يسود معسكر المنتخب الوطني المتواجد في فندق "كوا ماريتان" بنواحي روستنبورغ حالة من التفاؤل والرغبة في تحقيق الفوز بمباراة اليوم وحتى التّأهل إلى الدّور الثّاني.. إذ علمنا أن معنويات رفقاء فغولي ممتازة حالياً إلى درجة أن من يشاهد الأوضاع المعنوية للتعداد لا يعتقد تماما أن المنتخب الوطني خسر مباراته الأولى وأنه على موعد مع لقاءين مصيريين، هذه الأجواء أعطت اللاعبين رغبة إضافية في تحقيق الفوز وتجاوز كبوة المباراة الأولى خاصة أن الكل اتفق على أن يضع اليد في اليد لأجل تحقيق انتصار ينعش الحظوظ. اللاعبون استعادوا الابتسامة أول أمس وحليلوزيتش يوجّه رسالة للصحفيين وكان الجميع قد لاحظ الابتسامة على شفاه اللّاعبين في الحصة التدريبية أول أمس التي فتح ربع ساعة منها أمام الصحفيين، وكانت الأجواء العامة رائعة وسط حماس وتفاؤل منقطعي النّظير، كما أن النّاخب الوطني لم يتردد خلال الوقت الذي ظلت فيه الأبواب مفتوحة في أن يضحك أحيانا ويبتسم أحيانا أخرى وكأنه أراد أن يوجّه رسالة للصحفيين بأن الأجواء الداخلية مشجعة للغاية وأنه ولاعبيه لا يفكرون إلا في تحقيق الفوز لأجل إعادة البسمة للجمهور الجزائري. معنوياتهم في السماء وكأنهم لم يخسروا أمام تونس وحتى داخل الفندق الذي يقيم فيه اللّاعبون سادت في الساعات القليلة التي تفصل عن المباراة حالة من الارتياح وسطهم إلى درجة أنّ أي غريب لا يمكنه أن يجزم بأنّ هذا المنتخب خسر مباراته الأولى وأنه على باب الخروج من الدور الأول إذا فشل في الفوز بلقاءيه المقبلين، ونقل لنا مصدر موثوق الحالة التي يوجد عليها التعداد وأكد أنّ المعنويات مرتفعة بالنّسبة للكّل وأنّ المباراة الماضية وضعت في طي النسيان لأنّ هناك تركيزاً شديدا على مواجهة الطوغو التي تعتبر أكثر أهمية بالنّسبة ل "الخضر" من أي مباراة أخرى. اللاعبون واعون وتكلّموا فيما بينهم عن الفوز وإضافة إلى حالة التفاؤل التي تسود اللّاعبين فقد علمنا أنهم تكلموا فيما بينهم ودون حضور النّاخب الوطني على ضرورة تحقيق الفوز بلقاء اليوم، إذ تعاهدوا فيما بينهم على أن يفعلوا كل شيء على أرضية الميدان، إذ يوجد إصرار شديد لدى رفقاء سليماني على هذه النقاط بالأخص لإنعاش الحظوظ من جهة وكذلك لتدارك هزيمة المباراة الأولى وحتى تكون هدية للجمهور الجزائري المحبط، وعلى هذا الأساس فإنّ العوامل التي تحفّز العناصر الوطنية على النجاح في هذه المباراة متوفرة بقوة. ما حدث في غرف الملابس بعد لقاء تونس لم يزد اللاعبين إلا صلابة وكما هو معروف فإن غرف حفظ الملابس لاعبي المنتخب الوطني في نهاية مباراة تونس عرفت توتراً للأعصاب بسبب غضب اللّاعبين من النتيجة وتبادلا للوم بسبب الهدف الذي تلقاه "الخضر" وسط أجواء من الفوضى والصراخ، لكن هذه الأجواء لم تؤثر – حسب مصادرنا – بأي شكل من الأشكال على وحدة المجموعة وتماسكها، بل بالعكس فإن ما حصل قرأه اللّاعبون على أساس أنه عدم تقبّل لما حصل وغضبهم من أنفسهم بالدرجة الأولى بعد أن أفلتت من أيديهم 3 نقاط مهمة جداً، وأشار أحد اللاعبين – طلب عدم ذكر اسمه – إلى أنّ ما حدث لم يزد اللّاعبين إلا صلابة. --------------- فوز، تعادل وخسارة في اللقاءات السّابقة "الخضر" يلتقون الطوغو بعد 15 سنة وللمرة الرّابعة في التّاريخ التقى منتخبا الجزائر والطوغو في 3 مناسبات فقط في التاريخ، حيث حقق "الخضر" أمام منافس اليوم فوزاً وتعادلا وخسارة، علما أن الخسارة هذه كانت في مباراة ودية جرت يوم 22 ديسمبر 1997 في العاصمة المصرية القاهرة خلال الدورة الودية الثلاثية التي احتضنتها مصر وكان ذلك بنتيجة (1-0)، وقتها كان يشرف على المنتخب الوطني المدرب عبد الرحمان مهداوي وتعتبر تلك آخر مواجهة بين الطّرفين، في حين اللقاءان الآخران كانا في إطار تصفيات كأس إفريقيا 1994. الجزائر تغلبت برباعية في 1993 وأقصيت بسبب "فضيحة كاروف" هذا والتقت الجزائر والطوغو ذهابا وإيابا في تصفيات كأس إفريقيا 1994، حيث تعادل "الخضر" في لقاء الذهاب في لومي (0–0) في أكتوبر من العام 1992، وهي أول مباراة بين المنتخبين، قبل أن يفوز أشبال مزيان إيغيل برباعية نظيفة في الإياب، وتأهلت الجزائر ولكنها أقصيت بعد ذلك من طرف "الكاف" بسبب ما يعرف ب "فضيحة كاروف" حليلوزيتش يواجههم للمرة الأولى وبالنسبة لوحيد حليلوزيتش الذي سيلعب اليوم مباراته السابعة والثلاثين في مشواره كناخب وطني، فإنه لم يسبق أن واجه المنتخب الطوغولي لما كان على رأس منتخب كوت ديفوار وهي المرة الأولى التي سيلتقي فيها رفقاء "أديبايور"، هذه المباراة ستكون مصيرية بما أن "الخضر" مطالبون خلالها بالفوز ولا شيء غير الفوز إن كانوا يريدون الاستمرار في هذه الدّورة.