أثّرت كثيرا هزيمة "الخضر" أول أمس أمام تونس في معنويات لاعبي المنتخب الوطني، حيث فقد عدد من العناصر أعصابهم بعد اللقاء، وحسب ما تسرّب لنا من معلومات، فإن غرف حفظ الملابس عرفت تبادلا للتهم بين اللاعبين بسبب الهزيمة... وسط صراخ وأصوات مرتفعة جعلت الكل ينتبه أن الأمور غير طبيعية وسط لاعبي المنتخب الوطني، علما أن كل هذا حصل بعد أن غادر حليلوزيتش غرف حفظ الملابس متجهاً إلى قاعات الندوات الصحفية ليدلي بتصريحاته، وتبقى هذه النقاشات إيجابية ولفائدة المجموعة التي لم تتقبّل الهزيمة وكان عندها "القلب"، في انتظار أن ترد الفعل ميدانيا هذا السّبت في مباراة الطوغو. صوت حليش كان مسموعا وهو يلوم زملاءه على ترك المجال أمام المساكني وحسب شهود عيان، فإن صوت رفيق حليش في غرف حفظ الملابس كان مسموعا وهو يصرخ على زملائه متسائلا كيف أنهم تركوا المساكني المهاجم التونسي وحده يسدد ويسجل. وقال لاعب أكاديميكا البرتغالي بصوت مرتفع سمعه حتى من كان في الخارج: "كان عليكم إرتكاب الخطأ عليه، لماذا تركتم له المجال ليسدد!؟". وقد كان الكلام موجها أكثر للاعبي الوسط الدفاعي في تلك اللّقطة التي يبدو أن الكلام كان كثيرا عليها في الجزائر وكذلك خلال إستوديوهات التحليل. مبولحي غاضباً: "هل هذا منتخب يفوز علينا!؟" وقد علمنا أن الحارس مبولحي بدوره كان في حالة نفسية سيئة للغاية، حيث فقد هو الآخر أعصابه وثار على زملائه قائلا: "هل هذا فريق يفوز علينا!؟"، حيث لم يهضم الحارس الأساسي ل "الخضر" والذي قدم مباراة طيبة ما عدا في لقطة الهدف أين كان متقدما قليلاً (رغم أن الكرة صعبة حتى بالنّسبة إلى من كان على خط المرمى) الهزيمة ورأى أن المنتخب التونسي كان في المتناول ولم يكن ذلك المنتخب الذي ينتصر على "الخضر"، محاولاً التأكيد ولو ضمنيا لرفقائه أنه قام بواجبه ولا يتحمّل مسؤولية الهدف والخسارة لأنه كان يفترض تسجيل أهداف من اللقطات الكثيرة التي أتيحت. لاعبان تكلما عن اللياقة البدنية وبعض الاحتياطيين "كمّلو عليها" من جهة أخرى بلغنا أن بعض اللاعبين الذين شاركوا في المباراة تكلموا عن اللياقة البدنية، حيث قالوا صراحة وأمام أسماع الكّل أن العمل الذي قاموا به أثّر كثيراً فيهم في إشارة إلى أن وتيرة العمل خاصة الأسبوع الأول كانت مبالغاً فيها وأدت – حسب هؤلاء – إلى تعب اللاعبين في نهاية اللّقاء، حيث كان أحدهم (نتحفظ عن ذكر اسمه) وكأنه بصدد تحميل حليلوزيتش نتيجة المباراة، يحدث هذا رغم أن "الخضر" بدنيا كانوا في المستوى، كما علمنا أن بعض اللاعبين الاحتياطيين كانوا غاضبين وطالبوا هم أيضا بالمشاركة، ما جعل الأمور في غرفة حفظ الملابس تتحوّل إلى فوضى. ردود الفعل هذه إيجابية وتؤكد أن "قلبهم كلاهم" وتبقى ردود الفعل هذه إيجابية للغاية، من منظور أن اللاعبين "كلاهم قلبهم" بسبب الخسارة ولم يتقبّلوها خاصة أنهم كانوا الأفضل خلال اللّقاء مقارنة بالمنتخب التونسي، وتؤكد أن رفقاء مبولحي حاولوا إيجاد سبب مباشر للهزيمة غير المستحقة بطريقة تثبت أنهم يريدون الاستمرار طويلاً في هذه الدورة وليس الخروج من الدور الأول، ويؤكد العارفون أن هذه الأمور ليست سلبية وإنما إيجابية ما دام أن اللاعبين فعلوا ذلك في غياب حليلوزيتش الذي كان في الندوة الصحفية خاصة أن المدرب الوطني أثبت أنه متحكم في مجموعته