وليد عبد الرحمن.ي تعيش عائلات حي القصديري "الحفرة" ببلدية وادي السمار، مخاوف استثنائهم من عمليات الترحيل الواسعة التي شرعت فيها الولاية، تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية، للقضاء على البيوت القصديرية، سيّما بعدما علموا أن الترحيل القادم سيستفيد منه سكان البيت القصديري " الرملي" المتواجد بجسر قسنطينة، فيما لم تصلهم أية معلومات لا من قبل مسؤول البلدية و لا حتى وسائل الإعلام، عن موعد ترحليهم إلى سكنات لائقة. لا يزال سكان"الحفرة" يتساءلون عن أسباب تأخر مصالح الولاية عن ترحيلهم، مع أن وضعهم المزري يشبه كثيرا وضع المرحلين مؤخرا، بل – بحسبهم حالهم المتردي أشد ، داخل بيوت ضيقة مشيدة بالصفيح والخشب، وتفتقد لأدنى الشروط الحياتية. ومن أفظع ما يعيشه سكان"الحفرة"، ما يحدث لهم خلال فصل الشتاء والأيام الممطرة، أين تتحول بيوتهم إلى برّادات ووديان حقيقية، تلزمهم في غالب الأحيان على المبيت في العراء. ولا تقتصر معاناتهم على فصل الشتاء، بل تمتد لفصل الصيف، حيث تتحول البيوت القصديرية إلى فرن مفتوح على مصراعيه تعجز المكيفات عن تهويتهم وإنعاش المكان، فضلا عن انتشار الحشرات والجرذان بسبب تراكم النفايات. وبحسب إحدى السيدات التي تحدثت ل" الحوار" فإن " مسؤولي مصالح البلدية على دراية بمعاناتنا ويعلمون جيدا، أنّ هذه البيوت القصديرية غير صالحة للسكن، بيد أنّهم لا يتحركوا تحركا ايجابيا، بل تحركهم لا يتعدى وعودا يقطعونها في كل مرة خصوصا خلال الحملات الانتخابية، لأجل كسب صمتنا وصوتنا وإيقاف أي حركة احتجاجية ضاغطة قد تهز منصبهم"، لافتا إلى أن " ما يثير مخاوفهم من استثنائهم هذه المرة من كل عمليات الترحيل التي استفاد منها غالبية سكان البيوت القصديرية بالعاصمة، في إطار تطبيق برنامج رئيس الجمهورية هو صمت مسؤول البلدية والولاية وعدم إبلاغنا عن موعد ترحيلنا إلى سكنات لائقة تحفظ كرامتنا وعزتنا". وتابعت السيدة" سمعنا أنّ سكان البيت القصديري" الرملي" سيرحلّون عن قريب، لكن لم نسمع أي خبر يتكلم عن موعد ترحيل سكان حي" الحفرة" لا من البلدية ولا من وسائل الاعلام وكأننا لا وجود لنا في خريطة العاصمة، هذا ما يخيفنا من أن نقصى وتضيع منا مثل هذه الفرصة". إلى ذلك يكرر سكان حي " الحفرة " مطلبهم بضرورة حمل المسؤولين المحليين وضعهم المتردي على محمل الجد، وعدم اقصائهم من هذا المشروع الرئاسي، باعتبارهم لن يبقوا صامتين بل سيتحركون بقوة، وسيخرجون إلى الشارع، مثلما ذكر البعض.