إذا كان الشارع الباتني قد استعاد الأمل في إمكانية تفادي شبح السقوط الذي كان يلازم المولودية على امتداد الجولات السابقة، فإن الهيئة المسيّرة للنادي تعمل جاهدة على تلبية متطلبات الشروط التي وضعتها الجهات الوصية لقبول ملفات المشاركة في البطولة الاحترافية المنتظرة مع مدخل الموسم الجديد، ويبقى الإشكال الرئيسي الذي اعترف به المسيّرون هو ما يتعلق بأزمة المديونية التي تحد من الطموحات المسطرة، في ظل مطالبة عدد هام من المسيّرين واللاعبين القدامى بتسوية وضعيتهم أو اللجوء إلى العدالة أو تجميد الرصيد على غرار ما يحصل حاليا للنادي ويحول دون ممارسة إدارة زيداني لنشاطها بصورة طبيعية. تسديد الديون أول خيار للتفكير في الاحتراف وقد وصل القائمون على شؤون المولودية إلى قناعة تقضي بضرورة تسوية العديد من المشاكل التي تصادف النادي في المواسم الأخيرة، خاصة ما يتعلق بقضية الديون التي لم تتخلص منها الهيئة المسيّرة رغم الجهود القائمة في هذا الشأن والتفاوض مع الأطراف المطالبة بمستحقاتها، وهو ما جعل المسؤول الأول زيداني يؤكد أن أول خطوة يجب القيام بها قبل التفكير في الاحتراف هو القيام بتصفية نهائية للديون التي أثّرت بصورة سلبية على حركية النادي، ما قلّل من حجم الأهداف الطموحة التي يصعب ترجمتها إلى شيء ملموس في ظل تواضع الغلاف المالي المتاح والذي توجّه نسبة هامة منه إلى تسديد الديون السابقة التي تعود إلى سنوات طويلة تخص لاعبين ومسيّرين سابقين تداولوا على إدارة شؤون النادي. نحو اقتراح إشراك الدائنين كمساهمين ومن النقاط التي تفكّر الإدارة الباتنية في تطبيقها خلال الأيام المقبلة، هو التفاوض مع الأطراف التي تدين بمبالغ كبيرة قصد إشراكها في تسيير شؤون النادي تزامنا مع إنشاء شركة مساهمة أو ذات مسؤولية محدودة، خاصة أن الأسماء المعنية سبق أن تداولت على الهيئة المسيّرة في صورة معلى، حصرومي، بن فليس، فرحات عبد العزيز، زدام، سنوسي، زيداني وغيرهم، في الوقت الذي تسعى فيه الإدارة الحالية الى الخوض في تسديد الديون القليلة التي يدين بها لاعبون سابقون مقابل تأجيل البت في ملفات المسيّرين الذين منحوا أموالا معتبرة لا تقل عن نصف مليار. المسيّرون عقدوا اجتماعا لوضع النقاط على الحروف وموازاة مع التطورات الحاصلة، فقد حضر عدد هام من المسيّرين الاجتماع الذي عقد مساء أمس الأول في مكتب زدام بالمنطقة الصناعية كشيدة، قصد التباحث حول ما يخص مستقبل النادي والشروط الواجب تلبيتها تحسبا للمرحلة الجديدة التي ستدخلها كرة القدم الجزائرية، وفي هذا الصدد عمد الحاضرون إلى وضع النقاط على الحروف حول عديد النقاط الهامة خاصة ما يتعلّق بملف الديون وطريقة إنشاء سجل تجاري يخص مؤسسة ذات أسهم، إضافة إلى طريقة تسيير شؤون النادي والتفاوض مع الديون التي يتخبّط فيها النادي وبالمرة العمل على تصفيتها بالشكل الذي يفتح صفحة جديدة تعود بالإيجاب على شؤون أصحاب اللونين الأبيض والأسود. زدام: «قلت إن المولودية لن تسقط وعلينا بالتجنّد» أوضح العضو المسيّر زدام أن الاجتماع الذي عقد مساء يوم الجمعة كان مناسبة لتوضيح الرؤية لدى المسيّرين عقب الاجتماع الذي حضره رفقة زيداني في العاصمة خلال لقاء مسؤولي الاتحادية والرابطة الوطنية برؤساء أندية القسمين الأول والثاني، وقال زدام بأن النقاط التي حملها الاجتماع حملت عدة معطيات إيجابية من شأنها أن تخدم مستقبل المولودية، داعيا جميع الأطراف الفاعلة إلى تشجيع هذا المشروع والتجنّد من أجل الإسراع في تهيئة الظروف التي تسمح للمولودية بالخوض في ملف الاحتراف، وجدّد القول في حديثه بأنه كان متفائلا منذ مدة بعدم السقوط على ضوء النشاط القائم لإحياء مشروع الاحتراف، وهو ما اعتبره فرصة لا تعوّض لإعادة المولودية إلى السكة وتجاوز الهفوات التي حصلت في السنوات الأخيرة. تأخير لقاء الشلف يمدّد فترة الراحة ساهم قرار الرابطة الوطنية في تأخير موعد الجولة ال 30 من البطولة إلى تمديد فترة الراحة بعيدا عن أجواء المنافسة بالنسبة للتشكيلة الباتنية التي نشطت 3 مباريات