الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد مشروع قرار يؤكد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره    انعقاد أشغال الدورة الثانية للمشاورات السياسية الجزائرية-الأوكرانية    سلطات الاحتلال المغربي تواصل تضييق الخناق على وسائل الإعلام الصحراوية    قسنطينة توقيف شخص وحجز كمية من المخدرات الصلبة والمؤثرات العقلية    محتالون يستهدفون المسنين لسلب أموالهم    مستحضرات التجميل تهدد سلامة الغدة الدرقية    تتويج مشروع إقامة 169 سكن ترقوي بتيبازة    مجلس الأمن: مجموعة "أ3+" تؤكد على ضرورة احترام سيادة سوريا وتدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار    الرابطة الأولى موبيليس - تسوية الرزنامة: شبيبة القبائل ينفرد مؤقتا بالصدارة وشباب بلوزداد يواصل سلسلة النتائج الايجابية    الشروع في إنجاز سكنات "عدل 3" قريبا    الرئيس تبون جعل السكن حقّا لكل مواطن    الوضع العالمي مؤسف.. والجزائر لا تريد زعامة ولا نفوذا في إفريقيا    افتتاح الملتقى الكشفي العربي السادس للأشبال بالجزائر العاصمة    شياخة: هذا ما قاله لي بيتكوفيتش واللعب مع محرز حلم تحقق    "الكاف" تواصل حقدها على كل ما هو جزائريٌّ    صيود يسجل رقما وطنيا جديدا في حوض 25 متر    رفع مذكرات إلى رئيس الجمهورية حول قضايا وطنية هامة    حملة "تخوين" شرسة ضد الحقوقي المغربي عزيز غالي    "حماس" تؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار    عناية رئاسية لجعل المدرسة منهلا للعلوم والفكر المتوازن    "الوزيعة"عادة متجذّرة بين سكان قرى سكيكدة    والي تيارت يأمر بوضع المقاولات المتقاعسة في القائمة السوداء    لقاء السنطور الفارسي بالكمان القسنطيني.. سحر الموسيقى يجمع الثقافات    تأسيس اتحاد الكاتبات الإفريقيات    حكايات عن الأمير عبد القادر ولوحاتٌ بألوان الحياة    5 مصابين في حادث مرور    نجاح الانتخابات البلدية في ليبيا خطوة نحو استقرارها    اليوم العالمي للغة العربية: افتتاح المعرض الوطني للخط العربي بالمتحف الوطني للزخرفة والمنمنمات وفن الخط بالعاصمة    الجزائر تتسلم رئاسة الدورة الجديدة لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب    سوناطراك: استلام مركب استخراج غاز البترول المسال بغرد الباقل خلال السداسي الأول من 2025    "اللغة العربية والتنمية" محور ملتقى دولي بالجزائر العاصمة    المالوف.. جسر نحو العالمية    مشروع جزائري يظفر بجائزة مجلس وزراء الاسكان والتعمير العرب لسنة 2024    هيئة وسيط الجمهورية ستباشر مطلع سنة 2025 عملية استطلاع آراء المواطنين لتقييم خدماتها    ربيقة يواصل سلسة اللقاءات الدورية مع الأسرة الثورية وفعاليات المجتمع المدني    ترشيح الجزائر للسفيرة حدادي لمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي يهدف لخدمة الاتحاد بكل جد وإخلاص    إلغاء عدّة رحلات مِن وإلى فرنسا    95 بالمائة من المغاربة ضد التطبيع    الاتحاد يسحق ميموزا    عطّاف يلتقي نظيره الإثيوبي    مولى: الرئيس كان صارماً    آفاق واعدة لتطوير العاصمة    حرمان النساء من الميراث حتى "لا يذهب المال إلى الغريب" !    