أتلتيكو مدريد النادي الباسكي للعاصمة الاسبانية يحن لأيامه الذهبية يعتبر فريق أتلتيكو مدريد أحد أعرق وأهم الأندية الإسبانية وهو النادي الذي سبق له التتويج بلقب البطولة هناك في تسع مناسبات إضافة إلى تسعة ألقاب لكأس ملك إسبانيا، هذا الفريق الذي تأسس بتاريخ 26 أفريل سنة 1903 يملك عدة جوانب قد تخفى على الجمهور الرياضي وأهمها الهوية الباسكية للفريق المدريدي المرتبطة بفريق أتلتيك بيلباو، حيث كان الأتلتيكو في وقت ما فريقا مقربا من دوائر الحكم في إسبانيا قبل أن يفقد هذه الميزة لصالح جاره ريال مدريد فريق الجنرال فرانكو الذي كتب صفحات سوداء في تاريخ إسبانيا السياسي العسكري وحتى الرياضي ذهبت أندية برشلونة أتلتيك بيلباو وأتلتيكو مدريد وعدة أندية أخرى ضحية له. النشأة والتأسيس فريق باسكي على أبواب القصر الملكي الإسباني سبق لنا وأن أشرنا في البورتري الذي أعددناه بخصوص تاريخ ثالث أكبر ناد في إسبانيا فريق "أتلتيك بيلباو" الباسكي إلى أن مؤسسي فريق أتلتيكو مدريد كانوا من بلاد الباسك، وبالفعل فإن فريق أتلتيكو مدريد قد تأسس بتاريخ 26 أفريل 1903 تحت تسمية "نادي أتلتيك مدريد" أو "Athletic club de Madrid" على يد ثلاث طلبة من إقليم الباسك كانوا مقيمين حينها في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث رأى هؤلاء الطلبة حينها في فريقهم الجديد امتدادا للفريق الذي كان حلم طفولتهم "أتلتيك بيلباو". الأسباب التي دفعت أتلتيكو مدريد وأتلتيك بيلباو لتغيير ألوان ألبستهما شهدت سنة 1904 انشقاق عدد من أعضاء فريق ريال مدريد وانضمامهم للفريق الجديد أتلتيكو مدريد، وحينها كان الفريق الحديث النشأة يلعب بقميص مخطط باللونين الأبيض والأزرق تيمنا بلوني فريق "أتلتيك بيلباو" غير أنه تحول لاحقا لاستخدام اللونين الأبيض والأحمر فقط، ويفسر البعض هذا التحول في الألوان إلى كون القميص الذي يأخذ اللونين الأبيض والأحمر فقط هو أرخص في سعره من القميص ذي اللونين الأحمر والأزرق، وهي الخطة ذاتها التي أقدم عليها فريق أتلتيك بيلباو أيضا، كما ظهرت نظريات أخرى بررت هذا التغيير في ألوان الفريق ومن بينها نظرية أرجعت ذلك التغيير إلى كون اللونين الأحمر والأزرق أصبحا لوني الفريق الجار ل أتلتيكو مدريد، ريال مدريد في تلك الفترة. المدرسة الإنجليزية حاضرة في صنع تاريخ لوس روخي بلانكوس ذهب سنة 1911 لاعب أتلتيكو مدريد السابق وعضو المجلس الإداري للفريق لاحقا خوانيتو إيلوردي إلى إنجلترا بغرض شراء ألبسة لفريقي أتلتيكو مدريد وأتلتيك بيلباو على أن تكون هذه الألبسة خاصة بفريق بلاكبيرن روفرز الإنجليزي الذي كان حينها يرتدي اللونين الأزرق والأحمر، غير أن مبعوث الفريقين الإسبانيين فشل في إيجاد أقمصة خاصة بفريق بلاكبيرن روفرز وحتى لا يعود إلى بلاده خالي اليدين فضل شراء أقمصة خاصة بفريق إنجليزي آخر هو ساوثهامبتون، الذي يرتدي