قام الموقع الرسمي للاتحادية الدولية لكرة القدم “الفيفا” قبل حوالي أسبوع بوضع شبه استفتاء حول مردود المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم المقبلة بجنوب إفريقيا، فاتحا المجال أمام زواره لإبداء آرائهم ونظرتهم حول هذه المنتخب وقدرته على التألق في سماء بلاد العم مانديلا .. وطارحا السؤال: “كيف ستكون مشاركة الجزائر في المونديال؟“، وبعد مرور أسبوع جاءت التعليقات من زوار الموقع مشجعة ومطمئنة حيث أجمع العرب على أن الجزائر قادرة على تشريفهم في كأس العالم متمنين لها التوفيق والنجاح ومعترفين بأحقيتها في التأهل لثالث مرة في تاريخها لنهائيات كأس العالم. المصريون يريدون فتح صفحة جديدة ويؤكدون تشجيعهم للجزائر وكانت المفاجأة الكبرى أن أغلب التعليقات كان من طرف المصريين الذين أبدوا نيتهم في طي الخلافات وفتح صفحة جديدة لأن الضرورة تقتضي وقوف جميع العرب مع ممثلهم الوحيد في كأس العالم، وراح العديد منهم يفتح النار على مثيري الفتنة بين الشعبين في الفترة الماضية، وعلى الرغم من أن الجزائر خطفت منهم ورقة الترشح للنهائيات إلا أن أبناء الفراعنة أكدوا أنهم سيشجعون الجزائر في المونديال وسيتناسون كل ما حدث سابقا، حتى أن العديد منهم أكدوا أنهم مستعدون للسفر إلى جنوب إفريقيا من أجل دعم كتيبة “محاربي الصحراء“ التي تمثل العرب من المحيط إلى الخليج، هذا وقد أبدى العديد منهم فرحته بتشجيع نجمهم أبو تريكة للجزائر مما جعلهم يسيرون على خطاه. العرب يُجمعون على أن الجزائر قادرة على تشريفهم في المونديال ووصلت التعليقات قبل ثلاثة أيام إلى قرابة 300 تعليق ضمت العديد من محبي “الخضر“ من مختلف البلدان على غرار سوريا، العراق، فلسطين، مصر والسعودية، وقد اتفق هؤلاء على أن الجزائر تملك المقومات اللازمة من أجل التألق في سماء جنوب إفريقيا، ورغم اعترافهم بصعوبة المأمورية أمام منتخبات قوية مثل إنجلترا وأمريكا إلا أن ثقة هؤلاء كانت شديدة في “محاربي الصحراء“ إلى درجة أن بعضهم أكد أن الجزائر ستمر إلى الدور الثاني بكل سهولة نظرا لامتلاكها لاعبين كبار من طراز بلحاج، بوڤرة وزياني. ... ويتمنون تكرار ملحمة “خيخون” من جهة أخرى أعرب العديد من زوار الموقع الذين أبوا إلا أن يتركوا تعليقاتهم عن تمنياتهم بتألق الجزائر ومرورها إلى الدور القادم، ويبدو أن ثقة هؤلاء في المنتخب الوطني لم تأت من عدم لأن العديد منهم طالب عناصر المنتخب ببذل أقصى ما لديها وتكرار ملحمة “خيخون” بإسبانيا التي شرفت فيها الجزائر العرب والأفارقة وكادت أن تتأهل إلى الدور الثاني لولا مباراة “العار”، وهو ما جعل البعض يطلب من القائمين على المنتخب أن يكونوا أكثر حيطة وحذرا هذه المرة حتى لا يقعوا في الفخ من جديد. لا حديث بين الجزائريين إلا عن الدور الثاني أما تعليقات الجزائريين على الموقع فكانت أكثر جرأة وتفاؤلا، ففي الوقت الذي فضلت قلة التحفظ والتأكيد على أن الوصول إلى النهائيات يعتبر إنجازا في حد ذاته، راح السواد الأعظم من زوار الموقع يتحدث عن وصول الجزائر الأكيد إلى الدور ثمن النهائي، حيث اعتبروا الفوز على المنتخب السلوفيني والأمريكي مفتاح التأهل، وركز العديد منهم على مواجهة المنتخب الأمريكي التي تعتبر ثاني أصعب مواجهة بعد إنجلترا، لكن المهم بالنسبة لهؤلاء هو اقتناعهم بوصول الجزائر إلى الدور الثاني من كأس العالم لأول مرة في تاريخها وتحقيق ما عجزت عنه في نهائيات 1982 و1986، بينما أفرط البعض في التفاؤل بمطالبته للعناصر الوطنية بالوصول إلى ربع النهائي مؤكدين بأن المستحيل ليس جزائريا. المسؤولية تعظم والحمل يزداد ثقلا على المنتخب الوطني وبقدر ما تعتبر ثقة هؤلاء بمثابة الدعم النفسي للمنتخب الوطني المقبل على أهم منافسة في العالم بعد أقل من عشرين يوما من الآن، فإنها تزيد العناصر الوطنية ثقلا وتحملها مسؤولية أكبر، حيث من الصعب جدا أن يحمل منتخب وحيد آمال وآلام قرابة 350 مليون عربي مقسمين على 22 دولة، لكن العزيمة والإصرار اللذين أظهرهما أشبال المدرب رابح سعدان خلال فترة التحضيرات التي تقام بمرتفعات “كرانس مونتانا“ بسويسرا يؤكدان بأن “الخضر“ عازمون على تقديم أفضل ما لديهم في جنوب إفريقيا، وتبين مدى وعي العناصر الوطنية التي أبانت روح المسؤولية كبيرة، مما يجعلنا نتنبأ بأداء رجولي وروح وطنية وعربية لرفقاء كريم زياني في المونديال بغض النظر عن النتائج.