خرج الحارس الدولي السابق هشام مزاير عن صمته بعد العقوبة التي صدرت في حقه من قبل الإتحادية الجزائرية لكرة القدم في الأشهر الماضية والتي حرمته من اللعب لمدة موسمين كاملين بعد تصريحاته، وقد أبى الحارس مزاير إلا أن يكفّر عن ذنبه ويكشف بعض الأمور ل “الهدّاف” في هذا الحوار الحصري الذي تحدث فيه عن التحاقه بفريق شباب عين الترك الذي سيتقمص ألوانه الموسم المقبل على أمل أن يرفع روراوة العقوبة المسلطة عليه، كما تحدث مزاير في هذا الحوار عن المنتخب الوطني واستقالة المدرب رابح سعدان من العارضة الفنية و أمور أخرى. كيف حالك هشام بعد هذا الغياب الطويل عن الساحة الكروية؟ الحمد لله، فأنا في صحة جيدة وأنا مستقر حاليا بمسقط رأسي بتلمسان، ومنذ أكثر من ستة أشهر لم أغادر هذا المكان إلى غاية هذه الأيام، حيث كان لدي موعد مع رئيس شباب عين الترك بابا. سمعنا أنك أمضيت لصالح هذا الفريق، فهل تؤكد هذا الخبر؟ بالفعل، فقد تمكن رئيس هذا النادي بابا من إقناعي باللعب لصالح شباب عين الترك الموسم المقبل، وقد قررت أن أوظف خبرتي وتجربتي في هذا النادي الذي يلعب في القسم الثاني الهاوي، حيث كان حديث بابا في محله ولم أتردد أبدا في قبول هذا الاقتراح، وبالمناسبة أشكره على الثقة التي وضعها في شخصي، ولن أنسى ما حييت هذه الالتفاتة، وسأرد له هذا الجميل فوق أرضية الميدان، لأنه الوحيد الذي تحدث إلي واتصل بي بعد هذا الغياب، إضافة إلى المناجير عبد النور. لكنك لم تتدرب مع الفريق لحد الآن؟ لقد اتفقت مع مسيري هذا النادي على أن أتدرب بمفردي في الأيام الماضية، إلا أني سألتحق بالتدريبات في الأيام المقبلة حتى أظهر حسن نيتي وأساهم في تطوير مستوى الشبان الذين يشكلون التشكيلة الحالية للفريق، والتي سمعت عنها أنها مشكلة من عدة عناصر سبق لها اللعب لمولودية وهران إضافة إلى المدرب عمر بلعطوي، وهو ما حفزني للالتحاق بالفريق. وماذا عن العقوبة المسلطة عليك من قبل الإتحادية الجزائرية،ألست متخوفا منها؟ أملي كبير في رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم الحاج محمد روراوة من أجل تقليص مدة هذه العقوبة التي سلطت علي والتي بقي منها سنة ونصف، وأتمنى أن أتمكن من اللعب هذا الموسم مع هذا الفريق لأن مسيرتي توشك على النهاية وعلى روراوة أن يتفهم وضعيتي الحالية. نفهم من كلامك أنك نادم على الكلام الذي قلته في وقت سابق؟ بالفعل فقد ندمت كثيرا على الكلام الذي قلته في وقت سابق في حق بعض الأشخاص، ولم أكن أقصد الإساءة إلى أي أحد، لكن حدث ما حدث ودفعت الثمن غاليا، وأريد أن أستغل هذه الفرصة لأوضح بعض الأمور التي جعلتني أتفوه بكلام كان علي أن لا أقوله. تفضل: الكل يعلم أني كنت أمر بفترات صعبة في الموسم الماضي بفعل ما حدث لي مع مولودية وهران وبالضبط مع رئيس الفريق السابق قاسم ليمام، فبعد