اللونين الأحمر والأبيض، وحينها فضل فريق أتلتيك بيلباو ارتداء ألبسة ساوثهامبتون كاملة بقميصها المخطط باللونين الأحمر والأبيض، في حين فضل فريق أتلتيكو مدريد ارتداء القميص المخطط باللونين الأحمر والأبيض الخاص بفريق ساوثهامبتون الإنجليزي أيضا، غير أنه فضل الإبقاء على السراويل الزرقاء الخاصة بفريق إنجليزي آخر هو بلاكبيرن روفرز ومنها استنبط لقب "لوس روخي بلانكوس" أي الحمر والبيض الذي يطلق على أتلتيكو مدريد. فريق اختار أن يكون ممثلا للطبقة الكادحة من المجتمع اختار فريق أتلتيكو مدريد منطقة روندا دو فاليكاس وهي منطقة آهلة بسكان من الطبقة الشغيلة كأول معقل له بعد تأسيسه، وهي منطقة تقع في الجزء الجنوبي للعاصمة الإسبانية مدريد، وفي سنة 1921 استقل النادي عن النادي الأب أتلتيك بيلباو وهي الخطوة التي تبعها تشييد فريق أتلتيكو مدريد لملعب خاص به تمت تسميته "إيستاديو ميتروبوليانو دو مدريد" وقد كانت القدرة الاستيعابية لهذا الملعب بعد تشييده تناهز 35 ألف متفرج، حيث تم استخدام هذا الملعب من قبل فريق أتلتيكو مدريد إلى غاية سنة 1966 والتي شهدت انتقاله إلى ملعبه الحالي "ملعب فيسنتي كالديرون" في حين تم تهديم الملعب القديم "ميتروبوليانو دو مدريد" وتم تشييد مبان مكانه . توج بالبطولة الإسبانية قبل نشأتها وكان لاحقا أحد مؤسسيها شهدت سنوات العشرينات من القرن الماضي أولى تتويجات فريق أتلتيكو مدريد الذي نال حينها لقب البطولة المركزية الإسبانية في ثلاث مناسبات كما بلغ المباراة النهائية من كأس ملك إسبانيا وخسرها سنة 1921، وهي المباراة التي واجه فيها "لوس روخي بلانكوس" الفريق الأب أتلتيك بيلباو، وبناء على هذه النتائج تلقى فريق أتلتيكو مدريد دعوة لكي يكون أحد الأندية المشاركة في بطولة القسم الأول الإسباني "لا ليغا بريميرا ديفيزيون" في أول موسم لها سنة 1928، وفي أول مواسمه بقسم النخبة الإسباني تولى تدريب فريق أتلتيكو مدريد المدرب الإنجليزي فريد بينتلاند والذي سبق له أن تولى تدريب فريق أتلتيك بيلباو قبل القدوم إلى مدريد. __________ الأتلتيكو أثناء الحرب دمار الحرب الأهلية الإسبانية أنقده من السقوط إلى القسم الثاني بعد أن قضى موسمين فقط في بطولة القسم الأول الإسباني، تراجع فريق أتلتيكو مدريد وسقط إلى بطولة القسم الثاني، قبل أن يعود سنة 1934 للقسم الأول مرة أخرى ليسقط بعد ذلك بموسمين اثنين فقط أي سنة 1936، ولكنه ولحسن حظ الأتلتيكو فإن اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية تسبب في تدمير ملعب فريق ريال أوفييدو، وعليه تأجل سقوط الأتلتيكو الذي تأهل لمواجهة فريق أوساسونا بطل القسم الثاني الإسباني في مباراة فاصلة فاز بها وضمن بقاءه في بطولة النخبة الإسبانية. فريق نصفه مدني ونصفه الآخر للطيران العسكري بعد استئناف البطولة الإسبانية سنة 1939، اندمج فريق أتلتيكو مدريد مع فريق