إتحاد البليدة تُغادر المنطقة الحمراء وتردّ على منتقديها

لم يُخيّب أشبال المدرب عساس مرة أخرى في مباراة المنعرج عند إستقبالهم أول أمس مولودية العلمة، حيث حققوا فوزا بثنائية نظيفة
وبأداء مقنع أكدوا به عودتهم القوية في الجولات الأخيرة، مؤكدين أن الفوز الذي عادوا به من عنابة لم يكن من فراغ وإنما كان نتيجة تحسّن مردود التشكيلة من جميع الجوانب، ورد بذلك رفقاء دفنون على منتقديهم بطريقتهم الخاصة وأكدوا أن البليدة ستحقق البقاء بنفسها ولا تنتظر أي خدمة من الفرق الأخرى... ويمكن القول أن البليدة غادرت المنطقة الحمراء بنسبة كبيرة ولم يبق لها سوى الفوز على جمعية الشلف في الجولة القادمة حتى تصل إلى رصيد 40 نقطة لضمان البقاء بنسبة كبيرة، وبعدها تبحث عن النقاط التي تضمن لها إنهاء الموسم في مرتبة مشرّفة.
تخوّفات عساس من الغرور لم تكن في محلها
قبل اللقاء تحدث المدرب عساس كثيرا عن جانب الغرور الذي قد يصيب لاعبيه الذين أدوا مباراة كبيرة في عنابة وقد يستخفّون بالمنافس، لكن فوق أرضية الميدان لم نلاحظ ذلك تماما حيث كان اللاعبون أكثر حرارة وتركيزا من المنافس بدليل أنهم تحكموا في مجريات اللقاء بشكل جيد وفرضوا منطقهم على المنافس الذي إستسلم لقوة البليدية مباشرة بعد هدف السبق الذي وقّعه المهاجم تلبي بعد 8 دقائق فقط من صافرة الحكم.
البداية كانت مثالية وهدف تلبي حرّرهم
ومثلما أشرنا إليه في عددنا ما قبل الفارط، فإن أحسن سيناريو تضمن به التشكيلة النقاط الثلاث هو تسجيل هدف مبكّر مثلما طالب به المدرب عساس لاعبيه، وفعلا كان اللاعبون في الموعد حيث لم يتركوا أي فرصة أمام المنافس حتى يأخذ الثقة في نفسه ووصلوا إلى شباكه في وقت مبكر، وهي البداية التي كانت مثالية، حيث حرّر اللاعب تلبي رفاقه والأنصار فوق المدرجات وجعل اللاعبين يسيّرون المرحلة الأولى بشكل جيد ومن دون أي ضغط رغم أنه كان بإمكانهم الوصول إلى شباك الحارس صحراوي في أكثر من مناسبة لو عرف الخط الأمامي كيف يستغل الفرص التي أتيحت له خاصة بواسطة جاهل وحريزي في مناسبتين.
نفس السيناريو تكرّر في المرحلة الثانية
في المرحلة الثانية كنا ننتظر إستفاقة المنافس ومحاولة فتح اللعب من أجل معادلة النتيجة لكن بدا أن البليدة أكثر تنظيما وإصرارا على الظفر بالنقاط الثلاث بدليل أن خط هجوم العلمة لم يهدّد الحارس غالم سوى في مناسبة واحدة، وترك المبادرة لإزيشال ورفاقه الذين تمكّنوا من إضافة هدف الأمان بعد عشر دقائق فقط من بداية هذه المرحلة، وهو الهدف الذي حسم نتيجة اللقاء على إعتبار أن المنافس إنهار تماما بعد هذا الهدف ولم يتمكن من الرد، وهي الفرصة التي إستغلها البليدية من أجل إنهاء اللقاء من دون أي إصابات.
حرارة عنابة كانت حاضرة والأنصار خرجوا راضين
ظهر اللاعبون بنفس الحرارة التي لعبوا بها أمام عنابة حيث بدا منذ الوهلة الأولى أنهم عازمون على إستغلال الفرصة وحصد النقاط الثلاث التي تدعّم حظوظهم أكثر في ضمان البقاء، حيث كان الأداء مقنعا رغم أن المدرّب عساس أكد أنه كان يطمح الى الفوز ولو على حساب الأداء لكنه رأى فريقه يحقّق الفوز بالأداء والنتيجة، وحتى الأنصار الذين حضروا إلى المدرجات خرجوا راضين عن الأداء الذي قدّمته التشكيلة في واحدة من أحسن المباريات التي لعبتها فوق ملعب “تشاكر” في مرحلة العودة.
