أكد ياسين براهيمي الكلام الكثير الذي يُقال حول إمكاناته عندما قاد ناديه رين إلى فوز كبير وعريض على حساب مُضيفه نانسي مساء أول أمس السبت في إطار الجولة الثانية للبطولة الفرنسية، حيث تألق الشاب الفرانكو - جزائري خلال هذه المواجهة وتمكن من تسجيل أول أهدافه خلال الموسم الجديد. وكانت المرحلة الأولى من المباراة قد انتهت بالتعادل السلبي مع بعض المحاولات القليلة من طرف براهيمي، وفي المرحلة الثانية، افتتح الكولومبي “مونتانو” باب التسجيل لصالح رين بعد مرور 5 دقائق فقط، وأضاف براهيمي الهدف الثاني في (د59)، قبل أن يختتم الغيني “إسماعيل بانغورا” مهرجان الأهداف في (د87). لعب أساسيا مُجددا وسجل على طريقة الكبار يبدو أنّ الشاب الفرانكو - جزائري نال ثقة “فيديريك أنتونيلي” المدرب الذي أشرف على عنتر يحيى في نيس سابقا، إذ شارك أساسيا للمباراة الثانية على التوالي، ولم يُخيب براهيمي هذه الثقة وتمكن من تسجيل أول أهدافه في “الليغ1”، كما أنّ الهدف جاء على طريقة الكبار، عند منحه الكولومبي “مونتانو” كرة في العمق، فقام باستغلالها بشكل جيد، ووضعها بطريقة محكمة في زاوية صعبة للغاية بالنسبة للحارس “براسيليانو”. هذا وكان براهيمي قد ترك مكانه للغيني “بانغورا” في (د68). كان الأفضل في الجولة الأولى وأكد مستواه مرة أخرى هذا ولم يُفاجئ مستوى براهيمي أمام نانسي الكثيرين بحكم تألقه اللافت منذ فترة التحضيرات قبل انطلاق الموسم، وكان أداؤه في مباراة أول أمس امتدادا للجولة الأولى، عندما اختير صاحب العشرين عاما أفضل لاعب في لقاء رين وليل الذي انتهى بالتعادل وذلك حسب العديد من الصحف المختصة في فرنسا. وبهذا أكد مرة أخرى براهيمي بأنه بصدد أداء موسم كبير، خصوصا بعدما أضحى يتمتع بثقة الجميع في رين عكس المواسم الفارطة. يتحسن تدريجيا وقد يُلفت أنظار “لوران بلان” بالنظر إلى مشوار اللاعب، فإنّ مهاجم رين يسير خطوة بخطوة نحو النجومية، خاصة بعدما كسب مكانة أساسية مع فريقه في البطولة الفرنسية. وكان براهيمي قد لعب الموسم الفارط في الدرجة الثانية مع نادي كلارمون فوت إثر إعارته لمدة موسم واحد من طرف رين، وبعد أن أدى موسما رائعا بكافة المقاييس، عاد الشاب الفرانكو - جزائري إلى فريق منطقة “البروتون” من الباب الواسع، ليتمكن من إقناع مدربه “فيديريك أنتونيتي” بإمكاناته خلال فترة التحضيرات، وأضحى يتمتع بالثقة الكاملة وحجز مكانته الأساسية في رين. الأمر الذي قد يلفت أنظار “لوران بلان” مدرب المنتخب الفرنسي الذي يترصد كل صغيرة وكبيرة تخص البطولة الفرنسية واللاعبين الذين بإمكانهم تدعيم صفوف “الديكة” مستقبلا. لا يُفكر في مستقبله الدولي حاليا لكن استدعاء من “الديكة” كفيل بتغيير كل شيء كشف براهيمي خلال جميع تصريحاته في الفترة السابقة عن أنه يُركز على كيفية حجز مكانة أساسية مع فريقه والتألق والبروز معه في البطولة الفرنسية هذا الموسم، ولا يُريد التفكير حاليا حول مشواره الدولي كونه من مزدوجي الجنسية وبإمكانه اللعب للمنتخب الجزائري أو الفرنسي. وقال نجم رين الذي يلعب حاليا مع آمال فرنسا إنّ الوقت ما زال أمامه لحسم خياره، لكن قد يكون استدعاؤه من طرف المنتخب الفرنسي الأول كفيلا بتغيير رأيه وحسم خياره باختيار فرنسا، خصوصا أنّ اللعب لمنتخب “الديكة” يُغري أي لاعب مهما كان اسمه. يُعتبر “جوهرة“ واستدعاؤه ل”الخضر” سيمنح الإضافة للهجوم الأمر المهم بالنسبة للجزائريين حاليا هو اكتشافهم للاعب يُعتبر “جوهرة حقيقية”، عند مشاهدة ما يفعله مع رين في بداية هذا الموسم وحتى ما فعله الموسم الماضي مع كلارمون فوت. وسيكون التحاق براهيمي بالمنتخب (إن تمكنت الاتحادية الجزائرية من إقناعه باللعب لصالح الجزائر) بمثابة الخبر السار للكرة الجزائرية، خاصة أنّ قدوم الشاب صاحب العشرين عاما سيمنح خط هجوم المنتخب الوطني دفعة إضافية في ظل العقدة التي تُلازمنا منذ مدة. فرغم أنّ براهيمي يلعب على الأروقة وليس كمهاجم صريح، إلاّ أنّ مهاراته الفنية وسرعته واختراقاته كفيلة بصناعة الفارق. هل يفعلها “بلان” ويخطفه نهائيا من الجزائر؟ وفي الأخير، فمن دون أدنى شك، لن يمر أي تحرك بالنسبة للجزائر حول براهيمي مرور الكرام على الفرنسيين، خاصة بعدما نجح روراوة في خطف رياض بودبوز سابقا، وهو الأمر الذي أثار غضب الفرنسيين كثيرا. ما اتضح جليا من خلال تصريحات المدرب “بلان” الذي عبر عن غضبه بسبب محاولة الجزائر إغواء بعض اللاعبين باستعمال المونديال -حسبه-، في إشارة إلى بودبوز (رغم أنه لبى نداء القلب) وبراهيمي. ما يجعلنا نتخوف من هجوم معاكس للمدرب الفرنسي بالقيام باستدعاء براهيمي للمنتخب الأول، وهذا شيء غير غريب على الفرنسيين .