آخر يدعى "أفياسيون ناسيونال أوف سراغوسا" وأصبح الفريق الجديد يحمل تسمية "أتلتيك أفياسيون دو مدريد" وكان فريق "أفياسيون ناسيونال" أو "الطيران الوطني" قد تأسس سنة 1939 على يد أفراد من قوات الطيران للجيش الإسباني وقد تلقوا وعدا في السابق بالحصول على مكانة ضمن بطولة القسم الأول الإسباني للموسم 1939 – 1940، غير أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم رفض ذلك، وكحل وسط تم مشروع دمج فريق الطيران مع فريق أتلتيكو مدريد الذي فقد ثمانية من لاعبيه في الحرب وعليه نال الفريق مكانة ببطولة القسم الأول الإسباني للموسم 1939 – 1940 أين حل بديلا لفريق ريال أوفييدو. سيطر على الواجهة الكروية الإسبانية وسط دمار القارة الأوروبية بقيادة المدرب الأسطوري ريكاردو زامورا، توج فريق أتلتيكو مدريد بلقب البطولة الإسبانية في شكلها الجديد "لا ليغا" لأول مرة في تاريخه في موسم 1939 – 1940، وعاد الفريق الثاني للعاصمة الإسبانية مدريد للمحافظة على لقبه مرة ثانية في الموسم الموالي، وفي هذه الفترة كان أبرز وأهم لاعب في الفريق اللاعب جيرمان غوميز والذي كان أيضا قائدا للفريق، وهو الذي قدم ل الأتلتيكو سنة 1939 قادما من فريق راسينغ سانتاندير وقد لعب ثمانية مواسم متتالية في صفوف فريق أتلتيكو مدريد أي إلى غاية الموسم 1947 – 1948، ومن موقعه كلاعب وسط ميدان شكل غوميز وسط ميدان أسطوري في فريق أتلتيكو مدريد رفقة زميليه ماكين ورامون غابيلوندو. أيام المجد المغربي بن مبارك قاده للقمة والريال مع البارصا أوقفاه نجح فريق أتلتيكو مدريد بقيادة المدرب هيلينيو هيريرا وبمساعدة من اللاعب الفرانكو مغربي العربي بن مبارك في التتويج بلقب البطولة الإسبانية مرة أخرى سنة 1950، واحتفظ فريق "لوس روخي بلانكوس" باللقب مرة أخرى في الموسم الموالي أي سنة 1951، غير أنه وبمغادرة المدرب هيريرا للفريق سنة 1953 تراجع الأتلتيكو فيما تبقى من سنوات عقد الخمسينيات من القرن الماضي، واستسلم أمام السيطرة التي فرضها العملاقان ريال مدريد وبرشلونة، مكتفيا بالتنافس على لقب الفريق الثالث في إسبانيا مع الفريق الأب أتلتيك بيلباو . أول مواجهة أوروبية مع الريال والأتلتيكو ذهب ضحية لقوانين ذلك الزمان عاد فريق أتلتيكو مدريد بقوة في سنوات الستينيات والسبعينيات وأصبح منافسا جديا لفريق برشلونة على المرتبة الثانية في إسبانيا في وقت كان فريق ريال مدريد حينها هو الفريق المسيطر، وقد بدأت مسيرة الأتلتيكو بالتحسن مجددا ابتداء من موسم 1957 – 1958 الذي استلم فيه المدرب فيرناندو داوتشيك زمام العارضة الفنية للوس روخي بلانكوس الذين احتلوا المرتبة الثانية في الليغا الإسبانية آنذاك وهي المرتبة التي أهلتهم للمشاركة في كأس أوروبا للأندية البطلة (رابطة أبطال أوروبا حاليا) في الموسم الموالي 1958 – 1959 وهي المنافسة التي حقق فيها الأتلتيكو نتائج باهرة