موسم من التضحيات التي تمكنا على إثرها من تحقيق الصعود، جددت عقدي مع الفريق، لكني تفاجأت لعدم وفاء الإدارة السابقة بوعودها، ولم أتحصل على مستحقاتي المالية، ماجعلني أغضب كثيرا وأدلي بتلك التصريحات لجريدتكم، وأعتقد أن ليمام هو من دفعني لذلك، إضافة إلى وفاة صهري في تلك المدة، وهي كلها أمور جعلتني أفقد أعصابي، لذا أطلب من روراوة أن يتفهمني ويخفف العقوبة التي أصدرها في حقي، حيث أؤكد مرة أخرى أني أخطأت وأطلب السماح عبر جريدتكم الموقرة، خاصة أننا في شهر المغفرة والرحمة، ونحن على مقربة من عيد الفطر المبارك. هل تنتظر أن يعفو عنك رئيس “الفاف”، ويسمح لك بالعودة للميادين؟ كما قلت لك، فثقتي كبيرة في شخصه، وأنا أعرفه جيدا، فهو إنسان متفهم، ويعرف أن لقمة عيشي هي كرة القدم التي أتحصل منها على قوت عيالي في الوقت الحالي، لذا عليه أن لا يحرمني منها، فأنا مسؤول عن عائلة بأكملها، وآخذ على عاتقي مصاريف المنزل، أنا رب عائلة ولدي واجبات تجاه والدتي وعائلتي الصغيرة، وعلى مسؤولي كرة القدم أن لا ينكروا ما قدمته لكرة القدم الجزائرية التي ضحيت من أجلها كثيرا، ويجب أن لا أجازى هكذا ويجب أن لا أخرج من الباب الضيق خاصة أني في نهاية مشواري الكروي، وأريد حمل ألوان فريق حديث النشأة وأسعى للمساهمة في تكوين الجيل الصاعد. وإذا رفضت “الفاف” تقليص العقوبة، فهل ستقوم بإجراءات أخرى؟ لن أقوم بأية إجراءات، ولو كنت أريد أن أقوم بإجراءات أخرى لقمت بها في الأيام الماضية، ولعلمكم فقد طلبت مني عدة أطراف التوجه نحو المحكمة الرياضية الدولية لاستعادة حقوقي، لكني رفضت ذلك وفضلت أن تحل هذه المشكلة هنا بيننا وأن لا نلطخ سمعة بلادنا في الخارج، حيث رفضت جملة وتفصيلا هذا الاقتراح الذي طرحته عليّ أطراف معروفة. سمعنا أن “الفاف” قررت رفع العقوبات على اللاعبين والمدربين، هل وصلك هذا الخبر؟ سمعت ذلك عبر وسائل الإعلام، لكن أعتقد أنه لحد الآن لا يوجد أي شيء رسمي، حيث أريد أن أتأكد من هذا الخبر، وعلى كل حال وكما قلت لك فإن ثقتي كبيرة في المسؤولين على “الفاف” بقيادة روراوة لإلغاء مثل هذه العقوبات، خاصة أننا مقبلون على تحد جديد وهو دخول عالم الاحتراف الذي يتطلب بداية جديدة. وماذا عن فريقك السابق مولودية وهران، ألم يتحرك المسؤولون من أجل تخيف العقوبة المسلطة عليك؟ في الحقيقة مسؤولو مولودية وهران “سمحو فيّ” إن صح التعبير فالإدارة السابقة التي لم تتحرك ولم تتقدم بأي طعن، وحتى الإدارة الحالية لم تتحدث إلي حتى عبر الهاتف وتسأل عن أحوالي رغم أن المسيرين الحاليين يعرفونني جيدا، لكنهم لم يتدخلوا في القضية، وعدا المناجير عبد النور الذي كان على اتصال دائم بي وأنا أشكره على هذه الالتفاتة فهو مناجيري الحالي ويتكفل بقضيتي، فلا يوجد أي شخص اتصل بي من “الحمراوة”. تبدو متأثرا من هذا الجانب، أليس كذلك؟ وكيف لا، فمولودية وهران ضحيت من أجلها كثيرا في المواسم الماضية، ومن أجلها رفضت عدة عروض ولعبت لأول مرة في القسم الوطني الثاني، حيث ساهمت في عودتها للقسم الأول رغم الوضعية الكارثية التي مررنا بها في ذلك الموسم، ومع ذلك لم أجد إلى جانبي أي شخص، وأنا لا ألوم الأنصار لأني تجمعني بهم علاقة جيدة، بل بالمسؤولين الذين كان عليهم على الأقل أن يظهروا حسن نيتهم، وكنت قادرا على مساعدة الفريق من جديد هذا الموسم لأن ثقتي كبيرة في روراوة ومشرارة لتخفيض العقوبة. وهل كنت لتقبل العودة ل “الحمراوة” في الموسم الحالي؟ ولم لا، فقد قضيت مواسم استثنائية في مولودية وهران، ولن أنسى ما حييت ما قضيته مع “الحمراوة” من أيام حلوة ستبقى في ذاكرتي، فالإدارة الحالية ليس لدي معها أي مشكل، فلو كانت قد طلبت خدماتي في الأيام الماضية، لكنت قد لبيت الدعوة وعدت لتقمص ألوان مولودية وهران، خاصة وعلى حسب معلوماتي فإن الرئيس الحالي كان بإمكانه حل مشكلتي، لكن لا أعرف ما سبب تجاهلهم لي في هذا الظرف الحساس الذي كنت فيه بحاجة إليهم، كما كان الفريق بحاجة لي في وقت سابق ووجدني عند الضرورة. نعرج الآن على موضوع آخر متعلق بالمنتخب الوطني، ما رأيك في الحارس الجديد ل “الخضر” رايس وهاب مبولحي؟ في الحقيقة لقد أبان هذا الحارس عن إمكانات كبيرة من خلال المبارتين اللتين شارك فيها في نهائيات كأس العالم، وقد شد إنتباهي لأنه كان يمتاز بمواصفات الحارس الكبير في طريقة صده للكرات الخطيرة التي وصلت مرماه، وقد كان حصنا منيعا وساهم بقسط كبير في الحفاظ على نظافة شباك المنتخب في مباراة إنجلترا، وأعتقد أن هذا الحارس هو مكسب كبير للمنتخب الوطني الجزائري، لكن بشرط أن يضع رجليه على الأرض خاصة بعد الهدف الذي تلقاه في المباراة الأخيرة أمام نتزانيا والذي يتحمل جزءا منه، رغم أن جدار الصد لم يكن في مكانه ويتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية. وماذا عن إبعاد الحارس شاوشي من المنتخب بعد المونديال؟ فوزي شاوشي حارس بارع له إمكانات كبيرة، ولا ينكر أي أحد أنه ساهم في تأهلنا التاريخي إلى نهائيات جنوب إفريقيا بعد غياب دام 24 سنة عن هذا المحفل الكبير من خلال المباراة الفاصلة أمام المنتخب المصري بالسودان، لكن الشيء الذي يجب أن يتعلمه حارس الوفاق أنه عليه أن يحترم قرارت المدرب، فالانضباط مطلوب، وأنا أنصحه بأن ينزع من رأسه مثل هذه الأمور وأن يعمل بنصائح المسؤولين على المنتخب، كما أؤكد أنه لا يجب أن نضيع هذا الحارس، وعلى مسؤولينا أن يسترجعوه في المناسبات القادمة لأنه سيفيد المنتخب كثيرا، على أن لا يكرر أخطاء الماضي، وأنا متأكد أنه سيأخذ العبرة مما حدث له في الماضي ويصحح أخطاءه فهو حارس شاب وفي بداية مشواره الكروي مع المنتخب الوطني الجزائري. بماذا يمكنك أن تعلق على استقالة سعدان؟ لقد كانت هذه الاستقالة منتظرة، فالمدرب الوطني رابح سعدان الذي فشل في الأونة الأخيرة في قيادة “الخضر” إلى تحقيق نتائج إيجابية، وبالضبط منذ نهائيات كأس أمم إفريقيا أمام كوت ديفوار، لكن يجب أن لا ننكر ما قدمه هذا المدرب للمنتخب الوطني ومساهمته في تحقيق تأهل تاريخي لنهائيات كأس العالم. وكيف تعلق على أداء المنتخب في المباراة السابقة أمام تانزانيا؟ أعتقد أن التشكيلة الوطنية لم تظهر بمستواها المعهود، وقد ضيعت العديد من مميزاتها، وأعتقد أن ذلك راجع لعدة أسباب منها الغيابات المؤثرة في التشكيلة، على غرار مطمور، لحسن وعنتر يحيى، إضافة إلى نقص المنافسة لدى بعض اللاعبين الذين لم يلعبوا أية مواجهة تحضيرية مع أنديتهم، ليجدوا أنفسهم فوق أرضية الميدان، وعلى كل حال هذه الهزيمة ليست نهاية العالم، وعلى التشكيلة أن تسترجع قوتها، وتركز فيما هو قادم لأن الندم لا يفيد. وماذا عن التشكيلة الحالية ل “الخضر”، كيف تقيم مستواها بشكل عام؟ لدينا تشكيلة في المستوى لها مميزاتها الخاصة، لكن تنقصها بعض الأمور كالفعالية أمام المرمى وهو التي يجب أن تعالج في القريب العاجل حتى نواصل حصد النتائج الإيجابية، حيث أننا نملك تعدادا بإمكانه مواصلة تشريف كرة القدم الجزائرية شرط أن يبذلوا مجهودات إضافية، ويضحوا من أجل مصلحة المنتخب، كما أدعو الجميع بمن فيهم أنصار “الخضر” للالتفاف حول منخبهم، وأن يقدموا له الدعم اللازم في المناسبات والمواعيد القادمة. ألا تعتقد أن التشكيلة يجب أن تدعم بلاعبين جدد خاصة من العناصر المحلية، لاسيما بعد الأداء الرائع لعناصر شبيبة القبائل؟ بالفعل، فهناك عناصر محلية بإمكانها أن تدعم التشكيلة الحالية، وأعتقد أن المدرب الجديد لن ينتظر طويلا ليعلن عن أسماء جديدة من العناصر المحلية التي بإمكانها أن تدعم الفريق، خاصة بعد الأداء البطولي لعناصر شبيبة القبائل في مواجهتها أمام الأهلي المصري، وبالمناسبة أهنئ الشبيبة على أدائها الرجولي في المباراة التي جمعتها بالمنتخب المصري، وليس مجرد فريق من البطولة المصرية، بالنظر إلى العناصر التي تشكل هذا النادي. وقد شرفتنا الشبيبة بعد هذا الأداء والتأهل لنصف النهائي من المنافسة الإفريقية. بماذا تريد أن تختم هذا الحوار؟ أتمنى أن يأخذ رئيس “الفاف” طلبي هذا بعين الاعتبار وأن يعيد البهجة لنفوس عائلتي، خاصة بمناسبة عيد الفطر المبارك، فثقتي كبيرة في شخصه وفي المسؤولين على كرة القدم الجزائرية، وأريد أن أؤكد شيئا مهما وهو أن الإتحادية لم تستمع إلي عندما أصدرت العقوبة، ولو حدث ذلك لدافعت جيدا عن نفسي لأن الإدارة السابقة لم تعلمني بأي شيء، وكنت أود أن أشرح لروراوة بعض الأمور التي كان يجهلها، لكن أعتقد أن الوقت لم يمر ومن الممكن أن تعاد الأمور إلى نصابها، وشكرا لجريدتكم التي أتاحت لي الفرصة للحديث عن عدة أمور.