أكدت سهيلة زميرلي أخصائية في علم النفس العيادي ومتكفلة بالأطفال المصابين بالتوحد بمركز التكفل النفسي ببن طلحة في تصريح للحوار، أن عدد المصابين بالتوحد كبير جدا في الجزائر ومراكز التكفل غير كافية، ما جعل بعض الأسر تعجز عن السيطرة على تصرفات أبنائها، وتقوم بضربهم وربطهم ومعاملتهم معاملة الحيوانات. وأضافت المتحدثة ذاتها عشية إحياء اليوم العالمي للتوحد، بأنه من الأحسن التكفل بالمرض مبكرا جدا، مضيفة أن عمر السنتين هو الأنسب للتكفل، لأن حالة مريض التوحد تتأزم مع مرور الزمن ويصبح من المستحيل السيطرة عليه، مشيرة إلى عدد المصابين بالتوحد أنه كبير وهناك نقص واضح في العناية بمرضى التوحد خصوصا بالولايات الداخلية، حتى إن الكثير من الأولياء الذين لم يجدوا التكفل اللائق بأبنائهم يقومون بضربهم وربطهم، نظرا لإفراط الحركة لدى الشخص المصاب بهذا المرض وتأزم حالته إذا لم يخضع للعلاج والتكفل، وبالتالي يتحول إلى مصدر إزعاج للجيران والأشخاص المحيطين به ويعامل بأسلوب عدواني وعنيف، كما أن بعض المصابين لا يطيقون ارتداء الملابس أو الأحذية ولا يحبون التكلم أيضا. وعن الطريقة المعتمدة في علاج مرضى التوحد، أكدت سهيلة زميرلي أن طريقة إدماج الطفل المتوحد مع الأطفال العاديين تحصد نتائج جيدة جدا، وأنها لاحظت تجاوبا لدى الأطفال المصابين بالتوحد، حيث يتقدمون للأحسن، مشيرة إلى أن براءة الأطفال العاديين سمحت لأطفال التوحديين بالتطور، فبعد أن كانوا في بداية التكفل يحاولون الهروب من المكان باتوا يقلدون تصرفات الأطفال الطبيعيين، يجلسون ويتناولون الطعام وظهر عليهم تحسن كبير، خصوصا و أن بعض المصابين بالتوحد لديهم قدرات خارقة فبعضهم يحفظ القرآن ويقرأ الخرائط وبارع في الحساب. المتوحدون ليسوا بمجانين أشارت سهيلة زميرلي بأن ثقافتنا لا تفرق بين بعض الأمراض، وبالتالي نظرتنا إلى الشخص المصاب بالتوحد على أنه مجنون منعته من التطور، وأكدت بأن التكفل بالأطفال المصابين بالتوحد يتطلب فريقا متكاملا ومتعدد التخصصات، على غرار أخصائيين في علم النفس العيادي، وفي علاج النطق، بالإضافة إلى مدربات متخصصات في الأطفال الذين يعانون من اضطرابات، ودعت بضرورة تكوين المتعاملين مع الأطفال المصابين بالتوحد وخصوصا مربيات الحضانات. وأكدت الأخصائية التي تتمتع بخبرة 28 سنة حول مرض التوحد أن سببه يبقى غير واضح وليس له أي تفسير علمي حتى اليوم، مشيرة إلى وجود بعض التجارب والأبحاث عن هذا المرض و ترمي إلى أن السبب جيني وهناك استعداد لاستقبال هذا المرض في الجينات الوراثية للشخص، وعادة ما يكتشف وتظهر أعراضه على الطفل ما بين 13 شهر و3 سنوات، حيث يعجز الطفل المتوحد عن النظر إلى الشخص مباشرة ولا يستطيع أيضا أن يميز أمه ولا يعرفها، وإذا ما أمسك بشيء ما يقوم مباشرة بتدويره مرارا وتكرارا، ونصحت المتحدثة ذاتها أولياء الأطفال المصابين بمنعهم من مشاهدة التلفزيون لأنه يجعل حالتهم أسوأ. آمنة/ ب