أم كلثوم جبلون لا تزال معاناة سكان حي الرملي الواقع ببلدية جسر قسنطينة متواصلة، لعدم استفادة سكان الحي إلى يومنا هذا من عملية الترحيل الضخمة التي تعرفها العاصمة منذ شهر جوان الماضي، وعلى رغم تلقي السكان العديد من الوعود من طرف السلطات المحلية التي تقوم بإحصائهم كل مرة، إلا أنه لا جديد يذكر لحد الساعة. "ماذا ينتظر زوخ لترحيلنا؟ هوسؤال بعض سكان البيت القصديري الرملي الذين صادفتهم "الحوار" خلال الجولة التي قادتنا إلى المنطقة، حيث لامسنا أمل كبير في الحظي هذه المرة بسكن وبالمقابل خوف أكبر من أن يضيع الحلم في لحظة، ليبقوا داخل بيوت لا تقبل أن تعيش فيها الحيوانات، مشيدة بالإسمنت والقصدير، تتحول لأفران في فصل الصيف ولبرادات في فصل الشتاء. تقول إحدى المواطنات القاطنات بحي الرملي "سنوات ونحن نعيش في هذه البيوت البئيسة ولا أحد من المسؤول رأف لحالنا والتزم بوعده، وأعطانا سكنات تحفظ كرامتنا وعزتنا، فنحن أناس بسطاء وليس لدينا من المال الكثير الذي يسمح لنا باكتراء بيت فكيف لنا أن نشتري بيتا"، لتضيف أخرى "أغلبية سكان البيوت القصديرية رحلوا، ونتمنى أن نرحل نحن أيضا وأن يفي زوخ بوعده وتنتهي معاناتنا مع سكنات عشنا فيها حياة البؤساء والمتشردين". سكة الحديد تهدد حياة السكان على الرغم من وجود الحي مقابل السكة الحديدية للقطار إلا أن هذا الخطر المحدق بالعائلات لم يمنعهم من العيش بالمكان، حيث بات الخوف الهاجس الوحيد الذي يرافق يومياتهم وذلك جراء الحوادث التي لحقت بالعديد من الأشخاص خاصة بالنسبة للأطفال، تقول إحدى قاطنات الحي إن السكك الحديدية الموجودة بالحي كثيرا ما حصدت أرواح الأبرياء إلى أن قهر الظروف وقلة ذات اليد جعلانا نتماشى مع هذا الوضع، كما أن الوديان والمستنقعات كثيرا ما جرفت أطفالا في عمر الزهور لتجد العائلات نفسها أمام خطر الموت الذي يهدد حياتها في أية لحظة. "ولاد البرارك" وصمة عار على جبين السكان كما أكدت العائلات أن المشكل لايقتصر على الظروف المزرية التي نعيشها فقط، بل حتى أبناؤنا باتوا يتفادون التصريح بمقر سكنهم خوفا من نظرة المجتمع والتهميش الذي يطالهم وهو ما خلق لهم مشاكل نفسية، خاصة وأنهم من عائلات فقيرة، سكان هذه الأحياء القصديرية أكدوا ل "الحوار" أنهم رفعوا في العديد من المرات شكاويهم إلى المسؤولين من أجل إدراجهم ضمن الأحياء المستفيدة من السكنات، غير أنه تمر السنوات دون أن يتحقق حلمهم وهو تحسين مستواهم المعيشي، كما أكدوا أنهم يعانون منذ سنوات عدة في تلك السكنات التي تغيب فيها ضروريات الحياة بداية بغياب شبكة الغاز الطبيعي، ما يضطرهم إلى البحث اليومي عن قارورات غاز البوتان لما لهذه المادة من أهمية في هذا الفصل البارد من أجل التدفئة، كما أنهم يصطدمون بواقع ارتفاع ثمنها أين يصل إلى 500 دج، وهو ما أثقل كاهلهم بمصاريف إضافية هم في غنى عنها، كما يعانون من الغياب التام للماء الشروب، حيث إن شبكة الطرقات المؤدية إلى هذه الأحياء تتواجد في وضعية أقل ما يقال عنها إنها مزرية، خاصة في أيام تساقط الأمطار، أين تتحول إلى مستنقعات مائية يستحيل السير عليها. مصادر مطلعة ل "الحوار" ترحيل سكان الرملي قبل شهر رمضان من جهتها أكدت مصادر موثوقة ل "الحوار" أن عملية ترحيل سكان حي الرملي ستكون قبل حلول شهر رمضان المبارك، حيث تتم حاليا دراسة ملفاتهم من طرف لجنة مختصة على مستوى الولاية، وكشفت المصادر ذاتها أن هناك حوالي 4 ألاف ملف تمت دراسته، وحسب إحصائيات 2007 فقد تم إحصاء 2700 عائلة، إلا أن هذا الإحصاء كان فيه أخطاء لأن هناك عائلات لم تحصَ بسبب عدم وجودها في الحي وقت الإحصاء، فبالنسبة لإحصاء 2007 فسيتم ترحيل سكانه في الموعد المحدد.