فرحتك مزدوجة بتتويجك مع السد برابطة أبطال آسيا والتي تتزامن مع الاحتفالات بعيد الأضحى، أنت محظوظ أليس كذلك؟ (يضحك)..لا يمكنني وصف فرحتي في نهاية الأسبوع، فقد تمكنت من التتويج بلقب رابطة أبطال آسيا. تذكر أنني صرحت لك عندما تنقلت إلى مركز التحضير بالنمسا أنني أطمح إلى التتويج مع السد برابطة أبطال آسيا، وكان ذلك مباشرة بعد إمضائي مع السد وقد اتهمت حينها بأنني مجنون ولكن الوقت أكد صحة ما قلت وحققنا هذا الإنجاز وتبين أنني أمضيت في ناد كبير ولم أخطئ الإختيار. وقد تزامن هذا التتويج باحتفالات عيد الأضحى وبالمناسبة أتقدم إلى الشعب الجزائري وإلى الشعب القطري وكل المسلمين بأحر التهاني بهذه الفرحة المكتملة. هل انتابك الشك قبل المباراة بفعل إجراء النهائي في بلد منافسكم الكوري الجنوبي؟ لقد دخلنا الميدان دون أي حسابات، وقد كان المناخ مناسبا مادام أننا لعبنا في درجة حرارة معتدلة مقارنة بالحرارة الشديدة التي كانت في الدوحة. وقد سبق لنا اللعب في هذه الظروف الطبيعية وكنا نعرف مناخ مدينة “سيول” مادام أننا واجهنا في نصف النهائي نادي “سامسونغ”. كما كان الميدان في حالة رائعة، ورغم أن عاملي الميدان والجمهور كانا بجانب منافسنا، إلا أنه كان علينا فقط التحلي بالتركيز وتطبيق التعليمات... كنا واثقين قبل انطلاق النهائي. هل انتابكم الشك بعدما تمكن المنافس من معادلة النتيجة في الوقت بدل الضائع؟ لم نشك تماما بعد معادلة المنافس لنتيجة المباراة في الوقت بدل الضائع. فقد كنا ندافع عن هذا المكسب. منافسنا ضيّع عددا من الفرص في الدقائق الأخيرة من أجل معادلة النتيجة، ومع ذلك فقد تمسكنا بتركيزنا ولم نفشل بل خلقنا فرصتين أو ثلاثا في الوقت الإضافي. والمهم بالنسبة لنا هو النتيجة النهائية للمباراة. أظهرتك الكاميرا وأنت تشير لمدربك إلى رغبتك في تنفيذ الركلة الخامسة، أليس كذلك؟ نعم، منذ أن بدأت لعب الكرة وأنا أنفذ الركلة الأخيرة في عملية ركلات الجزاء، فقد سبق لي أن نفذت الركلة الأخيرة عندما فزنا بكأس جاسم و الأمر نفسه كان يحدث في كل الأندية التي لعبت لها، بل حتى عندما ألعب مباريات في الحي أكون آخر من ينفذ الركلات الترجيحية، وهو ما دفعني إلى طلب تنفيذ الركلة الأخيرة عندما شاهدت المدرب يعدّد من ينفذ ركلات الترجيح بعد نهاية المباراة. إذن كنت واثقا من تسجيلها، أليس كذلك؟ نعم، المدرب كان يعلم أنني أملك تجربة في مثل هذه المواعيد، فقد سبق لي لعب المونديال ورابطة أبطال أوربا والتي لعبت فيها مباريات كبيرة. وكان يعلم أنني متعود على ضغط المواعيد الكبرى. بدليل أنني اخترت ودون تردّد الجهة التي صوبت نحوها وتمكنت من التسجيل بدقة كبير. عند التسديد فضلت اختيار الجهة على التنفيذ بالقوة، ما قولك؟ عندما أنفذ الركلات غالبا ما يكون ذلك بداخل القدم وليس بالقوة، وعندما وضعت الكرة في نقطة ركلة الجزاء اخترت المكان أو الجهة التي أصوب نحوها بشكل لا يمكن للحارس أن يمسكها. وكما كان الحال، فقد تمكّنت من مخادعة الحارس الذي اختار الجهة المعاكسة. ثم كانت الفرحة عارمة عند زملائك بعد التتويج؟ بالطبع، نادي السد فريق كبير وهو يطمح دائما لنيل الألقاب وهو ما جعلنا نطمح للتتويج بهذا اللقب، وهو ثمرة عمل كل المجموعة واللاعبين. وبالمناسبة أهدي هذا التتويج لكل الشعب القطري دون أن نسى الشعب الجزائري. هل جاء هذا التتويج ثمرة السياسة الكروية في قطر؟ كان هناك عمل كبير في هذا الجانب. فقد تم جلب عدد من اللاعبين الكبار وهناك سياسة في التكوين ودون أن ننسى أن منح قطر شرف تنظيم كأس العالم ساهم في ذلك. آخر مرة تمكنت قطر من التتويج بكأس آسيا للأبطال كان قبل 20 سنة وفي ذلك العهد كانت هناك مشاركة فرق من الخليج فقط. ولكن حاليا التتويج باللقب أصبح بمشاركة فرق من كوريا واليابان وإيران ما رفع قيمة التتويج والمنافسة التي أصبحت لها قيمة قارية. ستشارك في شهر ديسمبر في كأس العالم للأندية التي سبق لصايب فقط أن شارك فيها مع النصر السعودي عام 2000، ما قولك؟ ستكون بمثابة الثمرة التي تزين الكعكة. فأنا محفز جدا للمشاركة في هذه المنافسة ومواجهة أكبر الفرق من كل القارات. المنافسة ستشهد حضور “البارصا” وناد برازيلي (سانتوس)، وهي فرصة سانحة لكسب خبرة أخرى على المستوى العالي. هل تعلم أنك ستشارك في ثاني مونديال لك في عامين؟ (يضحك)..صحيح...هذه المرة المنافسة تشمل الأندية أي كأس العالم خاص بالفرق، وهو امتياز لا يمكنني تصوره وأتمنى فقط أن أكون في مستوى الحدث. أظن أن زملاءك في المنتخب أول من هنأك خاصة العناصر التي تنشط في الخليج؟ صحيح أنهم فرحوا للإنجاز الذي حقّقته، إنهم واعون بخيارهم ويخطئ من يعتبر أنها مغامرة إلى المجهول. البطولتان القطرية والسعودية ليستا ضعيفتين كما يعتقد البعض، وهناك رهانات مهمة على غرار زميلي بوڤرة الذي سيشارك في الطبعة القادمة من رابطة أبطال آسيا وسيكون بالنسبة له رهانا مهما. عندما رفعت الكأس السبت الفارط، هل تذكرت الإنتقادات اللاذعة في الجزائر بعد انتقالك لقطر ؟ ليس لدي أي ثأر ضد أي شخص، ولكني أعترف أنني تأثرت من تلك الانتقادات، ولكني كنت متأكدا أنني انتقلت إلى فريق كبير وطموح وبرهنت ذلك مع السد. لا يهمني ما يقوله الآخرون وقد كان جوابي على الميدان، إذ بقيت أعمل وأثابر دون أن أكترث لتلك الانتقادات. شاهدناك ترفع العلم الجزائري بعد التتويج بالكأس، فهل حضّرته لهذه المناسبة؟ لا، لقد تسلمته عندما كنت متوجها لمنصة التتويج، ولا أعلم حتى هل الذي سلمه إياي جزائري أم لا. رفعت العلم الجزائري رفقة علم قطر وشارة تحمل شعار النادي وكان ذلك بكل فخر واعتزاز. فرحتك ستكتمل بالتحاقك بزملائك في تربص “الخضر” استعدادا لمواجهتي تونس والكامرون؟ في كل مرة تغمرني فرحة عارمة عندما اتلقى استدعاء من طرف المنتخب الوطني. سيسمح لنا هذا التربص بالعمل الجدي في المواجهتين الوديتين. إذ نسعى ككل مرة للفوز بالمبارتين مهما كان طابعهما على غرار ما حققه زملائي في المباراة الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى. هذا التربص سيعرف تواجد بعض الجدد على غرار فغولي، هل تعرفه؟ أعرفه عبر إنجازاته الشخصية وليس بشكل شخصي، والأكيد أنه لاعب ذو موهبة وقادر على تقديم إضافة ل “الخضر”. كل دعم نوعي ل “الخضر” مُرحّب به، وهو رأسمالنا في المنتخب، إذ نرحب به في المنتخب وسنسعى ليحس بأنه في عائلته ولن يندم على خياره.. أخيرا، هل من إهداء بمناسبة تتويجك القاري وعيد الأضحى؟ أقول لكل الشعب الجزائري “صحّ عيدكم” بمناسبة العيد. وتحية خاصة إلى عائلتي التي ساندتني في السراء والضراء، إلى كل زملائي في نادي السد وإلى كل الشعب القطري الذي أحسن استقبالي ودون أن أنسى أصدقائي وحتى وكيل أعمالي عياد الذي انتقد هو الآخر بعدما حوّلني إلى قطر. والوقت بيّن أنني لم أخطئ الاختيار حيث تنقل بعض رفقائي إلى هذا الدوري وتوجت بلقب قاري. -------$ بلحاج يستعيد هيبته بإنجاز آسيوي لم يكن في الحسبان حقق نذير بلحاج الظهير الأيسر للمنتخب الوطني إنجازا شخصيا كبيرا، عندما نجح في العودة بكأس رابطة أبطال آسيا من كوريا الجنوبية.. بعدما قهر رفقة السدّ القطري نادي “جونبوك هونداي موتورز” على أرضه وبين جماهيره، محققا لقبه الآسيوي الثاني والأوّل في النسخة الجديدة ل “شامبيانز ليغ”. وساهم بلحاج وبشكل فعّال في الانجاز، بعدما سجّل ركلة الترجيح الأخيرة مانحا اللقب الغالي ل “عيال الذيب” ومدونا اسمه كأول جزائري يحرز البطولة. احتفل بطريقة جنونية في كوريا وعاش بلحاج بعد التتويج فرحة عارمة جدا عبّر عنها من خلال طريقة الاحتفال عقب اللقاء، وكأنه ردّ على منتقديه، ما يوضح النشوة الكبيرة التي يتواجد عليها اللاعب بعد أوّل تتويج له في مسيرته الاحترافية. وكان بلحاج نال إشادة التقارير الإعلامية في الصحافة القطرية والعربية، نظير مساهمته البالغة في تربع السد على عرش الكرة الآسيوية. جريدة الشرق: “بلحاج... مُحارب لا يعرف الإستسلام” وخصّصت جريدة “الشرق” القطرية على سبيل المثال لا الحصر، حيّزا مهما للحديث عن بلحاج واصفة إياه بأحد مخططي الانجاز الآسيوي، حيث أشادت كثيرا بمردوده خلال المباراة النهائية على وجه الخصوص، بعدما نجح في صدّ جميع هجمات النادي الكوري التي تركزت على الجهة اليسرى، مع العلم أن جونبوك يمتلك ظهيرا أيمن هو الأحسن في آسيا، لكن خبرة لاعب المنتخب الوطني في التعامل مع مثل هذه المعطيات رجّحت كفته ومكنته من تقديم لقاء غير عادٍ. بلحاج: “فوساتي كان يعرف مفتاح المباراة وكنت حريصا على غلق كلّ المنافذ” وأكد بلحاج في تصريحات أدلى بها ل “الشرق” القطرية، أن المدرب فوساتي طلب منه العمل على غلق الجهة اليسرى في وجه جناح جونبوك، باعتباره العنصر الأحسن في فريقه، لذا ركز عمله كله على الجانب الدفاعي، محاولا الالتزام بنصائح المدرب الأوروغوياني. وقال بلحاج: “فوساتي كان يعرف أن النادي الكوري سيركز على الجهة اليسرى، حيث نصحني بالانتباه أمام الظهير الأيمن لأنه الأحسن في فريقه وهو سريع ويملك قوّة التوغل ولديه عرضيات محكمة، لكني كنت حريصا طوال الوقت على غلق جميع المنافذ”. “ركزت في ركلة الترجيح ولم أعر اهتماما للجمهور” من جهة أخرى، أكد بلحاج أنه كان مرتاحا جدا حين تقدّم لتسديد ركلة الترجيح الأخيرة، مشيرا إلى أن هدوء الأعصاب والتركيز الشديد عوامل تزيد اللاعب حظوظا في التسجيل، وأضاف: “ركزت جيدا قبل أن أتقدم لتسديدها، نفذتها بأعصاب باردة ووضعتها يمين الحارس. ركلات الترجيح تثير الأعصاب ومن الأفضل أن يكون اللاعب مركزا تماما على اتجاه حارس المرمى، وألا يلتفت على الإطلاق إلى الجماهير”. جدير بالذكر أن بلحاج هو من طلب أن يسدّد الركلة الأخيرة، حسب ما أشار إليه جاسم الرميحي أمير سر نادي السد.