لن تمر النتائج المتواضعة التي يُحققها نادي “السدّ” دون حدوث عاصفة في بيت النادي القطري، حيث ثارت جماهير الفريق الأسود والأبيض ضد المدرب الروماني “أولاريو كوزمين” الذي يقود السد منذ منتصف الموسم الماضي، وطالب أنصار “عياب الذيب” -كما يلقب في قطر- إدارة فريقهم بالتخلي عن خدمات مدرب ستيوا بوخارست السابق والذي أرجع السد -حسبهم- فريقا عاديا وعجز عن تحقيق أي لقب لحد الآن، فيما قد يعرف الدولي نذير بلحاج وضعية صعبة في حال رحيل المدرب الذي كان وراء جلبه إلى “دوري النجوم ”.الخليجيون ليسوا أوروبيين ولن يصبروا على سوء النتائج يبدو أنّ نجم المنتخب الوطني لم يضع في حسبانه قبل القدوم إلى قطر بأنّ عقلية الجماهير في هذا البلد الشقيق تختلف كثيرا عن ما كان عليه الحال في أوروبا أين لعب طوال فترات مشواره الكروي، وهو القادم أصلا من البطولة الإنجليزية.. فالجماهير القطرية والخليجية عموما لا تصبر كثيرا على سوء نتائج فرقها وتُطالب كثير بالتغيير بسرعة، وهو ما يحدث حاليا في بيت نادي السد، إذ أنّ خسارتي الخور ومن ثم العربي جلبتا هيجانا كبيرا من طرف أنصار “الزعيم”. كوزمين: “قرار إقالتي يخص إدارة السدّ” وبخصوص التوقعات التي تُشير إلى إمكانية إقالة “أولاريو كوزمين”، تجنب المدرب الروماني الحديث عن هذه التوقعات، مؤكدا خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب مباراة “الزعيم” الأخيرة بأنّ قرار الإقالة لا يتعلق به ويخص إدارة النادي وهي المخولة بإعلامه بذلك، فيما أكد “كوزمين” بأنه يسعى لإعادة السد إلى السكة الصحيحة بعد الخسارتين أمام الخور والعربي في آخر جولتين، ما يكشف الوضعية الصعبة التي يمر بها مدرب ستيوا بوخارست السابق. بلحاج قد يكون الضحية الثانية بسبب عقلية الجماهير وليس مستواه! إن كان رأس المدرب “كوزمين” على كف عفريت وإمكانية إقالته ورادة في أي لحظة، فإنّ الدولي الجزائري قد يكون الضحية التالية بعد التقني الروماني، ولا يرجع ذلك إلى مستواه بالذات، والسبب يعود إلى عقلية الجماهير هناك، ففئة كبيرة من أنصار السد انتقدت قرار المدرب والإدارة بالتعاقد مع بلحاج، كون نجم بورتسموث السابق ينشط كظهير أيسر، فيما يحتاج الفريق إلى مهاجمين نظرا لتواجد لاعبين آخرين في منصب بلحاج. إمكانية إعارته إلى نادٍ أوروبي في “الميركاتو“ ورادة جدا ضغط جماهير “عياب الذيب” بدأ بالفعل، إذ طالبت فئة كبيرة إدارتها بالتفكير في فترة الانتقالات الشتوية القادمة وتعويض الظهير الأيسر الجزائري بمهاجم أو لاعب وسط من الطراز العالمي، خاصة في ظل تواجد إبراهيم ماجد القادر على اللعب في منصب بلحاج، كما أنّ الراتب الشهري المرتفع لنجم “الخضر”، قد يجعل إدارة السد تُفكر جديا في التخلص منه وإعارته إلى أحد الأندية الأوروبية في “الميركاتو” القادم. ما حدث ل”زاراتي” و”فايندونو” في الأذهان أمثلة كثيرة مرت من البطولة القطرية وعلى نادي السد خصوصا تؤكد بأنّ كلامنا ليس كلاما عابرا، فلاعبون كبار لا يقلون شأنا عن النجم الجزائري خرجوا بمثل هذه الطريقة، وأبرزهم الأرجنتيني “ماورو زاراتي” والدولي الغيني “باسكال فايندونو”، فالأول انتقل مقابل مبلغ خيالي إلى السد (20 مليون دولار آنذاك) وهو في سن ال20 فقط، إلاّ أنّ إدارة الفريق القطري قررت إعارته إلى بيرمنغهام سيتي الإنجليزي بعد 6 أشهر فقط بسبب عدم إقناعه الجماهير ومن ثم تحول نهائيا إلى لازيو روما، فيما لعب أيضا “فايندونو” أشهرا قليلة وأعير بعدها إلى الريان لنفس السبب. هل إرتكب بلحاج أكبر خطأ في مشواره؟! لام معظم الجزائريين بلحاج على خطوته الأخيرة بالانتقال إلى السد، وذلك ليس فقط بسبب ضعف مستوى البطولة القطرية، وإنما أيضا لعقلية الجماهير والمسؤولين هناك، والدليل ما يحدث له حاليا، حيث تغيرت نظرة فئة كبيرة من جماهير “الزعيم” حول الدولي الجزائري بعد أول أزمة في النتائج، فهل يصبر هؤلاء لمدة أطول كما اعتاد عليه بلحاج في الملاعب الأوروبية؟ وهذا ما يجعلنا نُفكر في إمكانية ارتكاب نجم “الخضر” لأكبر خطأ في مشواره الكروي خاصة أنّ الكثيرين نصحوه قبلا بالبقاء في أوروبا؟!.