انطلاق فعاليات "المهرجان المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية" : وزير الثقافة يدعو إلى ضرورة التمسك بالثقافة والهوية والترويج لهما    تصفيات مونديال 2026 : بيتكوفيتش يشرع في التحضير لتربص مارس    اتفاقية تعاون بين كلية الصيدلة ونقابة المخابر    وفاة الفنان التشكيلي رزقي زرارتي    سوريا بين الاعتداءات الإسرائيلية والابتزاز الأمريكي    جزائريان بين أفضل الهدافين    خطيب المسجد الحرام: احذروا الاغترار بكرم الله وإمهاله    المولودية تنهزم    90 بالمائة من أطفال الجزائر مُلقّحون    الجوية الجزائرية تعلن عن تخفيضات    التوقيع على اتفاقيات مع مؤسّسات للتعليم العالي والبحث العلمي    باتنة : تنظيم يوم تحسيسي حول الداء المزمن    الصلاة تقي من المحرّمات وتحفظ الدماء والأعراض    كيف نحبب الصلاة إلى أبنائنا؟    أمنا عائشة رضي الله عنها..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصباح الذي يرفض النجومية.... وسط نجوم "ميلان"
نشر في الهداف يوم 22 - 03 - 2012

سعى جمال مصباح إلى إشعارنا بالراحة منذ أن اتّصلنا به، لتحديد موعد لإجراء حوار معه في إيطاليا، حيث قال لنا: "ما إن تصلوا إلى ميلان، ابعثوا لي برسالة قصيرة عبر هاتفي النقال تشعروني فيها بوصولكم،
وما إن تصلني سأتصل بكم على الفور من أجل تحديد موعد ومكان الحوار الذي سنجريه". وهو ما حدث في نهاية المطاف، لأننا حدّدنا "الميلانيلو" كمكان للحوار مباشرة بعد التدريبات وتناول اللاعبين وجبة الغداء.
مصباح اقترح اصطحابنا إلى "الميلانيلو" بسبب قلة وسائل النقل إلى هناك
حان موعد الحوار، وتلقينا اتصالا من مصباح قال لنا فيه: "سآخذ ابنتي الصغيرة إلى المدرسة، وسأمرّ عليكم فيما بعد كي نذهب سويا إلى "الميلانيلو"، لأن وسائل النقل إلى هناك جدّ قليلة." تصرف استحسناه كثيرا من شخص أثبت لنا بذلك أنه لم يتغيّر، ولم يغيّر طباعه وطريقة تعامله مع الآخرين رغم أنّه يلعب في عملاق كبير من حجم "آ سي ميلان"، وبلباقة اعتذرنا منه وأكدنا له أن صديقا "ميلانيا" لنا سيقوم باصطحابنا معه إلى مركز تدريبات "الروسونيري".
"الهداف" استثناء يسمح لها بحضور التدريبات
حلول "الهداف" على مركز "الميلانيلو" ضيفة للمرة الثانية جعلها معروفة هناك، فما إن وصلنا إلى المركز وعرفنا بأنفسنا أمام المدخل، حتى دعانا أحد المكلفين بخلية الإعلام على مستوى "الميلان" إلى الالتحاق بملعب التدريبات، من أجل حضور الحصة التدريبية التي كان يشرف عليها المدرب "آليغري"، حيث خاطبنا بلباقة ولطف قائلا: "مسموح لكم حضور الحصة التدريبية، لكنكم مطالبون بتفادي التقاط صور وفيديوهات خلال التدريبات".
"الهداف" تتابع خطوات مصباح منذ 2006
ولم تكن زيارتنا لمصباح جديدة عليه، كما أن الاهتمام به ليس وليد اليوم بعد أن انضم لفريق عريق من حجم "ميلان"، فقراء الهداف لو يعودوا بذاكرتهم إلى الخلف سيتذكرون دون شكّ أوّل "روبورتاج" أعددناه عنه سنة 2006، يوم كان لاعبا في صفوف "آرو" السويسري،يومها كان زميلا للجزائري حسين عشيو الذي خاض تجربة احترافية قصيرة هناك قبل عودته للعب في الجزائر، وهو "الروبورتاج" الذي دفع بالناخب الوطني السابق "جون ميشال كافالي" إلى التنقل لسويسرا من أجل متابعته عن كثب، ومن سوء حظ مصباح حينها، أن كافالي الذي أعجب بإمكاناته الفنية أقيل من العارضة الفنية للمنتخب الوطني، مباشرة بعد إقصائه من تصفيات كأس إفريقيا 2008. ومع ذلك واصلت "الهداف" تتبعها لخطوات مصباح فأعدت "روبروتاجا" آخر أدى بسعدان إلى التنقل إلى "ليتشي"، من أجل معاينته، قبل أن يستدعى رسميا إلى صفوف المنتخب قبيل "مونديال 2010" بجنوب إفريقيا.
