المفاجأة المدوية التي أحدثها منتخب إفريقيا الوسطى أو “الوحوش الضارية” - كما يلقبون في كنايات كرة القدم - بعد عودته بنقطة من ملعب الأمير عبد الله بالرباط على حساب المنتخب المغربي، وبتحقيقهم فوزا معنويا وبالأداء أيضا أمام نجوم ناشطة في أقوى البطولات العالمية جعلت من سقف طموحات كتيبة المدرب جول أكورسي أعلى من مجرد المشاركة المشرفة في التصفيات الإفريقية لكأس الأمم أو عرقلة الكبار، فالحلم الآن بات الفوز على المنتخب الوطني يوم 8 أكتوبر القادم ومن ثم المنافسة بقوة على تأشيرة “كان 2012”. تحقيق حلم إفريقيا الوسطى التي لم تتأهل ولو مرة واحدة في تاريخها إلى كأس الأمم الإفريقية أصبح مطلبا شعبيا في البلد الواقع وسط القارة السمراء بمحاذاة الكاميرون، وهو الإجراء الذي دفع بالسلطات هناك إلى وضع مخطط يبدوا طموحا جدا بحر الشهر الجاري استعدادا لمباراتهم أمام المنتخب الوطني، وقد كانت أولى إجراءات هذا المخطط توقيف مباريات البطولة المحلية في إفريقيا الوسطى إلى ما بعد ال8 من أكتوبر القادم، مع العلم أن 6 من “الوحوش الضارية” ينشطون في البطولة المحلية مع ناد واحد هو “سكاف”. المحليون ومحترفو البطولة الإفريقية سيتربصون في تونس ثاني إجراءات المسؤولين في إفريقيا الوسطى لتوفير أقصى الإمكانات تحت تصرف المدرب أكورسي هو برمجة تربص مغلق بتونس الأسبوع المقبل مثلما صرّح به مدرب شبيبة بجاية السابق لمبعوث صحيفة “الهدّاف” إلى المغرب، والهدف من هذا التربص هو إبقاء اللاعبين في حالة بدنية جيدة كونهم متوقفون عن المنافسة منذ فترة، وإضافة إلى المحليين، ومن المرتقب أن يشارك في تبرص تونس محترفو “الوحوش” في القارة السمراء والبالغ عددهم 9 لاعبين، أغلبهم في الغابون، يذكر أن التربص ب15 لاعبا محليا ومحترفا في إفريقيا باتت عادة أكورسي الذي فعلها قبل 10 أيام في المغرب قبل وصول محترفي أوروبا. وبعض محترفي أوروبا سيشاركون في دورة ودية إلى جانب التربص وتوقيف البطولة المحلية، تنتظر المنتخب الإفريقي الأوسط مجموعة من المباريات الودية بطابع إقليمي كونه سيشارك في بطولة دول وسط إفريقيا التي ستعقد بعد أيام في الكونغو الديمقراطية، ومن المتوقع أن تشهد تلك البطولة تواجد منتخبات إريتريا، الكونغو ورواندا، كما يرتقب أن يحظرها بعض محترفي “الوحوش الضارية” بأوروبا، خاصة الحارس لمتألق “غيوفري ليمبيت” ثالث حراس نادي سيدان الفرنسي. السلطات قدمت ل “أكورسي” كل التسهيلات، والرئيس “بوزيزي” يريد الفوز باتت كرة القدم الشغل الشاغل للمسؤولين في إفريقيا الوسطى حسب ما نقلته مواقع إخبارية إفريقية، والسبب راجع بالدرجة الأولى لأمثلة البلدان الجارة ك الكاميرون التي وجدت بوابة للرزق من خلال الرياضة الأشهر في العالم، لأجل هذا بادرت الطبقة السياسية في إفريقيا الوسطى إلى التعاقد مع مدرب خبير ومتحدٍ كالفرنسي أكورسي، كما وفرت كل الإمكانات له وهي مستعدة لتوفير الأكثر بعد ما حدث في المغرب، وقد قيل أن الرئيس فرونسوا بوزيزي مهتم كثيرا بشأن كرة القدم في بلاده وطالب بالفوز على الجزائر، الطلب الذي وجد صدى لدى أكورسي الذي وعد به من جانبه.