أبدت عديد الأطراف الليبية ارتياحها لأشغال الجولة الثانية من الحوار الليبي، وأكدت قيادات ليبية في حديث للحوار بعد اختتام جلسة العمل بفندق الأوراسي على ضرورة الرجوع إلى الحوار والحلول السلمية بعيدا عن الحلول العسكرية. وأكد، عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب الوطن أن الحوار تطرق إلى الترتيبات الأمنية المتعلقة بإدماج الثوار المسلحين، حيث صرح في هذا السياق "أن الإرهاب شيء غريب عن نسيج المجتمع الليبي وغريب عن فهمنا للإسلام الوسطي الذي نؤمن به"، وشدد المتحدث على ضرورة معالجة الإرهاب قبل مكافحته، معتبرا أن محاربة الإرهاب مسؤولية الحكومة، بالإضافة إلى الجانب التوعوي التثقيفي للمجتمع، وتأسف المتحدث لدور بعض الدول في الصراع الليبي، قائلا إن "بتدخل بعض الدول الإقليمية لتغليب جانب دون الآخر، من شأنه أن يمد في أمد الصراع". أما رئيس حزب العدالة والبناء، محمد الصوان، فاعتبر أن الحوار وصل إلى مرحلة متقدمة، تجاوزت ال 50 ٪ وأصبح هناك مسودة اتفاق عام، يجري الآن التشاور على هذه المسودة، قائلا "إذا ما حصل توافق على هذه المسودة، طبعا كل الأطراف قدمت ملاحظات على بنود هذه المسودة، ولازلت في الجولة القادمة في الصخيرات بالمغرب وفي الجزائر ممكن بعد أسبوعين، نأمل أن تكون الجولات القادمة حاسمة في وضع اللمسات الأخيرة للاتفاق"، وأكد الصوان أن بوابة إنهاء الأزمة السياسية وتداعياتها العسكرية، تبدأ بالاتفاق السياسي، وعلق رئيس حزب العدالة والبناء على العمليات المسلحة الأخيرة بقوله إن "هناك اتفاق على محاربة الإرهاب، لكن في نفس الوقت ما يقوم به الجنرال حفتر غير لائق، من استعمال القوة وتجنيد المواطنين"، واتهم المتحدث قائد عملية كرامة ليبيا بتوفير بيئة مناسبة للمتطرفين وتعميق الأزمة، وأكد الصوان بالمقابل أن الجنرال حفتر ليس طرفا في العملية السياسية، واصفا إياه بالضابط المتقاعد الذي يعمل خارج إطار الشرعية. وشدد المحامي محمد بن غشير، عضو مجموعة العمل الوطني، أن قضية القذافي انتهت برحيله، وهناك بعض رجال القذافي في الخارج يرجح أنهم يدعمون الإرهاب، مؤكدا أن "خليفة حفتر لم ينقلب على أحد بل عينه برلمان منتخب". وعن إعلان حفتر قبل سنة حل البرلمان والحكومة أكد بن غشير أن "البيان صدر من حفتر في الإذاعة ولم يلقى قبولا عند الناس، وما يقوم به حفتر الآن في المنطقة الشرقية من البلاد هو محاربة الإرهاب"، وعن استعمال السلاح خارج الشرعية اعتبر بن غشير أن العمل المسلح خارج الشرعية هو غير مقبول لحفتر أو غيره، قائلا "إن السلاح خارج الشرعية يشكل جريمة". وشكر رمضان عوض أحد المشاركين في الجولة الثانية، الحكومة الجزائرية والشعب الجزائري على حرصهم على إنهاء الأزمة في ليبيا، قائلا في هذا السياق "إن هذا غريب على الجزائر وشعبها"، وشدد المتحدث المنحدر من مدينة مصراته، على ضرورة اتفاق الليبيين لعلاج أسباب الإرهاب، من خلال بعث برامج التنمية ونشر الثقافة الوسطية في الدين، معتبرا بالمقابل أن نهج التهميش والإقصاء والتجهيل وانعدام الحريات والديكتاتورية، تدفع إلى التطرف، مؤكدا على ضرورة "إيجاد حل سريع، وهذا يكون بوضع ليبيا فوق الجميع".