لا لوم على غزال وأنا متضامن مع منصوري. نقص المنافسة عند بعض لاعبينا سيمنحهم طاقة بدنية هائلة في المونديال“ صباح الخير أستاذ سعيد، ما هو جديدك؟ الحمد لله، أنا متواجد في بلجكيا ومثل أي شخص أنتظر بداية كأس العالم، إن شاء الله يوفق فريقنا الوطني فيها وهذا كل ما يهمنا في الوقت الحالي. هناك أخبار تحدثت في تونس عن إشرافك على تدريب فريق حمام الأنف، ما مدى صحة هذه الأخبار؟ لم نتفق بعد، قبل سنوات اتصل بي رئيس النادي للإشراف على فريقه وكنت قد عرضت عليه وقتها توفيق قريشي مكاني حتى يقود الفريق لكن ذلك لم يحصل، وهذا الموسم اتصل بي صديقي منجي بحر رئيس النادي الذي أعرفه جيدا بحكم أننا شاركنا معا في منافسة كأس القدم الذهبي، سألني بعد ذهاب المدرب الفرنسي بوشار إن كنت مستعدا لخلافته والقيام بمشروع فني كبير يعتمد على التنمية البشرية للاعبين، لا زالنا في مرحلة المشاورات وإذا تمّ قبول شرطي بجلب طاقم فني معي للإشراف على الفريق الأول والشبان أيضا سأقبل المهمة. إذن لن تكون مدربا وإنما مسؤولا عن الأمور الفنية والتقنية للفريق كلل. الجانب الفني كله، هناك مخطط تنظيمي على مستوى الفريق والإدارة والطواقم الفنية أشرف عليه بالإضافة إلى مسؤوليتي الفنية عن الفريق الأول. ومادام وصلك عرض لتدريب فريق تونسي هل يمكن أن نعرف ما إذا كنت قد تلقيت عروضا لتدريب فرق جزائرية؟ كانت لدي عروض حتى أكون مسؤولا عن مخططات بعض الفرق بالطريقة التي يفكر بها مسؤولو نادي حمام الأنف، مثلا وصلني إتصال جدي من المغرب مع شركة كانت تريد اشتراء فريق القنيطرة كما عرض عليّ نادي وجدة المغربي أموره التقنية والفنية، أنا أبحث عن مشروع حقيقي لأن التنمية البشرية لها دور كبير وكرة القدم يمكنها أن تتطور جدا بالإعتماد على هذا الجانب حتى لو كان الأمر يتعلق باللاعبين المحليين والبطولات العربية .. على كل حال سأرى مع فريق حمام الانف خلال هذا الأسبوع وإذا كانت كل الأمور متوفرة بالشكل الذي أريده سأتنقل إلى هناك لبدء عملي. نبدأ الحديث عن المنتخب الوطني، كيف تقيّم مرحلة التحضيرات بين سويسرا، ألمانياوجنوب إفريقيا؟ نبدأ الحديث عن المنتخب الوطني، كيف تقيّم مرحلة التحضيرات بين سويسرا، ألمانياوجنوب إفريقيا؟ التحضير يبقى تحضيرا مهما كان الحال، الأمر المهم هي استعدادات اللاعبين يوم المباراة بدنيا ونفسيا، وأنا شخصيا أعتقد أننا لو نلعب بالعزيمة التي كانت حاضرة في التصفيات يمكن للفريق أن يحصل على نتائج، بشرط أن يكون هناك لعب جماعي وبشرط تخلّص اللاعبين من الأنانية، يجب عليهم أن يضعوا الثقة في أنفسهم وفي المجموعة، يمكن بفضل ما نملكه من لاعبين لهم التجربة في أوروبا مثل زياني، بوڤرة، بلحاج، منصوري وغزال بالإضافة إلى مطمور، أن نتألق في حدود إمكاناتنا، هؤلاء يضاف إليهم اللاعبون الذين التحقوا مؤخرا ولا زالوا صغارا ولهم مستقبل كبير، اليوم الالأمر الذي أؤكد عليه وأنا متحفّظ نوعا ما بسببه أننا لا نملك مشروع لعب يمكن أن نعتمد عليه وأن يسهّل لنا المأمورية في كأس العالم حتى نهاجم بطريقة فعالة وتكون لنا صرامة دفاعية، ربما يمكن أن تتحسّن هذه الأمور لكن ليس بين ليلة وضحاها، علينا التركيز على المستقبل حتى نكسب فريقا أقوى من الفريق الذي نملكه اليوم. نتحدّث دائما عن التربصات، المنتخب الوطني حضّر في “كرانس مونتانا“ بسويسرا حيث كانت درجة الحرارة منخفضة واليوم اللاعبون يشتكون في جنوب إفريقيا من ارتفاع درجة الحرارة طيلة اليوم، هل الخيار كان صائبا في نظرك بخصوص الإقامة أو قبل ذلك التربص؟ التأقلم البدني والفيزيولوجي إن شاء الله لا يؤثر ولا أتوقع أن تكون هناك صعوبات من هذه الناحية، المشكل أننا سنواجه فرقا متجاوبة جماعيا في حين أن تجاوب لاعبينا فردي، لكن بالعزيمة والقوة والجمهور الذي سيدعم الفريق يمكن أن نحقق نتيجة، وحتى الحظ والصدفة في كرة القدم موجودان ويمكن أن نسجل هدفا في بداية المباراة ثم نغلق المساحات والأهم في كل بطولة هي النتيجة قبل الأداء. حضّر المنتخب على ارتفاع 1500 م واليوم متواجد على مستوى سطح البحر في نواحي دوربان، هل يمكن لأمر كهذا أن يؤثر؟ لا على العكس ستزيد القوة البدنية والتنفس سيتم ذلك بشكل أفضل، كما أن آثار التحضير على ارتفاع عال كانت واضحة في لقاء الإمارات وتركت نتائج إيجابية حيث شاهدنا مستوى بدنيا ممتازا للاعبين، الأمر الأهم من كل هذا هو ضرورة اقتصاد الطاقة في مباريات كأس العالم وعدم حرقها مرة واحدة لأننا سنلعب 3 مباريات، يجب أن لا نضيّع قوتنا في مباراة سلوفينيا لأن المقابلة الثانية أمام إنجلترا وأخشى أن لا نجد الطاقة اللازمة للوقوف أمام هذا المنتخب الكبير، كما أنه من المهم أن يكون لنا مشروع حقيقي لطريقة التصرّف المثالي في هذه الدورة، حيث أن كل حلقة تتبع الأخرى. مادامت تتكلم عن ضرورة الإقتصاد في الجهد ألا ترى أن فترة 5 أيام كافية للإسترجاع بين مواجهتي سلوفينيا وإنجلترا؟ هي كافية و72 ساعة فقط تفي بالغرض، لكن الخوف من أن يمنح اللاعبون فوق طاقتهم في اللقاء الأول ثم لا تبقى الطاقة الحية لمواجهة إنجلترا، وعلى ذكر هذا الأمر هناك ملاحظة مهمة لابد من الإشارة إليها. ما هي؟ لاعبونا المحترفون في البطولات الأوروبية الذين تنقصهم المنافسة أو الذين كانوا خارج حسابات مدربيهم أتوقع أن تكون لديهم لياقة تنافسية أفضل من الجميع في الدورة ومن لاعبي الفرق الأخرى، بشرط أن يكون الجو باردا في المقابلات حتى يكون رد فعلهم قويا. نعود إلى لقاء الإمارات الودي، ماذا سجلت خلاله من ملاحظات؟ رأينا لاعبين يقدمون ما عندهم بالإرادة كما كان الإستعداد البدني في أعلى درجة، وهذا رأيي مشجع ومفرح بالنسبة لنا كمتابعين، وبالنسبة لي الإرادة التي يلعبون بها إذا حضرت في كأس العالم ستغيّر أمورا كثيرة. العقم الهجومي يبقى النقطة السوداء فالمهاجمون تنقلوا إلى المونديال دون تسجيل أهداف، 5 لقاءات يقابلها هدف واحد ومن ركلة جزاء، هل من تعليق؟ المشكل ليس في غزال ولا في زميليه صايفي أو جبور، المشكل أننا لا نملك تفاعلا بين اللاعبين ولا توجد علاقات بين الجميع في إطار اللعبة، في كل مرة نغيّر اللاعبين لكننا لا نملك الآليات المطلوب توفرها في اللاعب الهداف، حيث تكون قوته في الإستعداد البدني ويكون له حس تهديفي وقادر على سرقة أي فرصة، بالإضافة إلى التفاهم مع زملائه وهذا ما لا نراه حاليا، رأينا الشماخ في بوردو يقدم مستوى كبيرا لكن لما يلعب مع المغرب لا يقدم شيئا ويشكو من نقص الإنسجام ولا يكون في أفضل استعداد نفسي وبدني، وهذا ما يحصل مع غزال لأن التفاعل مع بقية زملائه ضعيف. وكيف تتصور الحل الأمثل لمشكل الهجوم؟ إن شاء الله سنجده، هناك لاعبون جدد التحقوا أعتبرهم بمثابة إضافة كبيرة للمنتخب، جاؤوا من أجل تحسين المستوى وهو ما نبحث عنه حاليا، لنكن صرحاء مع أنفسنا، خلال شهر مارس 2009 لم يكن لنا فريق وطني وعلينا أن نحمد الله أنه بعد أشهر فقط صار لنا طموح وسيكون الطموح أكبر بتواجد شبان مثل بودبوز، قادير وڤديورة. في ردك على سؤال يتعلق بالحل تكلّمت عن الجدد، فهل نفهم من كلامك أنك مع الإعتماد على بودبوز أساسيا في الشق الهجومي؟ لم لا، لكن بودبوز لاعب جديد ولم يسبق له أن لعب مع يبدة، ستكون هناك صعوبة في التفاعل رغم أنني مع هذا التدعيم خاصة أن هؤلاء الشبان سيرفعون مستوى المنتخب بحماسهم وحرارتهم ولياقتهم، وبصراحة أنا متفائل في المستقبل بأن يكون لنا فريق منسجم في مستوى الإمكانات التي نملكها دون أن ننسى اللاعبين المحليين، لأن الكفاءة موجودة ولا ينقص إلا العمل على مستوى الأندية حتى يمكن لهؤلاء اللاعبين تدعيم المنتخب، وحتى يكون لنا منتخب يجب البحث عن انسجام أكبر كما يجب أيضا أن يكون هناك أكبر عدد من اللقاءات الودية. تبدو متشائما من المشاركة في هذه الدورة خاصة أنك تتكلم كثيرا عن المستقبل. لا أنا متفائل، لا أريد فقط أن أتحدث كثيرا عن النقاط الإيجابية حتى لا نعطي نقاط قوتنا إلى المنافسين، لو لم أكن متفائلا لما قبلت إجراء حوار وقد سبق لي أن رفضت الأحاديث الصحفية عندما كنت متشائما مخافة أن أخطئ ولا أعرف كيف أتكلم. وهل مستوى المنتخب في اللقاءات الودية يبعث على الإطمئنان؟ الحكم يكون في المباراة الأولى والثانية والثالثة في كأس العالم، المدرب في المباريات التحضيرية يمكن أن ينام وتأتيه فكرة فيحاول تجريبها لأنه بصدد التحضير فقط، أنا شخصيا لا أحكم على أي مدرب ولا أي فريق في فترة التحضير، كما أنه في المواعيد الرسمية الأمور تتغير وسعدان يعرف كيف يختار اللاعبين لأنه يعيش معهم ويأكل معهم ويعرف فيما يفكرون، وفي النهاية يجيد الإختيار من بين اللاعبين الذين جرّبهم خلال التحضيرات، وفي رأيي لاعبونا لديهم الإرادة والطموح لأداء مونديال مشرف. لو نتحدث تكتيكيا البعض انتقد خطة (3-5-2) خاصة قضية اللعب بثلاثة مدافعين لاسيما مع بعض الأخطاء في التركيز والمراقبة التي اتضحت في لقاء الإمارات، ما موقفك؟ ليس مهما اللعب ب 3 مدافعين، المهم أن يكون هناك تنسيق وقدرة لدى اللاعبين على فهم المشاكل التي يمكن للمنافس أن يسببها، لا يهم في رأيي اللعب ب 3 أو 4 مدافعين بقدر ما يهم أن يكون هناك تكامل وتوازن ومعرفة كاملة بما يملكه المنافس وكيف يلعب وما إذا كان يعتمد على مهاجم أو اثنين، بالإضافة إلى قدرة الطاقم الفني على تسيير اللقاء وتحليل معطياته، الخطة لا تهم كثيرا هي مجرد أرقام فقط، المهم أن يكون هناك انسجام بين الجميع ويكون هناك مشروع في الحالة الدفاعية وفي الإسترجاع والبناء الهجومي. نتكلم قليلا عن منصوري، الأنصار قاموا ... (يقاطع) منصوري يلعب دون كرة بطريقة ممتازة والجمهور كان مخطئا في التصرف معه بتلك الطريقة، أشبّه طريقة لعبه بطريق لاعب ليفربول ماسيكرانو الذي يعتبر أحسن لاعب في فريقه حيث يلعب من دون كرة أيضا، عندما يفقد المهاجمون الكرة وقبل الدفاع أول جدار يشكله منصوري الذي يدرّبه مدرب كبير هو غوركوف الذي أعتبره من أحس مدربي البطولة الفرنسية، مدرب له أفكار ويجيد التعامل مع اللاعبين والحديث إليهم، ومنصوري بخبرته أعرف أنه استفاد منه كثيرا خاصة على مستوى الناحية الدفاعية. هل نفهم من خلال كلامك أنك مع تجديد الثقة في منصوري ومنحه شارة القائد؟ أنا متضامن معه ولدي ثقة شديدة فيه فهو يقوم بدور لا يستوعبه البعض وهو تعطيل المنافس وغلق المساحات، يعرف كيف يتصرف وأنا راض عن مستواه ومع الإعتماد عليه أساسيا في المونديال. وما رأيك في مستوى غزال؟ قبل الحديث عن غزال الذي لا ألومه يجب أن يكون هناك تنسيق بين الخطوط الثلاثة وتكون هناك مساندة وتحضير للفرص، قبل أن نلعب على الفرص التي تأتي لنا يجب أن نصنع تفوقا عدديا في منطقة المنافس وليس اللعب بعنصر واحد أمام كوكبة من المهاجمين، يجب أن تكون هناك خطوط وراء المهاجم غزال، خط أول وثان وثالث للمساندة وليس لاعبا واحدا نريده أن يقوم بكل شيء وهو أصلا منعزل تماما. كيف تنظر كأخصائي إلى منتخب سلوفينيا؟ فريق لا نقلل من قيمته، يملك لاعبين محترفين في أوروبا، منسجم وله طريقة لعب جماعية ويعود إلى منطقته بسرعة، له حركية شديدة على مستوى الجهة اليمنى، هناك مدافع أيمن متميز في صفوفه ولاعب أيضا في أوكسير الفرنسي مستواه جيد، إنه فريق لا بأس به لكن نحن أيضا لدينا لاعبون يمكن أن يسببوا لهم مشاكل مثل زياني، بلحاج وحتى غزال، كما أن الأمر المهم هو أن العمود الفقري للتشكيلة الوطنية متعوّد على اللعب مع بعضه البعض تقريبا 25 أو 30 لقاء بالنسبة للاعبين مثل زياني، بلحاج، منصوري، بو غرة معا، هذا الأمر سيكون في صالحنا. كيف تتوقع سير المقابلة؟ ستكون مفتوحة على ما يبدو، وعلى أرضية الميدان سيظهر إن كان لاعبونا عندهم ثقة في أنفسهم أم لا وهل هم قادرون على إزعاج المنافس أم لا يمكنهم فعل ذلك، الأمر الذي أنا متأكد منه أننا سنلاقي صعوبات وربما البرازيل لو تواجه سلوفينيا ستواجه مشاكل لأنه لم يبق هناك مجال لفريق متواضع في كأس العالم. ما هو الأمر الذي يخيفك قبل كأس العالم؟ لا يخيفني شيء، مادمنا لسنا البرازيل أو إسبانيا فلماذا نخاف؟ يجب أن نلعب كرتنا ونقدّم ما علينا وما تحقق سيكون ضمن خانة الفوائد، علينا أن لا نفرض ضغطا عن اللاعبين بل نتركهم أحرارا يتصرّفون كيفما يحلو لهم، وكأس العالم فرصة للاعبين للتألق نحن لسنا فرنسا أيضا، فرنسا في مشاكل كبيرة وقد سبق أن أدليت بتصريحات وتوقعت أن يعيش الفرنسيون المشاكل التي تحصل معهم الآن، بالنسبة لنا كأس العالم مهمة وتعتبر فرصتنا لنقدّم أنفسنا للعالم، لكن المهم في رأيي هو المستقبل حيث يجب أن تكون هناك استمرارية وتواصل وبهذا المنتخب ومع الوجوه الجديدة التي دعمته أنا مدرك أن الأمور ستكون أفضل بكثير مستقبلا. ماذا يمكن تحقيقه في كأس العالم؟ المقابلة الأولى ستعطينا تصوّرا للمشاركة الجزائرية في المونديال، يجب أن نكون متفائلين مهما كانت النتيجة وأن نواصل العمل بعد كأس العالم، كما على رؤساء الأندية الجزائرية أن يعملوا على تطوير الكرة خاصة مع قانون الإحتراف الذي يريد المسؤولون تطبيقه، أتمنى المرور إلى الدور الثاني وأعتقد أنه حلم مشروع لفريق أثبت في العديد من المناسبات أنه يمكن الرهان عليه.