25 تمريرة في إحدى الكرات والعلمة بقيت تتفرّج
بات من المؤكد أن اللاعبين استعادوا الثقة في أنفسهم بعد النتائج الإيجابية التي سجلوها، كما عملوا على التأكيد أنهم يملكون إمكانات معتبرة لكن الظروف السابقة لم تخدمهم للكشف عن كامل مؤهلاتهم لأنهم كانوا يلعبون تحت ضغط كبير، وما يؤكد أن مردود الفريق تحسّن بشكل كبير هو أنه بعد الهدف الثاني قام اللاعبون بتمرير الكرة بينهم 25 مرة متتالية من دون أن تلمس عناصر العلمة الكرة وبقيت تتفرج على هذا الأداء أمام تصفيقات حارة من طرف الأنصار.
البليدية أهدوا الفوز إلى رئيس “الكاب”
بعد نهاية اللقاء أصرّ بعض اللاعبين والأنصار على إهداء الفوز إلى رئيس شباب باتنة نزار الذي سبق له أن صرّح بعد فوز البليدة في عنابة أن الفوز مشكوك فيه، وقال أن البليدة تعجز عن الفوز فوق ميدانها فكيف لها أن تفوز في عنابة، وطالبوه الآن بالبحث عن الكيفية التي تضمن لفريقه البقاء في القسم الأول بعدما عجز عن الفوز فوق ميدانه على وفاق سطيف وتجاوزت البليدة الآن “الكاب” بفارق ثلاث نقاط كاملة في الترتيب بعدما كان هذا الفريق يتجاوزها قبل جولات قليلة بفارق 7 نقاط كاملة.
الفوز على الشلف وبعدها التفكير في مرتبة مشرّفة
بعد هذا الفوز غادرت التشكيلة المنطقة الحمراء وأضحت أقرب لتحقيق البقاء أكثر من أي وقت مضى، ولا ينقصها الآن سوى الفوز على جمعية الشلف في الجولة القادمة قبل البحث عن نقاط إضافية تضمن لها إنهاء الموسم في مرتبة مشرّفة، وبالنظر إلى الأداء الذي أضحى يقدمه أشبال المدرب عساس في الآونة الأخيرة فإن حظوظهم تبقى قائمة في الفوز باللقاءين المتبقيين لهم فوق ميدانهم أمام الشلف والبرج، والعودة بنقطة التعادل أمام إتحاد الحراش وشبيبة القبائل رغم صعوبة المهمة.
اللاعبون تحرّروا مع عساس
أصرّ بعض اللاعبين في نهاية اللقاء على توضيح أمر مهم وهو أن النتائج الإيجابية التي حقّقوها في الجولات الأخيرة وتحسن الأداء الفردي والجماعي يعود فيه الفضل بدرجة كبيرة إلى المدرب عساس الذي كانت لمسته واضحة في المباريات الأخيرة، مشيرين الى أنهم تحرّروا نهائيا معه لأنه عرف كيف يتعامل معهم سواء من الناحية الذهنية أو التكتيكية وسيقودهم إلى تسجيل نتائج إيجابية في الجولات المقبلة على حد تعبيرهم.
زعيم تنفّس الصعداء وخرج راضيًا
تنفّس الرئيس زعيم الصعداء بعد نهاية اللقاء لأنه كان متخوّفا كثيرا من هذه المواجهة ومن المنافس الذي تألق في الجولات الأخيرة خارج قواعده وعاد بالتعادل من عنابة وسطيف، لكنه لم يجد ضالته في البليدة، ويمكن القول أن زعيم يتواجد في وضعية نفسية مريحة مقارنة بجميع رؤساء الأندية التي تلعب على تفادي السقوط، وأثنى على الفوز الذي حقّقه فريقه مؤكدا أنه كان يثق في قدرة لاعبيه على رفع التحدي، وكان في كل مرة يصر على أن البليدة ستبقى في القسم الأول حتى عندما كانت ضمن ثلاثي المؤخرة.
----------------------------------
تلبي : “تحرّرت مع عسّاس وهذه هي نقاط البقاء”
يبدو أنكم سعداء بالفوز على مولودية العلمة، أليس كذلك؟
هذا أكيد، نحن في قمة السعادة بهذا الفوز الذي ضربنا به عصفورين بحجر واحد فمن جهة خرجنا من المنطقة الحمراء وأصبحنا في وضعية مريحة مقارنة عما كنا عليه في الجولات الفارطة، ومن جهة أخرى رددنا بطريقتنا الخاصة على الإنتقادات التي شككت في فوزنا بلقاء عنابة.