توجت بالوصول إلى المباراة نصف النهائية التي التقى فيها بالجار ريال مدريد، حيث انتهت المباراة الأولى بين الفريقين على ملعب سانتياغو بيرنابيو بفوز الريال (2-1) فيما انتهت المباراة الثانية على ملعب الميتروبوليتانو بنتيجة (1-0)، ونظرا لعدم الاعتماد على قاعدة الهدف خارج الديار آنذاك، التجأ الفريقان لمباراة فاصلة بمدينة سرقسطة فاز فيها الريال بهدفين لهدف واحد. قصة أول لقب أوروبي في تاريخ الروخي بلانكوس عاد فريق أتلتيكو مدريد لسابق عهده وصعد لمنصات التتويج بفضل مدرب ريال مدريد السابق خوسي فيالونغا، حيث تمكن فريق "لوس روخي بلانكوس" من هزيمة جاره العملاق ريال مدريد في نهائيين لكأس ملك إسبانيا والتتويج باللقب سنتي 1960 و1961، كما توج الفريق بأول ألقابه الأوروبية سنة 1962 عقب اكتساحه فريق فيورنتينا الإيطالي في نهائي كأس أوروبا للأندية الحائزة على الكؤوس بثلاثية نظيفة بعد المباراة المعادة بعد أن انتهاء اللقاء الأول بالتعادل، أما في الموسم الموالي فقد بلغ الفريق النهائي الأوروبي لسنة 1963 ولكنه خرج يجر منه أذيال الخيبة بعد أن تعرض لصعقة من قبل فريق توتنهام الإنجليزي بنتيجة (5-1). أول فريق فاز على ملعب ريال مدريد طيلة ثماني سنوات متواصلة سيطر ريال مدريد على البطولة الإسبانية ما بين سنتي 1961 و1980 وتوج بلقب الليغا في 14 مناسبة، وفي هذه الفترة لم يشكل فريق أتلتيكو مدريد خطرا كبيرا على جاره العملاق رغم أنه هو أيضا توج بلقب البطولة الإسبانية في 4 مرات آنذاك سنوات 1960، 1970، 1973 و1977، كما حقق الفريق المرتبة الثانية ثلاث مرات سنوات 1961، 1963، و1965، إضافة إلى تتويجه بلقب كأس ملك إسبانيا في ثلاث مناسبات سنوات 1965، 1972، و1976 وللإشارة فإن أتلتيكو لما أنهى سنة 1965 في المرتبة الثانية للبطولة الإسبانية خلف البطل ريال مدريد كان حينها أول فريق يهزم الريال على ملعبه سانتياغو بيرنابيو في ثماني سنوات كاملة. هكذا فشل الأتلتيكو بقيادة آراغونيس أمام عمالقة الكرة الألمانية ظهر في فريق أتلتيكو مدريد ما بين سنتي 1965 و1974 عدد من اللاعبين الكبار وفي مقدمتهم لويس آراغونيس المدرب السابق للمنتخب الإسباني والمتوج معه بلقب كأس أمم أوروبا سنة 2008، كما انتدب الفريق في تلك الفترة عددا من اللاعبين الأرجنتينيين إضافة إلى المدرب الأرجنتيني خوان كارلوس لورينزو، هذا الأخير جلب معه سياسة تأديبية صارمة في الفريق وقاده لتحقيق عدة نجاحات بداية بالتتويج بلقب البطولة الإسبانية مرة أخرى سنة 1973، كما بلغ نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة سنة 1974 والذي خسره الفريق بعد مباراة الإعادة أمام بايرن ميونخ (4-0)، مع العلم بأنه افتقد ثلاثا من أهم لاعبيه الذين طردوا جميعهم في مباراة نصف النهائي أمام سلتيك الاسكتلندي في وقت كان البايرن يضم آنذاك نخبة الكرة الألمانية على غرار القيصر