في وقت كان الكثيرون يتوقعون مستقبلا زاهرا للوفاق بفضل المواهب الشابة التي يمتلكها والتي أظهرت إمكانات كبيرة في الموسم الماضي (في بعض اللقاءات مع الأكابر)، أصبح التخوف سائدا من تضييع كل هذه المواهب بعد ضياع قادري يونس الذي كان يتوقع له الكثيرون أن يكون زياية المستقبل للوفاق. إمضاء قادري في العلمة خلّف صدمة كبيرة ولم يمر إمضاء لاعب الأواسط قادري يونس مساء أول أمس في صفوف مولودية العلمة لمدة 3 سنوات، دون أن يخلف الكثير من ردود الأفعال في الشارع الرياضي السطايفي الذي تلقى خبر إمضاء اللاعب بصدمة كبيرة لأن لا أحد كان يتوقع ضياع موهبة حقيقية مثل هذه، وكان الاستياء هو السمة البارزة في كل تعاليق الأنصار. موهبة حقيقية ضاعت ويعود سبب الصدمة التي أصابت أنصار الوفاق بعد سماعهم بإمضاء قادري في العلمة، إلى أن الوفاق ضيع موهبة كروية حقيقية يتوقع لها الجميع مستقبلا زاهرا بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة لقادري في الهجوم، وليس لأن الأمر يتعلق بإمضاء اللاعب في العلمة لأن الحسرة كبيرة وكبيرة جدا بغض النظر عن اسم النادي الذي أمضى له قادري. إدارة الوفاق تتحدث عن عقد 5 سنوات، لكنه غير موجود وجاءت مغادرة قادري إلى صفوف مولودية العلمة، باعتبار أن اللاعب حرّ من أي التزام مع الوفاق. فرغم أن الإدارة السطايفية كانت قد أكدت في أكثر من مرة أن اللاعبين الشبان من أمثال قادري، كوربية، العمري وزواوي مرتبطون بعقود طويلة تمتد إلى 5 سنوات كاملة مع الوفاق، إلا أن إمضاء قادري في العلمة كشف أنه لا يوجد أي عقد يربط اللاعب بالوفاق. العيب في الوفاق الذي يُفضّل لاعبين آخرين بالأموال على حساب أبنائه ولئن كانت الحسرة كبيرة، فإن العيب ليس في اللاعب ولكن في الوفاق ومسؤوليه الذين سمحوا بضياع موهبة كبيرة من أمام أعينهم، من خلال انتهاجهم سياسة تشجع أمثال قادري على عدم البقاء بحيث أن خطأ إدارة الوفاق هو أنها تجلب لاعبين من خارج سطيف ومن كل أقطار الوطن وتمضي لهم إجازات وتمنحهم أموالا على غرار ما قامت به مع قديدر، في حين تترك أبناء الفريق الذين لا يجدون من حل سوى المغادرة بحثا عن وضع أفضل. حتى منحة كأس الجمهورية حُرم منها الشبان ومن الأسباب التي تجعل أيضا من إدارة الوفاق ملامة بشدة في تضييع موهبة قادري، هو أنها لم تمنح اللاعبين الشبان منحة كأس الجمهورية التي شاركوا في جلبها مع صنف الأكابر في بعض اللقاءات، وهو ما يعتبره هؤلاء الشبان ظلما وإجحافا في حقهم. قادري لا يُلام ولأن المسؤولية هي مسؤولية الإدارة السطايفية، فإن قادري لا يجب تماما أن يلام على اختياره العلمة، لأن السياسة التي ينتهجها الوفاق مع أبنائه شجعت اللاعب على البحث عن وضع أفضل وخاصة من الناحية المادية، كما أن قادري تنقل إلى العلمة بحثا عن فرص التألق مع الأكابر ولم يحظ بها بالشكل الكافي في سطيف. حتى زكري تفاجأ وإذا كان إمضاء قادري