بشكل جيد. ------ حليلوزيتش كان سُيقحم بوعزة وليس لموشية قبل أن يتراجع علمنا من مصدر موثوق أن المدرب الوطني وحيد حليليوزيتش كان سيٌقحم في مباراة أول أمس وفي آخر 5 دقائق بوعزة مكان قديورة الذي عانى من تشنجات عضلية، ولكن هذا الأخير تراجع في آخر لحظة وطلب من سيريل موان أن يستدعي لموشية الذي شارك بالتالي في آخر دقائق المواجهة. اللاعبون تعاطفوا مع فغولي في "كوا مارتان" وساندوه كثيراً كان نجم المنتخب الوطني سفيان فغولي في حالة يٌرثى لها بعد نهاية اللّقاء وحتى في فندق "كوا مارتيتان" مقر إقامة "الخضر" بعد الهزيمة، حيث انزوى وحيداً وكان من الواضح أنه من بين أكثر اللاعبين تأثراً بالخسارة، ما جعل رفقاءه يساندونه ويتعاطفون معه طالبين منه أن ينسى هذه المباراة. اللاعب بكى من جديد في الفندق أمام زملائه وقد علمنا أن فغولي الذي بكى على أرضية الميدان، تأثر جداً من الخسارة وذرف الدموع وهذا عندما كان بعض زملائه يحاولون رفع معنوياته وتهدئة روعه قبل أن تغلبه الدموع في موقف مؤثر جداً بالنسبة إلى من حضره. ----------- ليلة سوداء في فندق "كوا ماريتان"، حليلوزيتش تأثر كثيرا، رفض تناول العشاء، واللاعبون تحسروا بعد إعادة مشاهدة اللقاء مثلما كانت اللّيلة التي قضاها الجزائريون في أرض الوطن سوداء عقب الخسارة غير المستحقة التي مني بها المنتخب الوطني أمام نظيره التونسي سهرة أول أمس الثلاثاء، كانت اللّيلة نفسها في فندق "كوا ماريتان" سوداء وحالكة أيضا على المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش ولاعبيه الذين لم يهضموا الطريقة خسروا بها أمام منتخب أجمع الكل على أنه كان في المتناول... حيث عرف فندق "كوا ماريتان" أجواء جنائزية عند عودة الجميع إلى الفندق عقب نهاية اللقاء، وإن كان الجميع متأثّرا بالخسارة التي مني بها "الخضر"، إلاّ أنّ المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش كان أكبر المتأثرين بالخسارة التي تكبّدها أشباله، حيث بلغنا من مصادر موثوقة أن الرجل لم يحدث أحدا فور وصوله وانزوى في غرفته مفضلا العزلة عن الجميع سواء مساعديه أو أشباله اللاعبين. اكتفى بالتحدث معهم في غرف حفظ الملابس وغادر متأثرا وتفيد مصادرنا أن المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش لم يحدث لاعبيه منذ أن حدثهم في غرف حفظ الملابس، ففي ظلّ الفوضى التي حدثت في غرف الملابس عقب نهاية المباراة، عندما راح اللاعبون يلومون بعضهم البعض على الخسارة وكل واحد منهم يحمّل الآخر مسؤولية الخسارة، تناول كلمة حمّل فيها لاعبيه ونفسه الخسارة، قبل أن يضعهم أمام الأمر الواقع، مطالبا إياهم بالانتفاض في المبارتين المتبقيتين أمام طوغو وكوت ديفوار، قبل أن يغادر الملعب متأثرا دون أن يحدث أحدا فيما بعد. رفض النزول إلى المطعم لتناول العشاء وحسب مصادرنا دائما، فإن حليلوزيتش ومن درجة تأثره بالخسارة التي مني بها المنتخب أمام زملاء مسجل هدف الفوز المساكني، انزوى في غرفته بفندق "كوا ماريتان" ورفض النزول إلى المطعم من أجل تناول وجبة العشاء مع لاعبيه كما تعوّد. فرغم المساعي الحثيثة من طرف المسؤولين ومساعديه لإقناعه بالنزول كي يتناول وجبة العشاء معه، إلا أنه رفض ذلك، وبقي في غرفته معزولا عن الجميع، وهو ما يحدث لأول مرة منذ توليه العارضة الفنية للمنتخب