مصباح اللاعب الذي يرفض النجومية وسط النجوم
ومباشرة بعد نهاية الحصة التدريبية، قليلون فقط من أتيحت لهم فرصة الاقتراب من نجوم "ميلان" بغرف الملابس لأخذ صور للذكرى معهم، وكان "روبينهو، تياغو" أوّل من غادر غرف الملابس سريعا، ليلتحق بهما "بواتينغ، الشعراوي وإبراهيموفيتش" وابن جلدتنا جمال مصباح الذي كان كسائر زملائه مطلوبا من طرف عشاق "ميلان"، وهو الأمر الذي حدّثنا عنه أحد من اصطحبنا إلى مركز "ميلانيلو" "جيوفاني" قائلا: "بالنّسبة للأنصار كلّ اللاعبين في ميلان نجوم، ومصباح واحد من هذه النجوم"، وهو رأي لا يشاطره فيه مصباح الذي يفضل البقاء بعيدا عن النجومية والأضواء، أو بالأحرى لاعبا ضدّ النجومية.
اللاعب المفضلّ لسعدان.... بعد "المونديال"
لماذا كان سعدان يفضّل جمال مصباح كثيرا؟ سؤال طرحه كثيرون لكن الإجابة عنه سهلة للغاية، فجمال معروف بهدوئه، أخلاقه الحميدة وانضباطه، فاللاعب لم يسبق له أن تسبّب في زعزعة استقرار المجموعة في عهد سعدان، وكان "الشيخ" يعوّل عليه في البداية كاحتياطي للظّهير الأيسر ندير بلحاج، لكنّه ومع مرور الوقت وخلال نهائيات كأس العالم، اكتشف لاعبا منضبطا، جادا، متخلّقا، هادئا، لا يقحم نفسه في المشاكل، لاعب يفضل البقاء بعيدا عن الأضواء وغير ذلك. وفضلا على ذلك، فإن مصباح كان من بين اللاعبين القلائل الذين لم يسبق لهم أن احتجوا على الدقائق القليلة التي استفادوا منها، عكس لاعبين آخرين ممن دخلوا في خلافات مع المدرب سعدان، ومن سوء حظ مصباح أنّ "الشيخ" غادر شهرين بعد "المونديال".
دعانا لتناول الغداء مع اللاعبين
وبعدها أن التقينا بمصباح الذي رصدنا مباشرة بعد مغادرته غرف الملابس، فتوجه إلينا وألقى علينا التحية، قبل أن يدعونا إلى المطعم من أجل تناول وجبة الغداء معه مخاطبا إيانا قائلا: "اليوم أنتم ضيوفي، سنأكل سويّا وبعدها سيكون لنا الوقت الكافي لإجراء الحوار". قبل أن يصطحبنا إلى المطعم أين كان نجوم "ميلان" قد التزموا أماكنهم من أجل تناول وجباتهم، البعض منهم رفقة عائلاتهم، فيما وصل النجم إبراهيموفيتش متأخرا بعدما أجرى حوارا مع قناة النادي، وتوجه مباشرة نحو زملائه.
حديث هاتفي مع حلّيش
الحديث مع مصباح كان خاصا للغاية، وعندما سألناه حول ما إذا كان قد التقى حليش في لندن يوم تنقل "ميلان" لمواجهة "آرسنال" لحساب رابطة الأبطال الأوروبية، صرح لنا أن الوقت لم يسمح له بذلك حيث قال: "عندما اتّصل بي، كنت في الحافلة متوجّها نحو الملعب، فبعثت له برسالة قصيرة أكدت له من خلالها أني لست قادرا على الردّ على مكالماته، فتمنّى لي حظّا موفّقا، وبعد نهاية اللقاء توجّهنا مباشرة إلى ميلان ولم تتح لي فرصة ملاقاته". ومباشرة بعدما شرح لنا ما جرى، اتصل مصباح بحليش للاعتذار منه، قبل أن يؤكد له أن الجميع ينتظره في المنتخب الوطني من جديد، متمنيا له حظا موفقا وفرصا أكثر في اللعب مع "فولهام"، وهي التفاتة استحسنها حليش الذي لا يزال يكافح من أجل الحصول على فرصة اللعب في البطولة الإنجليزية، حتى يتسنى له أن يعود للمنتخب الوطني.