هل ترى أن البليدة بعد هذا الفوز قد ضمنت البقاء في القسم الأول؟
لا، لا يمكن الحديث عن ضمان البقاء الآن ما دام أننا لم نصل إلى رصيد 40 نقطة، لكن يمكن القول أن هذه النقاط هي نقاط البقاء لأننا سنلعب المباريات القادمة من دون أي ضغط، لأننا لو لم نفز في هذه المباراة فإن مهمتنا ستتعقد كثيرا ونعود معها إلى نقطة الصفر، لكن بعد هذا الفوز لم يبق لنا سوى الفوز على جمعية الشلف في الجولة القادمة من أجل تحقيق الهدف المسطر بنسبة كبيرة لأنه حسابيا تلزمنا 43 نقطة لذلك، وبعدها سنعمل على حصد نقاط إضافية لإنهاء الموسم في مرتبة مشرّفة.
بدأتم اللقاء بطريقة جيدة وتمكنتم من الوصول إلى شباك المنافس في وقت مبكر.
ذلك السيناريو كان مخططا له منذ البداية، حيث طلب منا الطاقم الفني ضرورة الوصول إلى شباك المنافس بسرعة حتى لا نجعله يأخذ أكثر ثقة في نفسه، ونحن نعلم جيدا أن العلمة تلعب جيدا خارج قواعدها إذا لم تتلق هدفا في المرحلة الأولى، وكما رأيتم الهدف الذي سجلناه أثّر على معنويات المنافس الذي لم يكن رد فعله قويا، وفي المقابل منحنا أكثر ثقة لتسيير باقي فترات اللقاء براحة.
وحتى في المرحلة الثانية سجّلتم هدفا مبكرا ضمنتم به النقاط الثلاث؟
نتيجة هدف دون مقابل لم تكن كافية لأن المنافس كان قادرا على العودة في النتيحة في أي لحظة لذلك عملنا كثيرا من أجل تسجيل الهدف الثاني وضمان النقاط الثلاث، وهو ما تحقق دقائق بعد بداية المرحلة الثانية، وبعد الهدف عملنا على تسيير باقي الدقائق للخروج من دون أي إصابات.
كنت أحد أحسن اللاعبين فوق أرضية الميدان وسجلت هدفا جميلا، إلى ماذا يعود ذلك؟
لا أخفي عليك أن الفضل الكبير في تحرري خلال المباريات الأخيرة وهذا اللقاء على وجه التحديد يعود إلى المدرب عساس الذي إستعدت معه ثقتي في إمكاناتي لأن عساس وضع فيّ ثقته ولم أخيّبه، أما عن الهدف الذي سجلته فقد جاء في وقته لأنه سمح لنا بالتحرر من الضغط واللعب براحة بعد ذلك.
كيف ترى مستقبل التشكيلة بعد هذا الفوز؟
بعد هذا الفوز يمكن القول أننا في أحسن رواق لأجل ضمان البقا،ء خاصة أننا نتجاوز فرقا أخرى في الترتيب مثل جمعية الخروب وشباب باتنة ولدينا أفضلية إستقبال جمعية الشلف فوق ملعبنا في الجولة القادمة، لذلك أقول أننا في الطريق الصحيح، وسنواصل اللعب بنفس الحرارة لأن هدفنا لن يقتصر على الوصول إلى عدد النقاط التي تضمن لنا البقاء وإنما إنهاء الموسم في مرتبة مشرّفة.
--------------------
غياب حرباش وشبيرة لم يؤثر على التشكيلة
كان الأنصار متخوّفين كثيرا من تأثير غياب حرباش وشبيرة عن مواجهة أول أمس، لكن فوق أرضية الميدان لم يظهر غياب اللاعبين بما أن العناصر التي أقحمها عساس أدت لقاء في المستوى، ففي وسط الميدان إعتمد عساس على أوسعد الذي كان أحد أحسن اللاعبين فوق أرضية الميدان باسترجاعه العديد من الكرات وساعد الهجوم أيضا بدليل أن المدرب عساس أثنى عليه كثيرا في نهاية اللقاء، وبدوره فإن شعواو رغم أنه لم يلعب في منصبه الأصلي إلا أنه خلف شبيرة بامتياز وأدى دوره على أحسن وجه.
