دومنيك لوڤلو، الصحفي الشهير بقناة “فرانس 2”، لم يتوان لحظة واحدة في الإجابة عن تساؤلاتنا لما إلتقيناه في فندق “ستارس ريزيدانس سوسة“، خاصة أن الأمر يتعلق بيومية “الهدّاف” التي أكد لنا بشأنها أنه يكن لها إحتراما شديدا، لاسيما أنه حضر في مناسبتين حفل الكرة الذهبية الذي تنظمه نهاية كل سنة. “خسارتكم أمام إيرلندا بثلاثية قد تكون صفعة جيّدة قبل المونديال” “لا يُمكنني أبدا أن أنسى الطريقة التي غادر بها الجزائريونالقاهرة” “الجزائر – إنجلترا يجعلني أفكّر كثيرا في سيناريو ألمانيا سنة 1982” موعد كأس العالم اقترب كثيرا، فماذا تنتظرون من منتخب فرنسا؟ شخصيا لا أنتظر معجزة، أنتظر فقط أن يبلل اللاعبون قمصانهم ولو أن هذا المنتخب أبان عن رغبة شديدة في تأدية مشوار طيب في جنوب إفريقيا ولأنه يلعب الهجوم كثيرا، وهو أمر جيد لأجل نجاحه. وهناك أيضا شيء آخر يجعلني ربما متفائلا قليلا وهو أن كأس العالم ستلعب في إفريقيا ونحن لدينا لاعبون كثيرون في المنتخب ينحدر أصلهم من هناك، وحتما سيلعبون “المونديال” وكأنهم في فرنسا. ومنتخبنا في تاريخه لم يحقق ألقابا إلا عندما لعب في ميدانه، حيث تحصل على بطولة أوروبا في فرنسا سنة 1984 وكأس العالم 1998 فيها أيضا. كلام كثير قيل عن إبعاد الثلاثي ناصري، بن عرفة، بن زيمة عن المنتخب الفرنسي؟ هؤلاء ينقصون حقيقة المنتخب الوطني، لكن المشكل الذي حدث هو أن ناصري، بن عرفة وبن زيمة كان لهم مشكل للانسجام مع اللاعبين القدامى في المنتخب. فتيري هنري هو هداف فرنسا في تاريخها، وهناك لاعبون مؤثرون في المنتخب والمدرب دومنيك يأخذ برأيهم لأجل الحفاظ على استقرار المجموعة، لكن الأكيد أن هذا الثلاثي سيكون من ركائز المنتخب في كأس العالم القادمة. لكن في المغرب العربي الجميع يتهم ريمون دومنيك بالعنصرية؟ أنتم تعرفونني جيدا وأنا أعرف ريمون دومنيك أعز المعرفة، حيث عملت معه في كأس العالم بالولايات المتحدة سنة 1994 وفي كأس أوروبا للأمم سنة 1996 بإنجلترا وهو ليس عنصريا تماما. وعدم استدعائه ناصري، بن عرفة وبن زيمة هو خيار فقط، حيث أراد الحفاظ على استقرار المجموعة ليس إلاّ، لو كنت مكانه ربما قمت بخيار آخر، ولو أنه وجب الاعتراف أن بن زيمة لم يلعب كثيرا مع ريال مدريد هذا الموسم وناصري لم يلعب أيضا الكثير من اللقاءات بسبب الإصابة. هنري كذلك لم يلعب كثيرا مع برشلونة لكنه يبقى “الباترون” في المنتخب. هل تسمح لنا الآن بالتكلم عن الجزائر التي عادت إلى كأس العالم بعد 24 سنة من الغياب، فما تعليقك على هذا الأمر؟ هذا شيء رائع لكم وللكرة الجزائرية والبلد بأكمله بعد العشرية السوداء التي عاشها، والأكيد أن الجزائر كانت بحاجة لكرة القدم التي تعتبر بمثابة الأوكسجين عند الشباب لكي يعيشوا أجواء الفرحة، وما شاهدناه بعد تأهلكم إلى “المونديال” حين خرج الشعب إلى الشوارع للاحتفال أمر رائع ويؤكد على سحر كرة القدم وما يمكن لها تقديمه من فرحة لعشاقها. الآن وجب وضع الثقة في منتخبكم وفي سعدان لأجل تأدية “مونديال” جيد ولو أني أسمع الكثير من الكلام بخصوصه. لكن حتى عندكم في فرنسا فإن إيمي جاكي وجهت له انتقادات لاذعة قبل “مونديال” 1998 الذي عرف تتويج فرنسا بكأس العالم؟ فعلا، والانتقادات كانت أيضا لاذعة من الصحفيين لأنه كان يغلب اللعب الدفاعي على الهجومي ونحن في فرنسا نحب اللعب الاستعراضي والجميل، وهو نفس الشيء الذي ينطبق عندكم في الجزائر. الجزائر ستلعب في مجموعة ستضم إنجلترا، سلوفينيا والولايات المتحدةالأمريكية، كيف ترون حظوظها للترشح إلى الدور الثاني؟ في كرة القدم لا يوجد شيء اسمه مستحيل والجزائر قادرة على التأهل إلى الدور الثاني شريطة أن تعرف كيف تسير مشوارها في دور المجموعات. أنا لم أشاهد منتخبكم في تحضيراته، والأكيد أن اللاعبين لو يلعبوا بنفس الإرادة التي أظهروها في التصفيات سيكون بإمكانهم التأهل إلى الدور الثاني. لكن ألا تعتقد أن وجود عدد كبير من اللاعبين المصابين حاليا هو عامل سلبي بالنسبة لتحضيرات المنتخب؟ لا أتصوّره عائقا بالنسبة للجزائر، حيث أنه جرت العادة أن اللاعبين الذين يؤدون موسما كبيرا مع أنديتهم يصلون كأس العالم وهم منهكون ولا يظهرون دائما بالوجه المنتظر منهم، والعكس صحيح إذ أن لاعبا لم يلعب كثيرا طيلة الموسم قد تجده في حال أفضل ولياقة جيدة عند موعد انطلاق كأس العالم. الجزائر خسرت خدمات مغني في “المونديال” بسبب الإصابة، فماذا تقول عن هذا الأمر؟ على حسب اعتقادي مغني لم يلعب كثيرا هذا الموسم بسبب إصابة لعينة تعرض لها على مستوى ركبته، وأعتقد أيضا أن إعفاءه من المشاركة في كأس العالم هو قرار حكيم لأن تضييعه “المونديال” أفضل من المشاركة فيه والتي قد تؤدي إلى مضاعفات لإصابته وهو مازال لم يشف كلية من إصابته. في الجزائر الجميع متخوف كثيرا من منتخب إنجلترا الذي يبقى مرشحا حتى لنيل كأس العالم، فما رأيك؟ أنا لدي رأي آخر في الموضوع، فإنجلترا وإن كانت تضم أفضل اللاعبين في العالم فإنه وجب الاعتراف أن هذا المنتخب لم ينجح أبدا في المواعيد الكبرى، بدليل أن كأس العالم الوحيدة التي تحصل عليها كانت لما قام بتنظيمها سنة 1966، وهذا يعود إلى الضغط الإعلامي الشديد المفروض في كل مرة على اللاعبين، حيث يسعى الصحفيون للحديث عن الحياة السرية للاعبين. أعتقد أن الجزائر بإمكانها مخادعة إنجلترا، لكن وجب الحذر جدا من سلوفينا في لقائكم الأول الذي سيكون حقا مفخخا بالنسبة إليكم. من كلامك نفهم أنه بإمكان الجزائر إعادة سيناريو ألمانيا في “مونديال” 1982؟ شخصيا أعتقد ذلك، وهذا أمر سيكون رائعا، حيث أن أشياء جميلة تذكرني بهذا اللقاء الذي قمت بتغطيته وأنجزت “ربورتاج” بخصوصه. أرى أنكم كنتم تملكون وقتها جيلا ذهبيا، ولو أن الجزائر أنجبت على الدوام لاعبين كبارا إلا في السنوات الأخيرة حين انعكست أوضاع البلاد على كرة القدم. هل شاهدت المباريات الإقصائية للمنتخب الوطني والتي أهلته إلى “المونديال”؟ أكيد أني شاهدت لقاءات الإقصائيات الخاصة بكأس العالم وحتى نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث سررت جدا يومها بمردودكم المقدم أمام كوت ديفوار، وشاهدت أيضا لقاء نصف النهائي أمام مصر، حين كان يوجد ضغط شديد. أما بالنسبة لمواجهتكم مصر في السودان في لقاء السد، فقد كنت متأكدا من أنكم ستفوزون به لأنكم تعرضتم لأشياء مؤسفة في القاهرة 4 أيام قبل ذلك الموعد، وهنا تستحضرني حكاية سأرويها لكم حدثت لي في مصر سنة 1989. تفضل؟ لقد كنت في القاهرة خلال اللقاء الحاسم بين مصر والجزائر لتحديد المتأهل إلى كأس العالم 1990 ويومها كان ضغط رهيب في الملعب، ولا يمكنني أن أنسى ذلك اليوم ما حييت، إذ نحن الفرنسيين عوملنا بإهانة شديدة من المصريين وتعرضنا إلى اعتداءات، حيث كانوا يعتقدون أننا جزائريون وهذا كله قبل اللقاء. كما أنني لا أنسى كيف غادر الجزائريون الملعب في النهاية، حيث تعرضوا إلى أنواع الرشق من المدرجات والضرب من قبل رجال الأمن. لكن حتى في المرة الأخيرة حدث الشيء نفسه بالنسبة لمنتخبنا الوطني والجمهور الجزائري في القاهرة؟ أعرف ذلك ولا أتصور أن مصر كدولة هي متورطة في هذا الأمر، لأن ما حدث قام به بعض المتطفلين والذين أسميهم بالأشرار، وهم مثل الذين اجتاحوا ملعب سان دوني على هامش مباراة فرنسا – الجزائر، حيث أفسدوا يومها فرحة شعبين بتصرفهم المخزي. الجزائر واجهت أمس (الحوار أجري أول أمس السبت) منتخب إيرلندا وانهزمت بثلاثية نظيفة، فما تعليقك؟ اكتفيت بتتبع بعض اللقطات منه، وأعتقد أن تلك الصفعة ستكون مفيدة لكم قبل بداية “المونديال”، وهذا أمر يؤكد أيضا أن كأس العالم لها مستوى عالٍ والاحتكاك بالمنتخبات الكبيرة ليس بالأمر الهين، أتمنى فقط أن يكون الوقت كافيا لسعدان من أجل تصحيح الأخطاء والنقائص قبل موعد لقاء سلوفينيا. جرت العادة أنكم تحضرون حفل الكرة الذهبية ل “الهدّاف” والزميلة “لوبيتور”، هل ستكونون في الموعد نهاية هذه السنة؟ في كل مرة قمتم بدعوتي كنت أتي إلى الجزائر بفرح وسرور كبيرين، حيث أني دائما أتشرف بملاقاة مسؤولي وصحفيي هاتين الجريدتين الذين أعتبرهم أصدقائي وإخوتي. وبالنسبة لموعد الحفل القادم فكل شيء مرتبط بكم، فإذا قمتم باستدعائي سأكون جاهزا مع أول طائرة وأتنقل إلى الجزائر وفي حال العكس سأحزن كثيرا... (يضحك). في النهاية هل برمجتم “ربورتاجات” خاصة عن المنتخب الجزائري في قناة “فرانس2”؟ شخصيا سأكون مكلفا بتغطية المنتخب الفرنسي في جنوب إفريقيا، لكن زميلي آلان فيرنو سيكون مع المنتخب الجزائري، حيث سيعمل على إجراء “ربورتجات” عنه خلال وجوده في “المونديال”.