بينما صار الشارع الجزائري يطالب بعدم التوسل إليه كي يلعب للجزائر لم تشغل قضية رفض الوافد الجديد على المنتخب الوطني إسحاق بلفوضيل بال رئيس "الفاف" محمد روراوة والناخب وحيد حليلوزيتش فحسب، بل أن القضية تشغل بال اللاعبين الدوليين والجمهور الكروي الجزائري أيضا، فبعد أن بدى للجميع في بادئ الأمر أنّ قضية رفضه للإلتحاق بالمنتخب الوطني مجرّد تماطل من أجل الظفر بمكانته الأساسية في نادي "بارما" الإيطالي، تيقّن الجميع مع مرور الوقت أنّ الأمر يتعلق برفض شبه نهائي من اللاعب لتلبية نداء الدفاع عن ألوان الوطن الأمّ، وهو أمر تفيد مصادرنا الخاصة أنّه أقلق اللاعبين الدوليين للمنتخب الوطني وشغل بالهم، ليس لأنهم يريدون بلفوضيل وسط التعداد، بل بسبب اللامبالاة التي يتعامل بها مع اتصالات المسؤولين والناخب الوطني به في كل مرة من أجل إقناعه بحمل الألوان الوطنية، في وقت لم تفعل ذات الإتحادية ولا ذات المدرب مع اللاعبين الآخرين ذلك من بعدما يتم تأهيل اللاعبين الجدد بصفة رسمية للعب في المنتخب، في صورة تايدير وبراهيمي اللذان اقتنعا بتلبية الدعوة في لقاء البينين ما إن منحا الموافقة النهائية للعب للجزائر وما إن أهّلا بصفة رسمية من طرف "الفاف". يعتبرون قراره قلّة احترام للجزائر بلدا وشعبا وإن كان لنا حديث مع قلّة من اللاعبين الدوليين كشفوا لنا ما نحن بصدد سرده، فإن مصادرنا الخاصة المقربة جدّا من جلّ لاعبي المنتخب أثرت خبرنا هذا بأنّها لمست استياء كبير من اللاعبين جراء تصرفات بلفوضيل الذي يرفض تلبية دعوة المنتخب في الوقت الحالي، وأضافت مصادرنا الخاصة أن أشبال البوسني وحيد حليلوزيتش لم يجدوا وصفا لرفضه هذا سوى أنه قلّة احترام للجزائر بلدا وشعبا، لا سيما وأنها ليست المرة الأولى التي يُقدِم فيها على تصرفه هذا، ففي السابق فعلها لما وجهت له الدعوة تحسبا للقاء ليبيا بالدارالبيضاء، وعاود الكرّة لما استدعي كضيف شرف للقاء العودة بالجزائر، كما أنه رفض تلبية دعوة الخضر في "الكان" لما جسّ البوسني حليلوزيتش نبضه في مكالمة هاتفية جمعتهما، قبل أن يتراجع كليا عن ما اتخذه من قرار يوم التقاه حليلوزيتش عقب "الكان" في بولونيا إذ منحه يومها موافقته على المجيء في لقاء البينين قبل أن يتراجع، وهي كلها تصرفات لم تعجب أغلبية لاعبي المنتخب الذين وإن كانوا يرفضون إقحام أنفسهم في هذه القضية إلا أنّهم لم يخفوا استياءهم منه. يرون في تلبية نداء المنتخب واجب مقدس لا يقبل النقاش وفي السياق ذاته، أضافت مصادرنا الخاصة أن اللاعبين الذين أعربوا عن تذمرهم من بلفوضيل يرون في تلبية نداء ودعوة المنتخب الوطني واجب مقدس لا يقبل النقاش، وأن بلفوضيل أو أي لاعب غيره حتى لو كان منهم، لا يمكنه أن يناقش قرارات المدرب أو الإتحادية لما توجه له الدعوة، وأنه يكون حينها مجبرا على تلبيتها مهما كلفه من أمر، لأن الأمر لا يتعلق بالدفاع عن ألوان البلد، وأن من لا يمكنه تلبية هذا النداء من دون أي ظرف قاهر ( الإصابة، المرض مثلا) لا يمكنه أن يعطي ما ينتظره منه هذا المنتخب مستقبلا. اختيار التوقيت لتلبية الدعوة لا مبرّر له ولعلّ ما أقلق اللاعبين الدوليين أيضا هو تيقّنهم من أن بلفوضيل بصدد اختيار الوقت المناسب للإلتحاق بالمنتخب، وهو ما لم يجدوا له أي مبرر حسب مصادرنا، فاللاعب وحتى الآن أثبت من خلال رفضه كل الدعوات، أنه لا يرغب في لعب المباريات بالقارة السمراء، لأنه رفض مواجهة ليبيا في الدارالبيضاء، ورفض التواجد في نهائيات كأس إفريقيا بجنوب القارة، ورفض الحضور للعب مباراة البينين، مثلما هو يرفض مسبقا التواجد في البينين ورواندا خلال شهر مارس المقبل، وهو ما أعطى الإنطباع لدى بعض اللاعبين حسب ذات المصدر أن مهام "بارما" قد يقرر اللعب للجزائر يوم تتأهل إلى "مونديال 2014" والذي سيقام ببلاد "السامبا" بالبرازيل، وهو بلد أكيد أن بلفوضيل لن يتوانى للحظة واحدة في زيارته. ماذا لو يفعلها أحدهم، هل سيعفى عنه؟ قضايا بودبوز، فابر وبوعزة سابقا تجيب عن التساؤل نعم، ماذا لو أن لاعبا من لاعبي حليلوزيتش فعلها وتماطل في تلبية دعوة المنتخب الوطني، هل سيعفى عنه؟ وهل سيتم التغاضي عن تصرفه هذا؟ أكيد أن لا أحد سيشفع له خطأه هذا، والكل يتذكر كيف كانت بداية حليلوزيتش مع المنتخب الوطني في تربص "ماركوسي" بفرنسا، يوم لم يحضر بودبوز وميكائيل فابر للتربص بسبب الإصابة، إذ طلبا الإعفاء وأرسلا بتقرير طبي يثبت إصابتهما، لكن البوسني يومها تصرف معهما بصرامة، وطلب حضورهما إلى التربص لتبرير الغياب، فحضر فابر وتعذّر على بودبوز الحضور بسبب انشغاله بحصص العلاج المكثف، قبل أن يتصل طبيب نادي "سوشو" يومها بحليلوزيتش وبطبيب المنتخب لتبرير غياب لاعبه، ومع ذلك نتذكر أن البوسني لم يقتنع يومها وعاقب بودبوز بطريقته الخاصة فيما بعد، مثلما عاقب بوعزة في لقاء إفريقيا الوسطى على تأخره في الإلتحاق بالجزائر بثلاث ساعات فقط، إذ أرسل به للمدرجات رغم أن التأخر لساعات عن التربص أمر غير مؤثر، ولكم أن تقارنوا بين الحالتين :"حالة من لم يحضر وهو مصاب حقا ومن تأخر في الإلتحاق بالتربص بثلاث ساعات وحالة من يرفض الرد حتى على مكالمات حليلوزيتش والمسؤولين". حليلوزيتش أزاح من قبل كل من طلبوا الإعفاء المؤقت ومطمور ومترف خير دليل ولن نكتفي بالإستدلال بقضايا بودبوز، بوعزة وفابر وفقط، لأن البوسني من قبل أثبت في أكثر من مرة حزمه في التعامل مع قضايا تكاد تشبه قضية بلفوضيل، فالرجل وناهيك عن تأكيده في كل مرة على أنه يحبّذ أن تتوفر في اللاعب الذي يستهدف ضمه في كل مرة حب الوطن والغيرة عليه والرغبة في تمثيل ألوانه، وهي صفة لا تتوفر حتى الآن في بلفوضيل، تعامل بحزم مع لاعبين إثنين، والأمر يتعلق بمطمور ومترف، والكل يتذكر أن مطمور وقبيل مباراة غامبيا التصفوية للكان، كان قد طلب من حليلوزيتش أن يعفيه لفترة مؤقتة يسترجع فيها أنفاسه ويتسنى له الظفر بمكانة مع ناديه الألماني "فرانكفورت" فوافق حليلوزيتش على طلبه وأعفاه نهائيا من المنتخب وقالها بصوت عال:" مطمور لن يضع أقدامه في المنتخب بعد الآن"، نفس الشيء بالنسبة لحسين مترف الذي ومن درجة استيائه عقب عدم إقحامه في لقاء غامبيا ب"بانجول" طلب من كاوة أن يخبر حليلوزيتش بألا يستدعيه في الفترة المقبلة، لأنه ليس في وضعية تسمح له بتقديم ما ينتظره منه المنتخب، فوافق البوسني على طلبه أيضا وأعفاه نهائيا، فماذا عن بلفوضيل الذي صار لا يرد حتى على المكالمات الهاتفية؟ مصباح سئم وتوقف عن محاولات إقناعه للاعب ورغم أن تصرفاته لا مبرّر لها إلا أن حليلوزيتش لم يفقد الأمل في إقناع اللاعب بالإنضمام إلى المنتخب، بدليل أن الظهير الأيسر للمنتخب جمال الدين مصباح حاول مرارا وتكرارا إقناع اللاعب للجزائر لكن من دون جدوى، وفي هذا الشأن علمنا من مصادرنا الموثوقة، أن مصباح سئم وقرر التوقف عن كل محاولاته من أجل إقناع بلفوضيل، بعدما تأكد من أن اللاعب بات يتفاداه في التدريبات حتى لا يتطرق مصباح معه إلى قضية التحاقه بالمنتخب، وهو أمر وإن دل على شيء، فإنما يدل على أن "السي بلفوضيل" لا يفكر في اللعب للجزائر لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد. الشارع الكروي الجزائري شغلته قضيته ويطالب بعدم التوسل إليه ومثلما شغلت قضية هذا المهاجم المراهق والصغير السن ( 20 سنة فقط) بال اللاعبين، شغلت بال الجماهير الكروية الجزائرية التي لا زالت مستغربة من تصرفاته، لا سيما وأنها كانت تتوقع انضمامه للمنتخب، لتفاجأ في الأخير بانضمام من لم يكونا في الحسابات في بادئ الأمر، ألا وهما ابراهيمي وتايدير، ورغم أن الجمهور الجزائري يتمنى لاعبا من طينة بلفوضيل ضمن صفوف المنتخب الوطني، إلا أنه وعلى غرار اللاعبين يرى في تلبية نداء الوطن واجب مقدس، وأن من لا يلبيه لا يستحق أن يكون ضمن تعداد المنتخب مستقبلا، وحتى إن لم يصل الجمهور الجزائر إلى حد المطالبة بغلق ملف بلفوضيل نهائيا، إلا أنه بات يطالب بعدم التوسل إليه كي يلعب للجزائر، لأن بلفوضيل ومهما كان كبيرا في نظرهم وقادر على إعطاء الكثير والكثير للمنتخب مستقبلا فإنه لا يمكنه أن يكون من طينة كبار المهاجمين الذين مثلوا الجزائر منذ الإستقلال إلى يومنا هذا، وكم هي قائمتهم طويلة إلى درجة أن من ننسى ذكره سنجحف في حقّه.