تلبي كان الأحسن من جانب البليدة
أحسن لاعب من جانب البليدة كان تلبي الذي بدا أنه تحرّر مع المدرب عساس الذي وضع فيه ثقته وأضحى يعتمد عليه أساسيا في المباريات الأخيرة، حيث تمكّن تلبي من تسجيل هدفه الثاني بعد الهدف الذي سجّله في مرمى وداد تلمسان، وكان هدفه أول أمس من بين أجمل الأهداف في البطولة، وكاد أن يضاعف النتيجة بالعقب لولا أحد المدافعين الذي أبعد الكرة من الخط، كما برز بمراوغاته التي لم يجد معها دفاع المنافس من حل سوى العرقلة.
تلقى عرضًا من عنابة، لكنه لن يُغادر
كشف لنا مصدر مقرب من المهاجم تلبي أن هذا الأخير تلقى عرضا من إتحاد عنابة للعب في صفوفه الموسم المقبل، حيث تنقل أحد مسيّري إتحاد عنابة إلى مقر إقامته (اللاعب يقطن في عنابة) وتحدث مع والده، لكن من المستبعد أن يغادر البليدة لأنه مرتبط بعقد لموسم آخر من جهة، ومن جهة أخرى عبّر عن ارتياحه في فريقه الحالي الذي بعث فيه مشواره بعد مواسم صعبة في جمعية الشلف والخروب.
إزيشال أكّد مرة أخرى أنه في أحسن أحواله
أكد مرة أخرى المهاجم إزيشال أنه يتواجد في أحسن إمكاناته في الآونة الأخيرة وكانت بصمته واضحة في هذا اللقاء بعدما تمكّن من الوصول إلى الشباك في بداية المرحلة الثانية، وهو الهدف السابع له هذا الموسم، حيث لم يتوقّف عن التسجيل في المباريات الثلاث الأخيرة أين سجل على إتحاد العاصمة، وفي عنابة وعلى العلمة أيضا، وبإمكانه تدعيم رصيده من الأهداف في الجولات المتبقية، ولو كان هذا اللاعب في البليدة منذ بداية الموسم فمن المؤكّد أنه سيتنافس على لقب هدّاف البطولة.
بلّحول “خلّطها” مع ملولي في نهاية اللقاء
حدثت مناوشات كبيرة في نهاية اللقاء بين المدافع بلحول ومدافع مولودية العلمة ملولي، حيث لم يهضم هذا الأخير خسارة فريقه لنقاط هذه المباراة الهامة وقام بتصرف غير أخلاقي ضد مدافع البليدة ما جعلهما يتشابكان، ولولا تدخل بقية اللاعبين لفك النزاع لتطورت الأمور بينهما نحو الأسوأ.
دفنون تلقى الثالثة ويغيب عن لقاء الشلف
تحصّل المدافع دفنون على بطاقة صفراء هي الثالثة له في مرحلة العودة وستمنعه من المشاركة في اللقاء المقبل أمام جمعية الشلف، ورغم أن دفنون بذل كل ما في وسعه من أجل تفادي البطاقة الصفراء الثالثة إلا أن تدخله على أحد لاعبي المنافس كلّفه إنذارا، لكن لحسن حظ الطاقم الفني أن زموشي تعافى من الإصابة التي كان يعاني منها وسيكون حاضرا لتعويض دفنون.
عسّاس تدخّل في قرعة رابطة أبطال إفريقيا
تدخل مدرب البليدة عساس سهرة أول أمس في حصة “كلام في الرياضة“ التي يعدها الزميل محمد جمال وتحدث عن حظوظ شبيبة القبائل ووفاق سطيف في دوري المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، حيث أشار عساس أن مجموعة الوفاق تعتبر صعبة للغاية في وجود المتوّج بلقب النسخة الفارطة نادي “مازامبي” والترجي التونسي، لكنه أكد في المقابل أن الوفاق هو الآخر يعد من بين الأندية العملاقة في إفريقيا حاليا وقادر على قول كلمته، كما بدا عساس متفائلا بقدرة الشبيبة على تجاوز عقبة الأهلي والإسماعيلي من مصر، و”هارتلاند” النيجيري بالنظر إلى خبرتها الكبيرة في هذه المنافسة الإفريقية.
يومان راحة والعودة أمسية الإثنين
أجرت التشكيلة حصة إسترخائية صبيحة أمس بملعب “تشاكر” وبعد نهايتها منح الطاقم الفني يومين راحة للاعبيه، على أن تكون العودة إلى التدريبات أمسية الإثنين بداية من الساعة الرابعة مساء تحضيرا للقاء جمعية الشلف.