فرانز بيكمباور، الهداف غيرد مولر، الأسطورة ساب ماير والرئيس الحالي أولي هونيس. اعتذار بايرن ميونخ عن المشاركة توج الأتلتيكو بطلا للعالم بعد فترة قصيرة من خسارة الأتلتيكو لنهائي كأس أوروبا للأندية على يد بايرن ميونخ، قامت إدارة الفريق بتعيين لاعبها السابق لويس آراغونيس مدربا للفريق، فبعد انسحاب البايرن من المشاركة في كأس العالم للأندية عين أتلتيكو مدريد لتمثيل القارة الأوروبية بصفته نائب البطل، حيث واجه فريق آراغونيس حينها ممثل أمريكا الجنوبية فريق أنديباندينتي الأرجنتيني وانتهت مباراة الذهاب بالأرجنتين بفوز المحليين بهدف يتيم، غير أن فريق "لوس روخي بلانكوس" عاد في الإياب بمدريد وسجل هدفين توج بهما باللقب العالمي، وواصل بعدها آراغونيس نجاحاته مع الفريق فقاده للتتويج بكأس ملك إسبانيا سنة 1976 ثم البطولة الإسبانية سنة 1977، وعاد آراغونيس لتولي زمام العارضة الفنية للفريق سنة 1982 ونال كأس الملك سنة 1985 في فترة ظهر فيها المكسيكي هوغو سانشيز كهداف للفريق قبل انتقاله إلى الجار ريال مدريد، وفي سنة 1986 تأهل الفريق إلى نهائي كأس أوروبا للأندية حاملة الكؤوس وخسره على يد دينامو كييف الأوكراني (3-0). توج بالثنائية المحلية فانتهى به الأمر في الدرجة الثانية سنة 1987 تولى السياسي خيسوس خيل رئاسة الأتلتيكو الذي لم يتوج بلقب البطولة الإسبانية حينها منذ سنة 1977، حيث تمكن الفريق من التتويج بكأس ملك إسبانيا مرتين سنتي 1991 و1992، بينما نجا الفريق من السقوط إلى القسم الثاني الإسباني في موسم 1994 – 1995 في آخر جولة، وعليه وفي صائفة سنة 1995 عقد الفريق عدة صفقات كان وقعها إيجابيا على الفريق في الموسم الموالي 1995 – 1996 والذي شهد تتويج الفريق بالثنائية المحلية في إسبانيا البطولة وكأس الملك، ليشارك بذلك لأول مرة في تاريخه بمنافسات رابطة الأبطال الأوروبية سنة 1996 أين خرج مبكرا من المنافسة، أما على الصعيد المحلي في إسبانيا فقد بدأ الفريق في التواري عن الواجهة وهو التراجع الذي انتهى بسقوط الفريق سنة 1999 إلى بطولة القسم الثاني الإسباني رغم عقده عدة صفقات كبيرة على غرار الإيطالي كريستيان فييري والبرازيلي جونينيو. العهد الجديد أراغونيس أعاده للواجهة وتوريس كان الاكتشاف بقي فريق أتلتيكو مدريد موسمين في بطولة القسم الثاني الإسباني قبل أن يصعد سنة 2001 بقيادة المدرب القديم الجديد للفريق لويس آراغونيس الذي درب الفريق في الموسم الموالي وساهم في اكتشاف المهاجم الحالي لفريق تشيلزي الدولي الإسباني فيرناندو توريس، وذلك بعدما منحه الفرصة للظهور مع الفريق الأول ل أتلتيكو مدريد في مباراة انتهت بتعادل أتلتيكو مدريد أمام مضيفه برشلونة (2-2) على ملعب الكامب نو. رحيل توريس فاجأ الجميع وفورلان كان خير خلف فاجأ فيرناندو توريس فريق أتلتيكو مدريد بمغادرته نحو ليفربول سنة 2007 وهو الأمر الذي