أشراط الساعة كبرى وصغرى، والفرق بينهما أن الكبرى يعقبها قريبا قيام الساعة، ويكون لها تأثير كبير ويشعر بها جموع الناس، أما الصغرى فقد تتقدم على الساعة بزمن وتقع في مكان دون مكان ويشعر بها قوم دون قوم، وسنبدأ هنا بذكر العلامات الصغرى، مستقريا إياها من الآيات والأحاديث الواردة في ذلك، متحريا الدقة وصحة الأحاديث وثبوت الآثار.
كثرة الشح والبخل -قطيعة الرحم -سوء الجوار من علامات الساعة شيوع أمراض نفسية تفتك بالمجتمع الإسلامي منها الشح فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال" من أشراط الساعة أن يظهر الشح"(1) وعن أنس رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال"لا يزداد الأمر إلا شدة ولا يزداد الناس إلا شحا"(2) وقال صلى الله عليه وسلم " يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح ويكثر الخرج"(3) و((الشح)) بخل مع حرص وكل ما يمنع النفس من بذل مال أو معروف أو طاعة. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والتفاحش وقطيعة الرحم وسوء المجاورة"(4) وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون الأمين ويؤتمن الخائن ويهلك الوعول ويظهر التحوت "، فقالوا: يا رسول الله، وما الوعول وما التحوت؟ قال " الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم "، وقد وقع ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم، فنرى الفساد ظاهرا بين كثير من الناس،كما نرى التقاطع وسوء الجوار حاصلا بينهم، وحل التباغض والتنافر بينهم محل المحبة والصلة والمودة حتى أن الجار لا يعرف جاره والقريب لا يعرف عن بعض أرحامه، وهل هم من الأموات أم من الأحياء.
هلاك الوعول وظهور التحوت
وهذا من علامات الساعة أن يموت أشراف الناس وحكماؤهم وعقلاؤهم وعلماؤهم ثم يظهر بديل فيظهر التحوت وهم جهال الناس وغوغاؤهم لأنه خلا لهم الجو ..الآلاف يلتفون حول أحد لاعبي كرة القدم ويحملونه على الأعناق، قال صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى، وذكر منها: ويهلك الوعول ويظهر التحوت "، فقالوا: يا رسول الله وما الوعول وما التحوت؟ قال " الوعول وجوه الناس وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس لا يعلم بهم "(1)، وقد يكون ظهور التحوت باعتلائهم المناصب وخدمة وسائل الإعلام لهم وكثرة المطبلين حولهم، والوعول النجباء العقلاء الناصحون محجبون عن الناس مبعدون عن وسائل الإعلام، فلا يشتهر بين الناس إلا من امتهن الغناء والرقص والبغاء، أما العالم والمخترع والبارز في طب وهندسة .. وما شابه ذلك فلا مكان له، وهذه علامة ظاهرة بينه، وإن كان الناس لا يزال لهم إقبال على المحاضرات الديني، وترى في أكثر البلدان إكرام المسلمين للعلماء والدعاة وحصرهم على مجالس الذكر ومتابعة البرامج الفضائية الدينية والقنوات المحافظة، تزيد يوما بعد يوم بل حتى إقبال غير المسلمين على المحاضرات الدينية أمر ملاحظ وحصل به نفع كثير.