عرضت “الفيفا” ترتيب المنتخبات ال 32 التي شاركت في كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في جنوب إفريقيا. وقد صنفت الاتحادية الدولية لكرة القدم المنتخب الجزائري في المرتبة ال 28 عالميا والخامسة إفريقيا، وهذا بعد غانا، كوت ديفوار، جنوب إفريقيا، نيجيريا، وفي الأخير تأتي بعدها كل من فرنسا، الكامرون، الهندوراس وأخيرا كوريا الشمالية، حيث تم وصف هذا الترتيب بالإيجابي. لكن ما يجب أن نشير إليه هو أن هذا الترتيب يجعل المنتخب الجزائري يصنف قبل أربعة منتخبات فقط، ما يعني أن حصيلة “الخضر” لم تكن جيدة كما قاله البعض. هل يعقل أن نفرح لتصنيف ال 28 من أصل 32 منتخبا؟ ويأتي تصنيف المنتخب الجزائري في المرتبة ال 28 من أصل 32 منتخبا شارك في هذه النهائيات بعدما انهزم أمام منتخب سلوفينيا الذي يعتبر الأضعف في أوروبا ولم يتأهل حتى إلى كأس أوروبا، ليتعادل في ثاني لقاءاته أمام المنتخب الإنجليزي الذي خرج من الدورة بعدما تلقت شباكه رباعية من المنتخب الألماني، وفي الأخير هزيمة ثانية أمام المنتخب الأمريكي الذي لم يظهر مستويات كبيرة. وهو ما جعل المنتخب الجزائري يسبق أربعة منتخبات فقط، ما يعني أن مشاركة المنتخب الجزائري جاءت سلبية على طول الخط بعد أن حصدنا نقطة واحدة دون أن نسجل أي هدف. وهي الحصيلة التي فرح لها البعض وقال إنها مشاركة إيجابية، حيث راحوا يهللون لهذا الترتيب والذي جاء حسبهم بسبب قوة المنتخب الجزائري، ونسوا أن قوة “الخضر” ظهرت في الشق الدفاعي فقط، وغاب الفريق هجوميا، حيث فشل المنتخب الوطني في زيارة شباك المنافسين ليس فقط في المباريات الثلاث لكأس العالم، لكن حتى قبل أن نذهب إلى جنوب إفريقيا. إذ صام الهجوم منذ لقاء مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا الأخيرة، وهذا ما ساهم في النتائج التي صنفتنا في المرتبة ال28 من بين 32 منتخبا مشاركا، فلماذا نفرح إذن؟ في 2010 تتم مقارنة ترتيب الجزائر بترتيب المنتخب الفرنسي ل 98...! ولعل ما يثير الانتباه أن أطرافا وصفت هذا الترتيب بالإيجابي بعد أن قارنت ترتيب المنتخب الجزائري بترتيب المنتخب الفرنسي الذي وصفوه ببطل العالم لسنة 1998 وهذا الذي لا يعقل تماما، فالمنتخب الفرنسي الذي شارك في مونديال جنوب إفريقيا تغير بنسبة 100 بالمائة، زيادة على هذا فالمنتخب الفرنسي بقيادة “ريموند دومنيك” عرف العديد من المشاكل الداخلية التي أدت إلى انفجار الأوضاع داخله والتي تطلبت تدخل الرئيس الفرنسي شخصيا. ولهذا فالمقارنة بين المنتخبين لا تصلح أصلا في هذه الحالة، إضافة إلى أن نفس الأطراف تحدثت عن ترتيب الجزائر في مونديال 1986 وقالت إن الترتيب الحالي أفضل من ترتيب 1986، لكن المقارنة في هذه الحالة لا تصلح أيضا لأن مبدأ المنافسة بين الدورتين تغير بشكل جذري والترتيب ال 23 في مونديال ميكسيكو جاء من بين 24 منتخبا شارك في تلك الدورة. ولهذا لا يمكن القول إن مشاركة المنتخب الجزائري في 2010 كانت أحسن. لن نتقدم مادمنا نفكر بعقلية الثمانينيات ثلاث مشاركات للمنتخب الجزائري في كأس العالم منذ سنة 1982 وما زلنا نقول إن الإقصاء في الدور الأول هو نتيجة إيجابية، وهي نفس الكلمات التي كنا نسمعها منذ مشاركتنا الأولى في مونديال إسبانيا 1982، فأين نحن من المنتخب الإسباني الذي خرج من الدور الثاني في المونديال الذي نظمه على أراضيه والذي جعل الكل ينتفض في وجه القائمين على الكرة الاسبانية، حيث طالبوا بالتغيير. وهو الذي حدث فعلا، فالبطولة الإسبانية الآن تصنف كأحسن بطولة في العالم والمنتخب الإسباني تحصل أول أمس فقط على اللقب العالمي وأصبح أقوى منتخب في العالم. هذا كله لأن الإسبان استفادوا من مشاركاتهم السابقة عكسنا نحن الذين لازلنا نفرح بالترتيب ال 28 من أصل 32 منتخبا شارك في المونديال، وليس بهذه العقليات سننجح بتحقيق التاج الإفريقي لسنة 2012 ونتأهل إلى مونديال 2014 بالبرازيل.