أرغم "لوس روخي بلانكوس" على التعاقد مع الأوروغوياني دييغو فورلان من فياريال، أما في الموسم 2007 – 2008 فقد حقق الفريق نتائج مقبولة بتأهله لدور 32 من كأس الاتحاد الأوروبي وربع نهائي كأس ملك إسبانيا، ليحتل الفريق المرتبة الرابعة في "الليغا" ليتأهل مرة أخرى لرابطة أبطال أوروبا، بعدها وبعد سقوط الفريق أوروبيا على يد تشيلزي الإنجليزي برباعية نظيفة الموسم 2009 – 2010 أقالت إدارة الفريق المدرب أبال ريسينو وعينت مكانه كيكي فلوريس سانتشيز. فلوريس حول الإخفاق الأوروبي إلى نجاح تاريخي بعد إقصاء الفريق من دور المجموعات في منافسة كأس رابطة أبطال أوروبا عقب احتلاله المرتبة الثالثة في مجموعته، تأهل إلى منافسات البطولة الأوروبية الجديدة "أوروبا ليغ" أين حقق الفريق نتائج كبيرة جدا توجها بالوصول إلى المباراة النهائية التي واجه فيها فريق فولهام الإنجليزي بمباراة جرت بمدينة هامبورغ الألمانية وشهدت فوز الأتلتيكو بهدفين من مهاجمه الأوروغوياني دييغو فورلان مقابل هدف واحد للفريق الإنجليزي بعد الوقت الإضافي، وفشل الفريق حينها في التتويج بكأس ملك إسبانيا بعد خسارته المباراة النهائية أمام إشبيلية بهدفين نظيفين، وفي استمرار لنجاحاته الأوروبية توج بالكأس الأوروبية الممتازة عقب تفوقه على حساب حامل لقب رابطة أبطال أوروبا أنتير ميلان الإيطالي بهدفين نظيفين من خوسي أنطونيو رييس وسيرجيو أغويرو. لم يحرز أي لقب محلي منذ 16 عاما ولم يهزم الريال طيلة 12 عاما وإذا كان الأتلتيكو قد تخلص من عقدته الأوروبية بعد فوزه بأوروبا ليغ فإن هذه العقدة مازالت مستمرة على الصعيد المحلي لأنه لم يحرز أي لقب في اسبانيا منذ 1996 حين توج بالكأس والبطولة بقيادة مدربه الحالي سيميوني الذي كان قائدا للروخي بلانكوس آنذاك، وما يؤكد أكثر تراجع الأتلتيكو في السنوات الأخيرة هو عدم قدرته على الفوز على جاره ريال مدريد لمدة 12 سنة كاملة، حيث يعود آخر فوز له على النادي الملكي إلى سنة 1999، فقد أصبح هذا الأخير يمثل عقدة حقيقية للأتلتيكو ويفوز عليه حتى لو يكون في أسوأ حالاته، فيما لم يقدر الأتليتيكو على تحقيق أي انتصار حتى لما كان في أفضل حالاته بقيادة أغويرو وفورلان، ففي الموسم الفارط فقط فاز الريال 4 مرات في ظرف 4 أشهر، أي ذهابا وإيابا في البطولة وفي ربع نهائي كأس الملك. __________ الأتلتيكو والجنرال فرانكو الهوية الباسكية جعلته ضحية الدكتاتورية مثل غيره من الأندية الإسبانية وعلى غرار ما حدث مع أندية برشلونة وأتلتيك بيلباو واللذين تطرقنا لهما في ملفين سابقين، فإن فريق أتلتيكو مدريد تأثر كثيرا هو الآخر ببعض الأحداث التي عاشتها إسبانيا خلال القرن الماضي، وأهمها الحرب الأهلية وسيطرة النظام الدكتاتوري الذي حكم إسبانيا بيد من حديد بقيادة الجنرال فرانكو، ومن العوامل التي جعلت الفريق يتأثر بهذه الأحداث أكثر من غيره الهوية الباسكية