الوطني خلال صائفة 2012. الدموع كانت في عينيه ورفض الحديث مع أحد وإن لم يذرف دموعا أمام الجميع، إلا أن من شاهدوا حليلوزيتش منذ نهاية مباراة تونس أكّدوا لنا أن عينيه بقيتا مغرورقتين بالدموع، في صورة تؤكّد مدى حسرته للخسارة التي مني بها "الخضر" والطريقة المباغتة التي جاء على إثرها هدف فوز تونس في آخر دقيقة من اللقاء، كما أن الرجل لم ينطق بأي كلمة منذ أن وطأت قدماه حافلة المنتخب لدى التأهب للعودة إلى الفندق. شعر أنه خُذل من اللاعبين وربما أنه أخطأ في خياراته وإن كانت الليلة الحالكة التي قضاها حليلوزيتش تعود للخسارة في مباراة كان يعلّق آمالا عريضة على نقاطها، إلا أنّ المدرب يكون قد شعر أيضا بأن لاعبيه خذلوه وهو الذي كان يثق ويدافع عنهم في كل مرة إزاء انتقادات الإعلاميين لمردودهم، ففضل أن يبقى بعيدا عنهم بعد الكلمة التي ألقاها عليهم في غرف الملابس، كما أنه في الجهة المقابلة يكون قد شعر أيضا بأنه أخطأ في خياراته لما تخوّف من منتخب تونس أكثر من اللزوم، وقرر مواجهته بثلاثة مسترجعين في وسط الميدان، فلام نفسه بطريقته الخاصة، واختفى عن الأنظار دون أن يحدث أحدا. روراوة استاء من الخسارة وغادر متأثرا على أن يعود في لقاء الطوغو الليلة الحالكة التي قضاها الجميع في فندق "كوا ماريتان" عقب مباراة تونس ميّزها أيضا استياء رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة الذي كان هو الآخر يعلق آمالا على منتخبه كي يستهل المنافسة بشكل جيد، بل أنه كان يعوّل على استهلال المنافسة بانتصار على منتخب تونس الذي صنف أضعف حلقة في المجموعة، غير أنه صدم للخسارة حيث فضّل أن يعود إلى جوهانسبورغ أين تنتظره مهام أخرى بصفته عضو فعال في الإتحاد الإفريقي مباشرة بعد الكلمة التي ألقاها على لاعبيه في الفندق عقب عودة الجميع من الملعب، على أن يعود إلى روستنبورغ هذا السبت بمناسبة مباراة الطوغو، ويكون روراوة من خلال هذه الكلمة قد مرر رسالة للاعبيه وللمدرب بأنه ورغم عدم رضاه عن هذه الخسارة المرّة التي يصعب تجرعها بالنسبة لأي جزائري، إلا أنه يبقى يثق فيهم إلى إشعار آخر. أجواء جنائزية في الفندق واللاعبون أعادوا مشاهدة اللقاء وعاش الفندق أجواء جنائزية وسط مجموعة المنتخب الوطني، لأن الابتسامة غابت عن اللاعبين ليلا، حيث خيّم الحزن في فندق "كوا ماريتان"، ولعل ما زاد من حسرة الجميع على الخسارة هو متابعة اللاعبين للمباراة مسجلة عبر إحدى القنوات التلفزيونية الجنوب إفريقية، حيث فضل اللاعبون إعادة مشاهدتها سويا بعدما أعيد بثّها، فوقفوا على حقيقة تأكدوا منها لدى تسجيل المساكني هدف فوز منتخب تونس، ألا وهي أنهم فوتوا على أنفسهم فرصة لا تعوّض، وأنهم قد يندمون كثيرا على نقاط هذه المباراة. كثيرون رفضوا أن يكملوا المباراة فضلوا نسيانها وتفيد مصادرنا الخاصة أن عددا من اللاعبين فضلوا عدم متابعة اللقاء حتى نهايته، لأنهم لم يصدقوا أنهم وبعد ذلك الأداء الذي قدموه، وبعد تلك السيطرة المطلقة التي فرضوها على المنافس أنهم خسروا المباراة، وظلوا يتحسرون على ضياع الفرص الكثيرة التي أتيحت لهم، ففضلوا أن يغادروا قبل مشاهدتهم هدف الفوز الذي وقعه المساكني، مقررين نسيان تلك المباراة والتفكير فيما هو قادم وأصعب أمام الطوغو هذا السبت وأمام منتخب كوت ديفوار الأسبوع المقبل. .