الاهتمام بالأبناء لنسيان عالم كرة القدم
وبالعودة إلى لقاء "ميلان" أمام "آرسنال"، كان جمال مصباح أوّل من أعطى رأيه، لكن وعكس ما كان يقوم به في الماضي، فإن اللاعب صار ينسى أي مباراة يخوضها ويهتم بأمور أخرى على حدّ قوله: "بعد أيّ مباراة من المباريات التي ألعبها أفضّل أن أنساها، في السابق كنت أسترجع شريط أي مباراة في مخيّلتي، وأعيد استرجاع ما حدث لقطة بلقطة، لكن منذ أن رزقني الله بطفل وطفلة، أنسى كلّ شيء لما أن أكون معهما، وبفضلهما صرت أكثر ارتياحا".
حوار تحت أشعة شمس غير معهودة في هذا الفصل
وبعدما انتهينا من تناول الوجبة الرياضية التي دعانا لها مصباح، جلسنا على مقعد قريب من ميدان التدريبات، ليلتحق بنا "ريكاردو" أحد أعضاء خلية الإعلام، ليضع لوحة تحمل أسماء كل الممولين أمام عدسة الكاميرا، وبينما نحن نتأهب للشروع في محاورة مصباح، أطلّت علينا أشعة الشمس لتعطى الحوار صورة جزائرية، بما أن تلك الأجواء غير المعهودة في هذا الفصل ب "ميلان" كانت شبيهة بأجوائنا هنا.
--------------------------------
جنّب نفسه انتقادات كانت ستكون عنيفة بعد تسببه في الهدف الأول
مصباح يسجل هدفا جميلا ويقصى من كأس إيطاليا مع ميلان مرفوع الرأس
بالرغم من الهدف الجميل الذي سجله في مباراة سهرة أول أمس، التي كانت قمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بين عملاقي إيطاليا جوفنتيس على أرضه وضيفه "آسي ميلان" في إياب نصف نهائي كأس إيطاليا، إلا أن جمال مصباح و"الروسونيري" ودعا كأس إيطاليا رغم التعادل (2-2) (في مباراة الذهاب خسر على أرضيه 2-1)، ليبقى ينافس على البطولة التي يتصدرها، في حين يستكمل أيضا رحلته في دوري أبطال أوربا بملاقاته في ربع النهائي صاحب اللقب برشلونة الإسباني، المباراة حسمت بعد 120 دقيقة لعبها كلها الدولي الجزائري، الذي عاد بقوة في المرحلة الثانية والشوطين الإضافيين بعد دخول سيء في المباراة وأداء محتشم.
في البداية كان مرتبكا ويحاول التخلص من الكرة بأي طريقة
تعود مصباح أن لا يقدم أشياء كثيرة في الدقائق الأولى للمباريات التي يلعبها، حيث يدخل مرتبكا ولا يشعر بالثقة الضرورية، وهو ما منعه من القيام بأشياء كثيرة خلال المرحلة الأولى من مباراة سهرة أول أمس، كما كان يعتمد على الحلول البسيطة في تمرير الكرة، فبمجرد أن تصله حتى يعيدها إلى الخلف أو يمررها لأقرب زميل وكأنه يحاول التّخلص منها، كما أن صعوبة المباراة فرضت عليه أن لا يغامر كثيرا في الهجوم، ويبقى في أدوار دفاعية خاصة مع القوة التي أظهرها نادي السيدة العجوز.
تسبب في الهدف الأول بعد أن اختار أسوأ الحلول
ومن سوء حظ الدولي الجزائري أنه كان السبب في الهدف الأول الذي تلقته شباك ميلان، حيث استعاد الكرة في (د28) بشكل جيد في محور الدفاع، ثم استدار وعوض التمرير أو التخلص من الكرة فضل أن يذهب حتى التماس، وهو أسوأ حل يمكن أن يختاره فضيّع الكرة التي تحولت إلى هجمة عكسية لصالح "جوفنتيس"، وبعد أكثر من لمسة وصلت إلى "ديبلبيرو" الذي كان في وضعية سانحة ولم يتوان في وضعها في الشباك، وهو الهدف الذي أجمع المحللون وكذا مختلف المواقع والصحف الإيطالية، على أن مصباح يتحمل مسؤوليته كاملة بعد أن تسبب في تحوّل كرة ميتة إلى هدف عقّد مهمة الميلان، الذي أصبح مطالبا بتسجيل 3 أهداف ليتأهل.