لمؤسسيه. الجنرال يعاقب الأتلتيكو وهذا الأخير يرد بمعاقبة الريال أصدر دكتاتور إسبانيا السابق الجنرال فرانكو منشورا سنة 1941 منع بموجبه تداول كل الأسماء الأجنبية في الأندية الإسبانية، وعليه تحولت تسمية فريق أتلتيكو مدريد إلى "أتلتيكو أفياسيون دو مدريد" وفي سنة 1947 قرر الفريق التخلص من الجزء العسكري في تسميته فعاد لاستعمال اسمه المعتاد "نادي أتلتيكو مدريد" وفي ذات السنة أيضا حقق الفريق أكبر فوز في تاريخ مواجهاته المباشرة مع جاره العملاق الفريق الملكي ريال مدريد حينما هزمه على ملعب الأتلتيكو السابق ملعب الميتروبوليتانو بنتيجة تاريخية (5-0) وهي النتيجة لم تتكرر لاحقا وحتى يومنا هذا. ______________________ أديلاردو الأكثر تمثيلا للفريق وآراغونيس الأسطورة لاعبا ومدربا وفقا للسجلات الرسمية لفريق أتلتيكو مدريد، فإن لاعب الوسط الدولي الإسباني السابق أديلاردو رودريغيز هو أكثر اللاعبين ظهورا بألوان فريق أتلتيكو مدريد، حيث شارك مع "لوس روخي بلانكوس" في 401 مباراة ما بين سنتي 1959 و1976، بينما يعتبر لويس آراغونيس المدرب السابق للمنتخب الإسباني أسطورة حقيقية في فريق أتلتيكو مدريد سواء كمدرب أو كلاعب، حيث يملك الرقم القياسي كصاحب أكبر حصيلة تهديفية مع "لوس روخي بلانكوس" بتسجيله 172 هدفا بألوان الفريق كلاعب، بينما يملك أدريان إيسكوديرو الرقم القياسي كأفضل هداف للفريق في منافسات البطولة الإسبانية التي سجل فيها 150 هدفا على مدار المواسم التي لعب فيها للفريق، أما في العشرية الأخيرة للفريق فإن الظهير الأيسر الإسباني أنطونيو لوبيز هو صاحب أكبر عدد من المشاركات مع الفريق برصيد 286 مباراة، بينما يحمل المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو المرتبة الأولى في ترتيب هدافي النادي برصيد 98 هدفا مقابل 96 هدفا لزميله الأوروغوياني دييغو فورلان الذي قدم للفريق قبل مواسم قليلة قادما من فياريال الإسباني بعد تجربة سابقة فاشلة مع مانشستر يونايتد الإنجليزي. _______________ الفريق حط رحاله في الكالديرون بعد روندا وميتروبوليتانو يلعب فريق أتلتيكو مدريد حاليا مبارياته على ميدانه بملعبه المسمى فيسنتي كالديرون الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 54851 متفرجا، وهو ملعب يقع في الجهة الجنوبية للعاصمة الإسبانية مدريد، وقبل انتقاله لهذا الملعب، مر فريق أتلتيكو مدريد على ملعبين آخرين هما ملعبا روندا دي فاليكاس الذي لعب فيه إلى غاية سنتة 1923 لينتقل بعدها إلى ملعب ميتروبوليتانو دو مدريد والذي لعب به الفريق حتى انتهاء الأشغال بملعبه الحالي "فيسنتي كالديرون" سنة 1966. _______________ فيسنتي كالديرون سيهدم وقد يتحول لواجهة سياحية مهمة لمدينة مدريد بعد انتقال فريق أتلتيكو مدريد إلى ملعب "لاباينتا" سيتم هدم ملعبه الحالي "فيسنتي كالديرون" الذي ستشيد محله حديقة