سيكلف عضو المكتب الفدرالي يزيد منصوري بمهمة صعبة بعد انتخابه في المكتب الفيدرالي للاتحادية. إذ سيكون على عاتقه مهمة إقناع اللاعبين مزدوجي الجنسية باللعب لفائدة المنتخب الجزائري، وهي مهمة أضحت صعبة للغاية لأن المعطيات الراهنة قد لا تشجع، مستقبلا، اللاعبين المترددين في اللعب مع المنتخب الجزائري تحت إشراف الناخب الحالي "وحيد حليلوزيتش"، بعدما كثرت حالات الإبعاد والإقصاء من المنتخب الوطني لأسباب غير رياضية في غالب الأحيان، آخرها كان إبعاد رياض بودبوز مهاجم نادي "سوشو" الفرنسي الذي لم يستدع لأسباب انضباطية، وهو الذي يقدم مستوى طيبا في المواجهات الأخيرة لفريقه في الدوري الفرنسي. إبعاد سيطرح الكثير من علامات الاستفهام في الأوساط الرياضية ، حتى الفرنسية، عن أسباب تخلي "حليلوزيتش" عن خدمات إحدى المواهب الواعدة في الدوري الفرنسي. نهاية زياني لم تكن مثالية رغم ما قدّمه ل "الخضر" وقد تتأثر صورة المنتخب الجزائري من سلسلة الاقصاءات التي تميز اللاعبين الذين دافعوا عن ألوان "الخضر". مثلما حدث في الزلزال الذي شهده المنتخب العام الفارط حين قرر عدد من الدوليين منهم عنتر يحيى، بلحاج ومطمور الاعتزال دوليا بسبب العلاقة المتوترة بين الناخب الجديد "حليلوزيتش". قرار اعتزال جاء بسبب قضية زياني الذي، حتى وإن أكد أنه لا يزال تحت تصرف "الخضر"، إلا أن البوسني قرر إبعاده على كل ما قدمه زياني ل "الخضر" وتفضيله الجزائر عندما كان في سن الآمال. ليقرر زملاؤه في ملحمة أم درمان إعلان اعتزالهم قبل أن يعرفوا مصير زياني نفسه بإخراجهم من الباب الضيق. عبدون اللغز الذي يحير اليونانيين اللاعب الثاني يتألق في الدوري اليوناني ويقدم موسما كبيرا مع بطل اليونان "أولمبياكوس"، لا سيما في رابطة أبطال أوروبا. إنه جمال عبدون الذي يبقى دائما في قائمة المغضوب عليهم، رغم المستوى الفني الذي يملكه. ويبقى إبعاد عبدون يحير المتتبعين بالجزائر، وحتى في اليونان، بما أنه أفضل الممرين في الدوري اليوناني. فتهميشه يطرح العديد من التساؤلات بالنسبة للاعبين أقل مستوى منه وهم محل اهتمام ربما الإتحادية الجزائرية لكرة القدم، ولو أنه تلقى دعوة قبل نهائيات كأس إفريقيا واعتذر عن المشاركة بدعوى تلقيه إصابة. تهميش غلام عائق آخر لتحفيز الجدد تهميش اللاعبين الذين قدّموا خدمات كبيرة للمنتخب وشاركوا في صنع أفراحه، وهو الذين اختاروا الجزائر في مقتبل العمر، طال حتى لاعبين أهلوا منذ وقت قريب للعب لفائدة الجزائر، على غرار فوزي غلام مدافع "سانت ايتيان" الفرنسي، الذي قدمت له ضمانات ليكون أساسيا بجنوب إفريقيا. ذلك أن الوافد الجديد ل "الخضر" لم يلعب أي دقيقة، وفقد حتى مكانته في فريقه بعد تفضيله الغياب شهرا كاملا بسبب المنافسة القارية، وهو ما جعل لاعبين جدد تحدث معهم "حليلوزيتش" بعد كأس إفريقيا يشترطون مكانة أساسية مقابل المجيء إلى المنتخب، حتى لا يتكرر معهم وضعية مدافع "سانت ايتيان". لهذا السبب اختير منصوري لمهمته الجديدة الصرامة التي تميز "حليلوزيتش" ونقص تعامله مع اللاعبين وتأثر سمعته أمام اللاعبين مزودجي الجنسية بعد مشاكله مع بودبوز، عبدون، جبور وكل من أبعده، دفع برئيس الاتحادية إلى منح القائد السابق ل "الخضر" يزيد منصوري مهمة التواصل مع اللاعبين مزدوجي الجنسية وإقناعهم باختيار الجزائر، بالنظر إلى مصداقيته لاعبا سابقا في الدوري الفرنسي وقائدا سابقا للمنتخب الجزائري.