في العلمة قد خلف صدمة لدى الجميع في سطيف، فإن الحال لم يختلف عن حال الأنصار بالنسبة إلى المدرب زكري الذي تفاجأ كثيرا بإمضاء اللاعب في العلمة وضياعه من الوفاق بعدما كان يظن أنه مرتبط مع الوفاق ومضمون لعدة مواسم أخرى. زكري: “لو كنت أعلم أن لاعبي الأواسط لا يملكون عقودا لما أشركتهم“ وقد عبر المدرب زكري عن استيائه من تضييع قادري بهذه الطريقة وصرح قائلا: “لو كنت أعلم أن قادري وبقية لاعبي الأواسط غير مرتبطين بعقود مع الوفاق لما قمت أصلا بإشراكهم في بعض اللقاءات خلال الموسم الماضي لأنني أرفض أن أجهز لاعبين شبانا وتقوم فرق أخرى بالإستفادة منهم”. حتى العمري في طريقه إلى اللحاق ب قادري ويبدو أنه لن يكون قادري يونس الموهبة الوحيدة التي تضيع من الوفاق، لأن زميله السابق في أواسط وفاق سطيف أيضا العمري سيد علي يتجه للضياع من الوفاق بعد أن طلبت إدارة مولودية العلمة خدماته، حيث يتجه إلى اللحاق بزميله في “البابية” خاصة وأن اللاعب كان الوحيد الذي لم تستطع الإدارة الاتصال به من أجل توقيع عقد له. هكذا سيُضيّع الوفاق عمل 5 سنوات وإذا حدث وضاع العمري هو الآخر، فإن الوفاق بهذا الشكل سيضيع ثمار التكوين الشاق الذي قام به مع العديد من الشبان في مركز التكوين الخاص به على امتداد 5 سنوات كاملة، وسيصبح التكوين من دون معنى مادام الوفاق لا يستفيد من خدمات اللاعبين الذين يكونهم ويكتفي فقط بتجهيزهم لفرق أخرى لتستفيد منهم. حذار من ضياع مواهب أخرى! ويعتبر ضياع قادري بمثابة إنذار أو ناقوس خطر يجب أن يوقظ إدارة الوفاق من غفوتها على المواهب الشابة، بحيث يجب تدارك الأمر وعدم تكرار خطأ قادري لتفادي هجرة مواهب أخرى شابة وهذا من خلال إمضاء عقود للاعبين الشبان وكذا تقديم حوافز مادية لهم وتوفير كافة الإمكانات وإحاطتهم بالرعاية اللازمة وذلك من أجل الحفاظ عليهم. مركز التكوين بدأ في استدعاء الشبان ويبدو أن إدارة الوفاق أحست فعلا بخطر ضياع المواهب الشابة، وهو ما جعله تشرع منذ يوم أمس في الاتصال بلاعبي الفئات الشابة من أجل التوقيع لهم وتكوين عقود تربطهم بالوفاق، ولو أن هذه الخطو جاءت متأخرة كثيرا لأن المتعارف عليه هو أن أي لاعب يرقى إلى صنف الأكابر وهو ما زال في صنف الأواسط يجب أن يمضي على عقد رسمي قبل أن يلعب أول لقاء له مع الأكابر وهو ما لم تقم به إدارة الوفاق مع لاعبيها من صنف الأواسط. ... ويريد فرحات من أكاديمية “الخضر” وفي خطوة للاستدراك، ربط مركز تكوين الوفاق اتصالات أولية بلاعب ينشط في أكاديمية المنتخب الوطني للتكوين، ويدعى فرحات وهذا من أجل ضمه إلى شبان الوفاق والاستفادة من خدماته في ما بعد.وفي خطوة أخرى للالتفات أكثر إلى شريحة الشبان، قامت إدارة الوفاق أمس بتوجيه الدعوة للاعبي الأواسط من أجل حضور حفل “سامسونغ” بدل الأكابر، حيث حضر 14 لاعبا من الأواسط وهذا من أجل تحفيزهم وتدارك ما فات تجاه هذه الفئة.