صحح خطأه وسجل هدفا رائعا هو الثاني له في شباك جوفنتيس
الأمور سارت بشكل أفضل مع مصباح في المرحلة الثانية التي استهلها بشكل جيد، وبعد مرور 6 دقائق فقط تمكن من تسجيل هدف رائع بعد أن صعد لفتحة جميلة، ووضعها في الجهة العكسية للحارس الذي بقي يتفرج أمام ارتماءة مصباح الجميلة، وإذا كان هذا الهدف جميلا فإن الأجمل هو تحرك الدولي الجزائري وكسره مصيدة التسلل، إلى غاية أن وضع نفسه قرب خط 6 أمتار وفي انتظار كرة وضعت فوق رأسه، وكأنه أدرك مسبقا أنها ستصله لينجح في إعادة الأمور إلى نصابها، والرد على أدائه السلبي وتسببه الواضح في لقطة الهدف الأول معيدا بالتالي فريقه إلى المواجهة، حيث كان "ماكسي لوبيز" البديل قد أضاف الهدف الثاني في (د81) وجر النادي المستضيف للعب الوقت الإضافي، يذكر أن هذا الهدف هو الثاني ل مصباح في شباك "جوفنتيس"، بعد أن سجل مع "ليتشي" أمام السيدة العجوز في فيفري 2011.
تحرر بعد الهدف وكان أفضل دفاعيا وهجوميا
وبدا واضحا أن مصباح كان بحاجة إلى هدف ليحرره ويجعله يلعب براحة أكبر وجرأة إضافية في الهجوم، حيث اندفع إلى الأمام ووفر حلولا هجومية لزملائه، كما اتسمت تدخلاته بقوة أكبر وصار من الواضح أنه تأقلم مع طريقة اللعب الإيطالية، وأسهم مردوده وكذا مجهودات بقية زملائه في إدراك الهدف الثاني وجر "اليوفي" إلى لعب شوطين إضافيين، سمحا لأصحاب الزي الأسود والأبيض بتسجيل هدف التعادل وحسم الأمور في (د96)، ورغم ذلك واصل مصباح أداءه المقبول أنهى به المباراة بمستوى جيد، إذا ما استثنينا الشوط الأول مع خروج فريقه من الباب الواسع، والذي تحسر على هزيمته على أرضية ميدانه في مباراة الذهاب.
هكذا رأت مختلف المواقع الإيطالية أن أداء مصباح يستحق العلامة 6
من جهتها أجمعت مختلف المواقع المتخصصة على أن مصباح كان سيئا للغاية في الشوط الأول، لكنه نجح في 75 دقيقة المتبقية من المرحلة الثانية والشوطين الإضافيين، ومنحه موقع "توتو ميركاتو" علامة 6 وقال في تعليقه عن أدائه: "يتحمل مسؤولية هدف ديلبيرو، كان متواضعا في المرحلة الأولى ولكن حصل تغيير عندما دخل غرف تغيير الملابس، فعاد بحوافز أكبر وسجل هدفا بعث الأمل لميلانو"، ومنحه موقع sport.notizie.it العلامة نفسها حيث قال إنه لم يكن جيدا في الدفاع، ولكنه استدرك الأمر بالهدف الذي سجله، كما أن خروج السويسري لشتشاينر فتح له الباب، ومنحه العلامة نفسها موقع direttanews.
