الساعة الثالثة بتوقيت الجزائر، الرابعة بتوقيت جنوب إفريقيا، الملعب “لوفنوس فيرسفيلد” بالعاصمة السياسية “بريتوريا”. الموعد لقاء الجزائر أمام منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية... لقاء ليس ككل اللقاءات التي مضت، لأن الفوز بنقاطه الثلاث وتفوق إنجلترا على منافسها سلوفينيا بفارق هدفين، سيسمح لمنتخبنا بدخول التاريخ من بابه الواسع بعد أن يضمن تأهله إلى الدور ثمن النهائي لأوّل مرة في تاريخ مشاركاته الثلاث حتى الآن. ولن تكون المهمة بالسهولة التي قد يعتقدها البعض. إذ بالرغم من الوجه الطيب الذي ظهر به أشبال سعدان في لقاء إنجلترا الأخير والنتيجة الإيجابية التي حققوها، إلاّ أن المهمة هذه المرة ستكون مختلفة كثيرا وأصعب بكثير أيضا كونها ستجمعهم بمنتخب يسعى هو الآخر إلى حصد النقاط الثلاث حتّى يضمن وصوله إلى الدّور القادم. إجمعوا روح السنغال، السّودان، كوت ديفوار وإنجلترا وجابهوهم لاعبونا يدركون بدورهم صعوبة المهمة، وهم متيقنون أنّ المنافس لن يكون لقمة سائغة يسهل هضمها. وما داموا يدركون ذلك فهم ليسوا بحاجة إلى أن نذكّرهم بأنهم مطالبون بالتحلي بالروح القتالية التي عوّدونا عليها في المواعيد الكبرى والمصيرية التي حسموها لصالحهم. وهذا بدءا بموعد السنغال في الدور الأول من الإقصائيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010، ثم مواعيد زامبيا ومصر بالبليدة والسودان، كوت ديفوار في أنغولا، فإنجلترا منذ أقل من أسبوع. وهي كلها مباريات حُكم على منتخبنا قبل أن يخوضها بالفشل الذريع، لكنه أخرس الأفواه وتفوق على الجميع بما فيها إنجلترا التي نعتبر التعادل أمامها تعادلا بطعم الانتصار. وها هو الموعد هذه المرة يتجدّد مع لقاء آخر حاسم سيخوضه رفقاء زياني هذه الأمسية أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتحلي بتلك الإرادة القوية والرغبة الجامحة في الانتصار سيجعل التأهل للدور القادم من نصيبنا إن شاء الله. تكتيك سعدان، إنتشار جيّد، الفوز بالصراعات يكسبنا المعركة وتلك العوامل تتطلب أيضا أن يطبّق اللاعبون الخطة التكتيكية التي سينتهجها سعدان بحذافيرها مثلما فعلوا أمام إنجلترا، ثمّ إنّ الانتشار الجيّد فوق الميدان مهم للغاية للحدّ من خطورة المنافس وتضييق المساحات عليه، كما أنّ سدّ المنفذين الأيمن والأيسر مهم جدا، والفوز بالصراعات الثنائية أهم كذلك هو والفوز بمعركة خط الوسط التي كسبها لحسن ويبدة أمام لامبارد وجيرارد. وإن وُفق لاعبونا في التحلي بالروح القتالية وعدم إهمال الجانب التكتيكي فإنّ الانتصار لن يفلت من أيديهم. تفادي تلقي هدف مباغت قد يُخلط الأوراق وعلى أشبالنا إذا ما أرادوا بحق أن يصلوا بالجزائر إلى الدور المقبل، أن يتوخوا الحيطة والحذر من المنافس، لأن هذا الأخير سيرمي بكل ثقله من أجل الظفر بنقاط ثلاث تؤهله لضمان المرور إلى الدور ثمن النهائي، وبالتالي فالحذر من تلقي هدف مبكّر أو حتى متأخر سيكون مطلوبا وبشدّة. لأن ذلك من شأنه أن يخلط الأوراق كلية، لا سيما مع التخوف من استمرار نقص الفعالية لدى هجومنا ولذلك فعلى بوڤرة، حليش، يحيى عنتر، بلحاج وحتى قادير عندما يعود للخلف من أجل المساعدة، أن يدافعوا ببسالة عن مرمامهم، وألا يتركوا المساحات الشاغرة للمنافس ليفعل ما يحلو له حتى يحافظوا على نظافة الشباك. هدف قد يكفينا، لكن هدفين أضمن إن مهاجمينا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بالاستفاقة، لأن الخروج بصفر هدف في هذه المباراة يعني الخروج من السباق والعودة إلى أرض الوطن، وبالتالي فالوصول إلى مرمى الأمريكان سيكون من الأولويات اليوم، بأي طريقة كانت، بقذفة، برأسية، بمخالفة وبركلة جزاء. ورغم أنّ الآذان ستكون معلّقة إلى المدينة التي ستحتضن مباراة إنجلترا أمام سلوفينيا، بما أن نتيجتها تهم منتخبنا كثيرا، إلاّ أنّ لاعبينا عليهم أن يركزوا فقط في المهمة التي تنتظرهم أمام المنتخب الأمريكي، وأن يبحثوا عن الحلول التي تسمح لهم بالتفوق على الأقل بهدف وحيد لا غير، لأنّ إنجلترا لن تكون بحاجة لمن يطالبها بالفوز بنتيجة مقنعة، بما أنّ الضرورة لتفادي الخروج من المسابقة تجبرها على ذلك. فرفقاء جيرارد لن يرضوا اليوم بالفوز بهدف يتيم أو بفارق هدف وحيد فقط يجعل تأهلهم لا طعم له، لا سيما بعد خرجتيهم الفاشلتين أمام أمريكا والجزائر. وبالتالي فعلينا أن نتوقع انتصارا كاسحا يعيد لهم الثقة المهزوزة ويعيد الثقة أيضا للجماهير الإنجليزية التي تسرب الشك إلى نفوسها بعد الخرجتين الخائبتين، وكل هذا سيصب حتما في صالحنا إذا ما نحن حققنا الأهم، وسجلنا الهدف المطلوب. لكن على “الخضر” أن لا يعلّقوا آمالهم على غيرهم وأن يربطوا مصيرهم بأيديهم وذلك بأن يفوزوا بفارق هدفين سيجعلان التأهل مضمونا دون النظر إلى نتيجة مباراة انجلترا وسلوفينيا. لكن التحلّي بالروح القتالية، التسجيل والدفاع عن مرمانا بقوة حتى لا يسجل المنافس علينا هدفا مباغتا، يتطلب أيضا تفادي الغرور من لاعبينا ونسيان التعادل الثمين أمام إنجلترا. لأن المباريات تختلف كثيرا، ولأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تكون قد درست الجزائر “من فوق إلى تحت”.