رغم أنه عاد مرهقا من سفرية دامت 9 ساعات، إلا أن القلب النابض للفريق الوطني لبى رغبتنا وأجاب عن كل أسئلتنا المتعلقة بالمشاركة الجزائرية في المونديال لأول مرة بعد 24 سنة من الغياب، وكشف عن العديد من الأمور الغامضة بخصوص مستقبله ومستقبل الخضر في أول تصريح له عقب عودته إلى أرض الوطن قادما من دوربان. كريم كيف الأحوال؟ الرحلة كانت متعبة جدا، تصور أن الرحلة تأخرت ب5 ساعات تقريبا، إضافة إلى أننا بقينا 9 ساعات في السماء، وبعد مشوار شاقٍ في كأس العالم.. لا يمكن أن تتصور التعب الذي أعاني منه، رغم ذلك أنا سعيد بتواجدي في كل مرة في وطني بين الذين يحبونني وشيء رائع أن يكون الجميع في استقبالنا رغم أننا خجولين من أنفسنا بعد عدم مرورنا إلى الدور الثاني وتوديعنا للمنافسة مبكرا. على ذكر المنافسة، كيف وجدتم مستوى كأس العالم وأنتم تشاركون لأول مرة؟ كأس العالم هي كأس العالم، تبقى أكبر منافسة عالمية كروية وتشارك فيها منتخبات كبيرة والعديد من النجوم، والمستوى عالٍ جدا ونحن بصدد اكتشاف هذا النوع من المنافسات الكبرى التي تعتبر امتحانا حقيقيا لنا لنعرف مستوانا بالمقارنة مع بقية المنتخبات العالمية. وكيف تقيّم مستوى المنتخب الوطني في هذا المونديال؟ ماذا تريدني أن أقول، لقد تأكدت أن لدينا منتخب محترم لا يخشى أي منافس مهما كان حجمه أو اسمه، أما من الناحية الفنية فلقد أدينا دورة لا بأس بها ولعبنا لقاءات جيدة أمام كل من سلوفينيا وإنجلترا والمنتخب الأمريكي، ورغم أننا انهزمنا في لقاءين من الثلاثة إلا أننا حاولنا الظهور بوجه مشرف وإعطاء صورة جيدة عن الكرة الجزائرية، لكن للأسف لم نتمكن من المرور إلى الدور الثاني. هل لك أن تقول لنا ماذا كان ينقص المنتخب للتأهل إلى الدور الثاني؟ (يجيب مباشرة) نقص الخبرة هو من خاننا، لأننا نشارك لأول مرة في منافسة بحجم كأس العالم، لأن الخبرة لها دور كبير في تحقيق الأهداف المسطرة، لقد لعبنا جيدا ورغم ذلك لم نفز بأي لقاء، وأظن أننا فشلنا في تسيير اللقاءات لأن السيطرة لا تعني الفوز وهو ما حدث لنا أمام إنجلترا حين كنا أقرب للفوز بالنقاط الثلاث ولو أحسنا تسيير اللقاء لانتصرنا خاصة أننا بذلنا مجهودات كبيرة دون أن نجني الثمار، لكن الحمد للّه جلبنا التقدير و الإحترام وأكدنا أننا نملك منتخبا كبيرا. وماذا عن اللقاء الأول أمام سلوفينيا؟ أعتبره أسوء لقاء خضناه، فبكل صراحة سلوفينيا ليست أقوى منا ولا تستحق الفوز علينا، لكن ماذا تريد أن نفعل الآن، لا يمكن أن نتحسر من تلك المواجهة ونقول إنها السبب في إقصائنا، لأن ذلك لن ينفع في شيء وأعيد وأمرر الخبرة هي التي كانت السبب في إقصائنا. أنت تقول نقص الخبرة لكن الكل يحمّل خط الهجوم المسؤولية؟ مشكلة الهجوم ليست وليدة اليوم، بل منذ مدة، إذ كنا غالبا نسجل بالكرات الثابتة أو عن طريق المدافعين، وهذا ليس مشكلا لأن الكرة الحديثة تعتمد على الجميع من أجل التهديف، ولا يهم أن يسجل مهاجم أو مدافع أو وسط ميدان، وإن كنا لم نسجل في المونديال فذلك نتيجة حتمية لمشكلة الهجوم التي نعاني منها منذ مدة كما قلت لك آنفا، وللأسف حتى الحلول الأخرى لم تؤتِ أُكلها. إذن المشكل ليس في غزال والمهاجمين؟ أكيد ماذا تريد أن يفعل غزال وهو يلعب تحت ضغط كبير ويريد أن يسجل بكل الطرق، أرى أنه لم يتحمّل الضغط الكبير الذي فُرض عليه وخاصة إقصاؤه من التشكيلة الأساسية، غزال لاعب جيد يلعب في بطولة قوية ولا يمكن أن نشك أبدا في إمكاناته، الحظ لم يكن إلى جانبه وإن شاء اللّه سيسترجع مستواه الموسم القادم وأنا متأكد أنه سيعود قريبا. وبالنسبة لك، كيف تقيّم مردودك في المونديال؟ لقد كافحت كثيرا لأكون في مستوى جيد وبذلت مجهودات جبارة لأعوض نقص المنافسة والتأخر البدني الذي أعاني منه، وعند انطلاق المنافسة شعرت أني في أحسن الأحوال خاصة بعد تربص سويسرا الذي ساعدنا كثيرا وعملنا فيه بجد، لكن بعد المباراة الأولى أمام سلوفينيا والثانية ضد إنجلترا شعرت بنوع من التعب، خاصة أننا لم نحقق نتيجة إيجابية، وفي اللقاء الأخير لم أقو على التنفس في الشوط الثاني، فالإرتفاع كان كبيرا جدا أمام منتخب قوي، لذلك لم أظهر في اللقاء الثالث بصورة جيدة والجانب البدني هو السبب. لكنك كنت دائما في التشكيلة الأساسية. إنها خيارات المدرب وعلى الجميع احترامها، وأنا كلاعب أريد دائما تقديم الإضافة للمنتخب الوطني، وحاولت تعويض النقص البدني.. لقد حاولت تقديم كل ما عندي لأكون عند حسن ظن الجمهور الجزائري الذي يعرف زياني وإمكاناته، وأنا لا أغش وألعب بكل قواي في أي مباراة ولا أخشى أي منافس. والقادم كيف يراه زياني؟ أحب الكلام عن القادم، ولا أريد العودة إلى الخلف، نحن الآن عائدون من المونديال، أين اكتسبنا خبرة إضافية واحتكاكا مع أكبر المنافسين وتعلمنا عدة دروس مفيدة، وفي المستقبل سنحاول استغلال كل ما تعلمناه والبداية بكأس إفريقيا القادمة وصولا إلى كأس العالم 2014 التي يجب أن نكون حاضرين فيها، خاصة بعد أن تذوقنا حلاوة المشاركة في العرس الكروي العالمي، كما أن الهدف القادم للخضر يجب أن يكون الوصول إلى نهائي "الكان" على الأقل ولم لا التتويج باللقب القاري، خاصة أننا منتخب متكامل تنقصه بعض الروتوشات فقط. ومستقبلك الشخصي كريم، الكل يريد أن يعرف أين سيلعب زياني الموسم القادم؟ أنا الآن مرتبط بعقد مع فريقي فولسبورغ الألماني، إذن لست حرا في اختيار وجهتي الموسم القادم، فقد كنت بعيدا عن النادي ولم أتكلم مع المدرب الجديد، ومن الممكن أن أواصل اللعب في البندسليغا خاصة أني لم أحقق طموحاتي الموسم المنقضي، كما أنه من الممكن أن أغادر إذا لم أتفق مع المدرب الجديد، ولديّ بعض العروض الكل على علم بها مثل عرضي ليل وسانت اتيان، وأريد أخذ قسط من الراحة مع عائلتي وبعدها سأفصل في الأمر. كلمة عن الجمهور الجزائري الذي أكد وفاءه الكبير لكم؟ صراحة لم أتفاجأ لأني أدرك عشق الجزائريين لمنتخبهم، وقد برهنوا على ذلك في أكثر من مرة، والحمد للّه أن لنا جمهورا لا مثيل له في العالم، يقف إلى جانبنا في السراء والضراء، وهذا ما يزيد احترامنا وتقديرنا الكبير له، إنه شرف عظيم أن نكون لاعبين في منتخب يملك جمهورا مثل هذا. ماذا تريد أن تضيف كريم؟ لا تتتصور مدى سعادتي حين أسمع أن المنتخب الوطني يعد مفخرة الجزائريين، أحس أني أساهم في إسعاد هذا الشعب وإن شاء اللّه سنواصل على نفس النهج، وأعتذر منهم لأننا خيّبناهم بعدم قدرتنا على التأهل إلى الدور الثاني وإقصائنا المبكر من المونديال، لأنه من حق الجزائريين أن يفرحوا ويفتخروا ببلادهم الرائعة، وأقول لهم انتظرونا في كأس إفريقيا المقبلة.. وعد مني سنُفرح الشعب الغالي إن شاء اللّه، واتركني أذهب لأستريح من فضلك (يضحك).