بواجهة مائية على ضفاف نهر مانازاريس العابر للعاصمة الإسبانية مدريد، في حين سيحتفظ الفريق بملعبه الخاص بالتدريبات والمسمى ميدان "سويداد ديبورتيفا دو ماجاداهوندا" والذي يبعد بحوالي 20 كيلومترا جنوب العاصمة الإسبانية مدريد، وهو ملعب يضم عدة مرافق رياضية بما فيها قاعة ألعاب رياضية وهو ملعب مخصص لتدريبات فريقي الأكابر والأواسط على حد سواء، مع العلم بأن الفريق يمتلك أيضا مدرسة كروية لتكوين اللاعبين الصغار. ____________ الأتلتيكو أكبر الفائزين من فشل ملف مدريد لاحتضان أولمبياد 2016 يستعد فريق أتلتيكو مدريد للانتقال إلى ملعب آخر ربما هذا العام 2012 على الأرجح، وهذا الملعب هو ملعب "لاباينتا"، ولكن هذا الملعب ليس ملعبا جديدا، وإنما هو ملعب قديم وصغير بالعاصمة الإسبانية مخصص لرياضة ألعاب القوى وتبلغ طاقته الاستيعابية في الأصل 20 ألف متفرج تمت توسعتها إلى 73 ألف متفرج بعد انتهاء الأشغال التوسعية في هذا الملعب الذي كان ضمن ملف إسبانيا الفاشل لترشيح العاصمة مدريد لاحتضان دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لسنة 2016. __________ البطاقة الفنية ل أتلتيكو مدريد : الاسم الكامل : كلوب أتلتيكو دي مدريد اللقب : كولوكورينوس، ولوس روخي بلانكوس التأسيس : 26 أفريل 1903 الملعب الحالي : ملعب فيسنتي كالديرون رئيس الفريق : إنريكي سيريزو مدرب الفريق : دييغو سيميوني اللاعب الأكثر تمثيلا للفريق : أديلاردو رودريغيز 401 مباراة الهداف التاريخي للفريق : لويس أراغونيس 172 هدفا _______________ ألقاب وتتويجات الفريق الألقاب المحلية: لقب البطولة الإسبانية 9 مرات في مواسم : (1939 – 1940) (1940 – 1941) (1949 – 1950) (1950 – 1951) (1965 – 1966) (1969 – 1970) (1972 – 1973) (1976 – 1977) (1995 – 1996) . نائب البطل 8 مرات لقب كأس ملك إسبانيا 9 مرات في مواسم : (1959 – 1960) (1960 – 1961) (1964 – 1965) (1971 – 1972) (1975 – 1976) (1984 – 1985) (1990 – 1991) (1991 – 1992) (1995 – 1996) . نائب البطل 9 مرات الكأس الإسبانية الممتازة مرة واحدة : سنة 1985 . كأس الأبطال الإسبانية (بطولة مشابهة للكأس الممتازة) مرتين سنتي : 1940 و1950 . نائب البطل مرة واحدة سنة 1951 الألقاب الأوروبية: كأس أوروبا للأندية البطلة (رابطة أبطال أوروبا حاليا) : نائب البطل مرة واحدة موسم (1973 – 1974) . بطل كأس أوروبا ليغ مرة واحدة موسم : (2009 – 2010) . بطل كأس أوروبا للأندية الحائزة على الكؤوس مرة واحدة الموسم : (1961 – 1962) . نائب البطل مرتين بطل كأس الأنتير توتو الأوروبية مرة واحدة : سنة 2007 نائب البطل سنة 2004 الكأس الممتازة الأوروبية مرة واحدة: سنة 2010 لقب الكأس الإيبيرية (تجمع بين بطلي إسبانيا والبرتغال) : سنة 1991 . الألقاب العالمية: كأس الأنتير كونتينونتال مرة واحدة سنة 1974 . من إعداد: أمين مشلوف