تزامنا مع انطلاق موسم الصيف، تشهد بعض الأحياء القصديرية والفوضوية بولاية الجلفة، موجة من الهيستيريا جراء انتشار الحشرات الضارة والروائح الكريهة التي زادت حدتها خلال هذه السنة بعد الجفاف الذي شهدته ولاتزال تشهده المنطقة. فقد عبر سكان حي سي الحواس الواقع في الجهة الجنوبية لمدينة الجلفة عن تذمرهم من الروائح الكريهة التي تنبعث من مصنع الجلود المجاور لحيهم، الذي يصب قاذوراته في واد يفصله عن الحي. مما أجبر السكان على غلق نوافذهم ومنازلهم لمنع تسرب تلك الروائح إلى داخل بيوتهم، على الرغم من الحرارة العالية والضغط، وهو ماجعلهم يطالبون بتحويل المصنع إلى خارج المدينة تفاديا للأخطار الصحية التي قد تنجم عنه تزامنا مع الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة، كما طالبوا بتغطية الوادي حفاظا على بيئة الحي السكني، وهو المطلب الذي جاء عنهم منذ إنشاء المصنع في الثمانينات، إلا أن الحي وقتها كان معزولا عن المدينة قليل السكان، أما اليوم فقد اكتظ بهم وارتبط بالمدينة، مما جعله من الأحياء الشعبية الأكثر كثافة سكانية، ما دعا إلى إعادة النظر في تهيئته وتنظيفه من مثل هذه المناظر المضرة بالصحة والمشوهة لوجه المدينة. من جانب آخر دخل السكان في صراع مع مؤسسة توزيع المياه بالمدينة وامتناعوا عن تسديد الفواتير لارتفاع حسب قولهم أسعارها حيث تترواح بين 4 و8 ملايين وهو ما استغربه السكان الذين أكدوا ل '' الحوار '' أن بداية استهلاك الماء كانت في جانفي 2007 إلى غاية جوان ,2008 أي مدة عام ونصف فقط، متساءلين في الوقت نفسه عن إمكانية الفوترة دون امتلاكهم لعدادات المياه.