مرّر صانع الألعاب الجزائري جمال عبدون رسالة مشفّرة إلى المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش مفادها أنّه لا يزال ينتظر الفرصة التي حرم منها منذ قدوم المدرب البوسني، وذلك بعدما تألق بشكل لافت للإنتباه في لقاء الجولة التاسعة من البطولة اليونانية، والتي جمعت مساء أول أمس الأربعاء ناديه “أولمبياكوس” بضيفه “دوكسا دراماس”، وهي المباراة التي انتهت بفوز ساحق لزملاء جبور الذي أراحه مدربه على كرسي الإحتياط بنتيجة (6/0). ويعود الفضل في هذه النتيجة الساحقة إلى الدولي الجزائري عبدون الذي شارك أساسيا على غير العادة في المباريات الأخيرة، وأثبت أحقيته في اللعب منذ البداية من خلال تألقه اللافت للإنتباه والدور البارز الذي لعبه في إضافة فريقه ثلاث نقاط إضافية إلى رصيده. تمريرتان حاسمتان، ساهم في الثالث وخرج تحت تصفيقات الأنصار وزملائه وعكس المباريات السابقة التي كان يكتفي فيها بالجلوس على كرسي الاحتياط، أُقحم عبدون أساسيا أوّل أمس في لقاء “دوكسا دراماس”، وهي الفرصة التي كان يبحث عنها لاستعادة بريقه وهو الذي كانت بدايته مع “أولمبياكوس” مثالية، وفعلا لم يترك الفرصة تضيع منه وترك بصماته منذ البداية التي جسدها بتمريرة حاسمة لزميله الصربي “بانتليش” في الدقيقة الثانية مكنته من توقيع هدف السبق لفريقه، وكانت اللقطة عبارة عن عمل فردي من عبدون من الجهة اليمنى، راوغ أحد المدافعين ووزّع على طبق لزميله الذي لم يجد عناء في إيداع الكرة في الشباك برأسية محكمة، وبذكائه ساهم في الهدف الثاني لفريقه بعدما ضغط على مدافع المنافس الذي أودع الكرة في مرمى فريقه مسجلا ضدّ مرماه، ليساهم في صنع الهدف الرابع لنفس اللاعب “بانتليش” في (د61) وبالكيفية التي مرر بها الهدف الأول تقريبا، ولو أن توغله هذه المرة من الجهة اليمنى كان داخل منطقة العمليات، قبل أن يمرر لزميله كرة على طبق أودعها بالقدم داخل الشباك، وعلى إثر تمريرتين حاسمتين لفريقه ومساهمته في الهدف الثالث غادر عبدون وفريقه متقدما برباعية نظيفة تحت تصفيقات زملائه اللاعبين الذين شجعوه على أدائه الرائع، وتحت تصفيقات الأنصار الذين أعجبوا بمردوده بدورهم. كان بإمكانه التسجيل لكن لم يكن أنانيا وحسب ما ورد من لقطات حول اللقاء عبر مواقع الفيديو الإلكترونية، فإنّ عبدون كان قاب قوسين أو أدنى في أكثر من مناسبة من توقيع أهداف غير أنه لن يكن أنانيا، وكان في كل مرة يفضل أن يكون حاسما من خلال تمريراته الملمترية، مؤديا بذلك دوره صانع ألعاب لفريقه على أكمل وجه، مثبتا للمرة الألف أنه لاعب يحبذ اللعب الجماعي وليس الفردي، وأنه صانع ألعاب حقيقي بإمكان المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش أن يعوّل عليه متى شاء وأراد في ظل افتقار المنتخب لصانع ومحرّك من طرازه. فالفيردي: “عبدون قدّم مردودا كبيرا وأشكره على ذلك” وحول تقييمه مردود اللاعب، أكد مدرب “أولمبياكوس” أنّه سر كثيراً بالوجه الذي قدمه عبدون وجميع العناصر البديلة التي أقحمها، بعدما أراح بعض العناصر الأساسية استعدادا للقاء القادم من منافسة رابطة أبطال أوروبا، والذي سيجمعه بنادي “أرسنال” في الجولة الأخيرة، وقال مدرب “فياريال” السابق: “عبدون قام بعمل جبار شأنه شأن بقية العناصر التي أقحمتها، اليوم وقفنا بشكل جيّد على مستوى بعض اللاعبين”. أحسن ممرر ب “أولمبياكوس” رغم أنه لم يلعب سوى (380 د) يعد عبدون العنصر الأكثر فعالية في “أولمبياكوس” على مستوى التمرير إذا أخذنا بعين الاعتبار الأرقام التي سجلها، إذ نجح في مد المهاجمين ب 3 تمريرات حاسمة في (380 د) من مجموع 8 لقاءات لعبها، ليكون أحسن ممرر في النادي في البطولة اليونانية والرابع في الترتيب العام للمنافسة. جدير بالذكر أنّ عبدون توج الموسم الماضي بلقب أحسن ممرر في “سوبر ليغ” وقد يتجه للحفاظ على لقبه، في حال إن استمر على النسق نفسه.