافس بين البلدين من جديد، والمحطّة كانت بمدينة عنابة في نهاية شهر مارس الأخير برسم الجولة الثالثة من تصفيات كأس أمم إفريقيا المقبلة 2012 المنتظر إقامتها في كلّ من الغابون وغينيا الاستوائية مطلع العام المقبل· ففي مباراة لا تقبل القسمة على اثنين بالنّسبة لمنتخبنا الوطني بالنّظر إلى المرتبة الأخيرة التي كان يتواجد فيها رفقة منتخب تنزانيا بنقطة واحد من تعادل أمام هذا الأخير وخسارة تاريخية أمام إفريقيا الوسطى بهدفين لصفر مقابل مرتبة أوّل للمغاربة وبأربع نقاط، تعادل أمام إفريقيا الوسطى وفوز على تنزانيا، دخلت العناصر الوطنية المباراة بقوّة. ففي غياب العديد من الأسماء اللاّمعة وفقي مقدّمتهم لاعب الوسط كريم زيّاني الذي أصيب أثناء فترة الإحماء التي تسبق المباراة، إلاّ أن ذلك لم ينقص من عزيمة الجزائريين الذين كانوا مدعّمين بحوالي 60 ألف متفرّج، خمس دقائق كانت كافية منذ بداية المباراة ليصل يبدة ومن ضربة جزاء إلى مبتغاه بتوقيعه هدف ثمين، مكّن منتخبنا الوطني من تحقيق أوّل انتصار بعد أكثر من سنة عن آخر فوز له في لقاء رسمي. فوز أعاد البسمة للجمهور الرياضي الجزائري، كما أنعش حظوظ التأهّل إلى الأدوار النّهائية لكأس أمم إفريقيا المقبلة، حيث بات يتساوى بنفس نقاط جميع منتخبات المجموعة بأربع نقاط· ** المواجهة الرّسمية رقم 14 تلعب اليوم والمنهزم يقصى من السباق نتيجة لقاء اليوم بين المنتخبين ستحدّد بنسبة كبيرة مسار كلّ منتخب في رحلة بحثه عن التأشيرة القارّية· وبما أن كلّ منتخب يتواجد في مرتبة واحدة بأربع نقاط، فخسارة أيّ منهما يعني خروجه بنسبة كبيرة من سباق "الكان" 2012، نتمنّى أن يكون الحظّ حليف منتخبنا الوطني الجزائري·