خالد درارني من الصحفيين الشباب، يملك طاقة هائلة تدرج في الصحافة المكتوبة ثم عمل لسنوات بالإذاعة الجزائرية قبل أن يخوض تجربة الفضائيات الخاصة، من دزاير تيفي والشروق نيوز حاليا، مثلما يراسل وسائل إعلام أجنبية. في هذا الحوار تكتشفون بعضا من الشخصية المهنية لخالد درارني حاوره جعفر خلوفي
– كيف ولج خالد درارني عالم الصحافة ؟ وجدت نفسي في ميدان الإعلام بمحض الصدفة، لم أكن أنوي التخصص في هذا المجال، فبعد إتمامي لدراستي في الحقوق ثم العلوم السياسية ككل الشباب الجزائري كنت ملزما بأداء الخدمة الوطنية، ولكي لا أضيع سنتين قررت الالتحاق بالمؤسسة العسكرية بصفة دائمة لكن قبل بداية الدراسة في المدرسة العسكرية التحقت بجريدة "la tribune" ومن ذلك اليوم بدأت قصتي مع الإعلام ولم تنته إلى يومنا هذا، فبعد الصحافة المكتوبة قضيت سنوات في الإذاعة، والآن أنا أخوض تجربة السمعي البصري. * ما هي الوسيلة الإعلامية التي تفضلها ؟ – الصحافة المكتوبة هي المدرسة الحقيقية لكل راغب في مزاولة مهنة الإعلام، السنوات التي قضيتها في الجرائد علمتني كيف أكتب المعلومة و كيف أصيغ أفكاري، ومعلوماتي يفهمها القارئ وهذا شيء أساسي في العمل الصحفي، تحولت فيما بعد إلى عالم الكلمة على أمواج الإذاعة الدولية ثم القناة الثالثة أين عشت تجربة رائعة ومفيدة، وبما أن المستقبل هو للإعلام المرئي قررت ولوج هذا العالم من باب "كنال ألجيري" أين مارست مهنتي بشكل عادٍ جدا و بدرجة مقبولة من الحرية مع احترام الخط الافتتاحي طبعا وبعد قرار فتح مجال السمعي البصري للخواص تركت كل شيء و انضممت إلى فريق "الدزاير تيفي" و الآن أقدم نشرة إخبارية يومية باللغة الفرنسية على قناة الشروق نيزو.
* هل من السهل التكيف مع الخط التحريري لكل قناة ؟ – كل قناة سواء كانت عمومية أو خاصة لها خطها الافتتاحي الذي يجب على الصحفي إحترامه و العمل وفقه، لكن دون إنكار ذاته و طمس مبادئه، والأهم من هذا يجب أن يتجنب الصحفي السقوط في فخ الرقابة الذاتية.
* هل دفعتك الطريقة التي غادرت بها "دزاير تيفي" إلى السقوط في الرقابة الذاتية؟ – لا أظن ذلك ففي فترة عملي في "دزاير تيفي" لم أكن أشتم أحدا أو أقذف الناس، كنت أقوم بعملي بكل احترافية، وفق الخط الافتتاحي للقناة، وهنا أريد الإشارة إلى أن القائميين على القناة أكدوا لنا في بداية التجربة أننا أحرار في عملنا، الشيء الذي دفعني للتساؤل بعد أن تم منعي من مواصلة برنامجي هل أخطأت؟ هل تجاوزت الخط الأحمر؟ لكن الحقيقية هي أن القناة نفسها غيرت من خطها قبيل رئاسيات أفريل 2014 دون أن يتم إعلامنا بذلك. هل يواجه درارني المشكل نفسه في قناة الشروق الآن؟ لا، أنا أقوم بعملي بكل حرية ودون أي ضغوطات أو تدخل في صلاحياتي، كما قلت لك أنا أقدم الأخبار أكون فيها محايدا وموضوعيا، فالمشاهد لا يبحث هنا عن رأيي إنما عن الخبر مجردا من كل تعليق، و هذا ما أحاول تقديمه، الصحافة فيها أنواع يمكن أن نقدم فيها آراءنا ولا يجب أن نخلط بين الأنواع الصحفية.
* ما رأيك في الصحفي المناضل؟ – سؤال جيد والإجابة عليه معقدة، أولا من حق الصحفي أن يكون مناضلا في أي مجال حسب ما تمليه عليه قناعاته، لكن خارج أوقات العمل لا يمكن إبداء الرأي في المقالات الخبرية، أو توجيه العناوين حسب قناعات الصحفي، لأن ذلك يتعارض مع الاحترافية في الممارسة الصحفية، من يريد أن يبدي رأيه فليكتب عمودا أو افتتاحية أما النضال الميداني فهو حق مكرس خارج قاعات التحرير التي يجب أن يتسم فيها الصحفي بالحياد والموضوعية.
* ألا تظن أن محترفي المهنة لا يهتمون بمصير زملائهم، مثل ما نراه في قضية عبد السميع عبد الحي؟ – بعد ما حصل لي رفقة عبد الله بن عدودة تلقيت تضامنا واسعا لم أكن أتخيله من طرف زملاء المهنة و المتتبعين لبرامجي بصفة عامة، هذه الهبة التضامنية أسعدتني كثيرا لكنها أحرجتني في الوقت نفسه، حيث تساءلت هل كنت دائما حاضرا عندما عانى زملاء آخرون من الرقابة؟ هل قمت بواجبي اتجاههم؟ أما فيما يخص الزميل عبد السميع أنا شخصيا أتكلم عنه في نشرتي كل ما أتيحت لي الفرصة.
* نقص التضامن بين الصحفيين ألا يعود إلى انقسامهم إلى معرب ومفرنس؟ – أنا شخصيا زاولت دراستي بالعربية، و أعرف صحفيين معربين تقدميين ومحترفين، فاللغة لا تمثل عائقا ولا يجب أن تكون مصدر خلاف بين أبناء المهنة الواحدة،علينا توجيه أنظارنا إلى ما يوحدنا لا ما يفرقنا.
* ما هو تقييمك لأداء القنوات الخاصة الجزائرية؟ – قبل تقييم أداء القنوات علينا أولا تسوية وضيعتها القانونية و الإدارية كي تقوم بعملها على أكمل وجه، وهذا ما ننتظره من سلطة الضبط وكي أجيب على سؤالك أظن أن النقائص موجودة خاصة في المحتوى الذي تبثه بعض القنوات، وهذا لا ينفي وجود أمور إيجابية خاصة فيما يخص نقل معاناة المواطنين اليومية، وكذا توظيف عدد كبير من الصحفيين وعلينا أن لا ننسى أنه منذ سنوات قليلة فقط كانتtf1- mbc و الجزيرة أكثر القنوات مشاهدة في الجزائر، لكن الأمور تغيرت بعد فسح المجال للخواص.
– ما هي مشاريعك المستقبلية؟ – أنا الآن أقوم بالمزاوجة بين المجالات الصحفية المختلفة، أكتب مقالات صحفية و أقدم برامج إذاعية و تلفزيونية و هدفي هو المواصلة في ممارسة الصحافة في كل هذه المجالات.