في ظرف شهر ونصف، وهو ما أقلق اللاعبين والمدرب بن جاب الله الذي كان في أمسّ الحاجة لوضع لاعبيه على المحك قبل أن يرغم على انتظار موعد يوم الخميس بتنشيط اللقاء المنتظر أمام جمعية الشلف بدلا من يوم الثلاثاء. لقاء الشبيبة سيلعب يوم 19 ماي من جانب آخر قرّرت الرابطة الوطنية ضبط تاريخ 19 ماي المقبل كموعداً لتنشيط اللقاء المتأخر أمام شبيبة القبائل فوق ميدان ملعب 1 نوفمبر بباتنة، وكان من المفترض أن تلعب هذه المواجهة منتصف الأسبوع المنصرم إلا أنه تقرر تأجيلها في آخر لحظة بسبب التزامات الشبيبة في المنافسة القارية. حوار زكري يصنع الحدث في محيط المولودية صنع الحوار الذي أدلى به المدرب نور الدين زكري مباشرة من زامبيا الحدث في وسط المحيط العام لمولودية باتنة، بالنظر إلى العديد من النقاط التي تضمنها سواء من الناحية الرياضية أو الإنسانية، ويبقى الشيء الإيجابي في نظر محبي اللونين الأبيض والأسود هو أن زكري لا زال يحتفظ بذكريات جميلة عن فريقهم بحكم أنه لم يصادف مشاكل الحڤرة والتهميش حينما لعب في المولودية ما جعله يهدي كأس الجمهورية التي أحرزها مؤخرا مع وفاق سطيف لمسيّري وأنصار المولودية. ------ ليتيم: «لا زلتُ أنتظر الفرصة وعندما تتاح لي سأبرهن» كيف تنظر إلى اللقاء المقبل أمام جمعية الشلف؟ المباراة بالنسبة لنا جد عادية، وسنتنقل إلى الشلف من أجل الظهور بوجه طيّب يعكس إرادة اللاعبين الشبان الذين يسعون إلى البرهنة على إمكاناتهم قبل أي شيء آخر. هل تلقيتم تحفيزات من أجل العودة بنتيجة مرضية؟ بالنسبة إلينا كلاعبين شبان فإن اللعب في مثل هذه المباريات يعد تحفيزا مهما، لأنها فرصة مواتية لنا من أجل التأقلم مع متطلبات القسم الأول، وإن شاء الله سنكون في الموعد ونطبق التعليمات التي تقدم لنا من المدرب بن جاب الله. نفهم من كلامك أن هناك إمكانية للظهور بمردود شبيه بلقاء البرج؟ سنسعى إلى البرهنة أكثر من اللقاء المذكور، حيث أنه ليس لدينا ما نخسره، وهو ما يحفّزنا على دخول الميدان بنية العودة بنتيجة إيجابية، لتبقى التسعين دقيقة هي الحاسمة في النتيجة النهائية. ما هو انطباعك بخصوص سياسة التشبيب المتبعة مؤخرا؟ هذا أمر مهم بالنسبة للفريق ولاعبي الأواسط الذي يملكون الرغبة في البروز والبرهنة في هذا المستوى، لأن العمل والثقة في النفس هو الذي يوصلنا إلى رفع التحدي وتشريف ألوان المولودية، لذلك أؤكد أن ما قامت به الإدارة إيجابي ومن شأنه أن يعود بالفائدة مع مرور الوقت. لكن البعض يرى ضرورة الاستعانة بلاعبين ذوي خبرة، ما قولك؟ هذا أمر طبيعي، لأن الشبان يستفيدون كثيرا في تواجد أصحاب الخبرة، على غرار ما هو حاصل في المولودية، وشخصيًا أسعى قدر الإمكان إلى الاستفادة من بقية زملائي وفق العمل الجماعي القائم في التدريبات إضافة إلى الاحتكاك والنقاش فوق الميدان وخارجه. هل لا زلت في انتظار أن تتاح لك فرصة اللعب مع الأكابر؟ هذا ما أتمناه وأسعى إلى تحقيقه، لكن في نفس الوقت فإنني احترم قرارات الطاقم الفني الذي يعرف مصلحة النادي، ما يهمني شخصيًا هو العمل بصورة جادة من أجل تطوير إمكاناتي، أما مسألة اللعب من عدمه فتعود إلى المدرب الذي أحترم قراراته مهما كانت نوعيتها. هل أنت راض عن المشوار الذي أديته مع الأواسط؟ الحمد لله أنا مقتنع بذلك، فرغم التزاماتي مع الأكابر بحكم إدراج اسمي ضمن قائمة 18 إلا أن ذلك لم يمنعني من أداء مباريات كبيرة في البطولة والكأس التي وصلنا فيها إلى الدور ربع النهائي، وأنا في انتظار أن أبرهن أيضا مع الأكابر حينما تتاح لي الفرصة بطبيعة الحال. هناك شكاوي من تأخر تسوية المستحقات، ما قولك؟ نحن نتفهّم وضعية الإدارة التي تعاني من أزمة كبيرة ونضع فيها الثقة أيضا، لأنها وعدتنا بتسوية هذا الإشكال مباشرة بعد دخول الإعانات التي ستستفيد منها مستقبلا. الكثير استعاد الأمل في إمكانية تفادي السقوط، ما تعليقك؟ نحن سعداء بذلك ونتمنى أن تبقى المولودية في القسم الأول، وحتى في حال سقوطها لا قدّر الله سنعمل المستحيل من أجل إعادتها مجدّدا إلى هذا المستوى.