ثاني أفضل لاعب بعد لوبير حسب سبر للآراء
كما أعطاه "كنال ميلان نيوز" هو الآخر العلامة 6 وقال معلقا عليه: "لا أحد مثل مالديني ف مصباح يحاول التخلص من الكرة فقط كلما لمسها، كأن عليه ضغوطا ويمررها لأي لاعب قريب منه، لكن في الشوط الثاني تحسن وعوّض بهدفه أداءه المتواضع في الشوط الأول"، ومن جهته موقع "قول" العالمي منحه علامة 6 التي تصنفه في مختلف التقييمات ثاني أفضل لاعب في اللقاء بعد لوبيز، وهو ما أطلعنا عليه موقع "ميلان نيوز" حيث جاء مصباح ثانيا في سبر للآراء لأحسن لاعب في لقاء أول أمس (حيث نال 22 بالمئة من الأصوات إلى غاية بعد ظهر أمس)، وبكل تأكيد فإن مصباح عرف كيف ينقذ نفسه من انتقادات كانت ستكون عنيفة، لو لم يرد الاعتبار بتسجيله هدفا جميلا.
--------------------------------
رغم أنّه يطلب كرات كثيرة على الجهة اليسرى
مصباح يعاني من نقص ثقة زملائه في "الميلان"
صحيح أنّ الدولي الجزائري جمال مصباح تألق بشكل ملفت للانتباه في اللقاء الذي جمع "ميلان" ب "جوفنتوس"، لحساب إياب نصف نهائي كأس إيطاليا، بفضل الهدف الجميل الذي سجله بإرتماءة رأسية عجز حارس "اليوفي" عن صدّها، إلا أن من تابعوا هذه المباراة ومن يتابعون "ميلان" باستمرار، يكونوا قد لاحظوا أنّ مصباح يعاني العزلة في الجهة اليسرى، ولا يحصل سوى نادرا على الكرات عندما يتخطى خط الوسط. فعندما يكون في الدفاع مثلا يتبادل زملاؤه الكرات معه، لكن ما إن يتخطى خط الوسط ويحاول أن يدعم فريقه في الأمام، يفتقد للكرات بسبب إحجام زملائه عن بناء لعبهم من على تلك الجهة، وتفضيلهم اللعب من على الجهة اليمنى أو تمرير الكرات في العمق.
كرة واحدة من ميكسيس حوّلها إلى هدف جميل
وكان مصباح قد أعيب عليه منذ وصوله إلى "ميلان" تردّده في التقدم إلى الأمام، من أجل المساهمة في اللعب الهجومي لفريقه، وهو ما يعود طبعا إلى تعليمات المدرب "آليغري" الذي طلب منه أن يدافع جيدا ولا يغامر كثيرا في الهجوم، غير أنّ مصباح أثبت ومن لقطة واحدة فقط في لقاء "اليوفي" أنّه رائع هجوميا لو أن زملاءه يثقون فيه، حيث توغّل من على الجهة اليسرى لمنطقة العمليات وطلب الكرة التي أتته من زميله "ميكسيس"، وقام بتسجيل هدف التعادل الذي أعاد "ميلان" إلى اللقاء بارتماءة رأسية جميلة، ترك على إثرها الحارس ساكنا، مثبتا بذلك أنه رائع هجوميا لو أن سيدورف الذي أحجم عن منحه الكرات مثلا في هذا اللقاء، لاسيما في الوقت بدل الضائع، يضع فيه ثقته ويبني اللعب من على الجهة اليسرى لأعطى ذلك ثماره.
لن نقول مؤامرة... لكنه نقص ثقة من زملائه
ولن نقول إن ما يعاني منه مصباح من عزلة على الجهة اليسرى بمثابة المؤامرة، لأنّ الكل في "ميلان" فرح كثيرا للهدف الذي سجله، بدليل أن الشعراوي توجه إليه مباشرة وصافحه، قبل أن يتوجه صوبه ميكسيس الذي عانقه، وسيدورف الذي شجعه هو وكافة الزملاء ممن كانوا فوق الميدان وعلى مقعد الاحتياط، غير أنه يعاني حقا من نقص ثقة زملائه في شخصه، فهم وحتى الآن لا زالوا ربما لم يتعرفوا على طريقة لعبه، وعلى إمكاناته الحقيقية بحكم انضمامه حديثا في فترة التحويلات الشتوية الأخيرة إلى "ميلان" ما يجعلهم لا يبنون لعبهم من على تلك الجهة، لكنهم قد يغيرون من ذلك مستقبلا بعدما أظهر لهم الدولي الجزائري من لقطة واحدة، أنه جيد هجوميا وبإمكانه أن يسجل أهدافا هو الآخر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.