غانم/ص تشهد أسواق ولاية الأغواط، هذه الأيام، إقبالا كبيرا من قبل المواطنين قبل أكثر من أسبوعين عن عيد الفطر المبارك، لاقتناء الحاجات الضرورية من ملابس ومستلزمات أخرى. ويمكن لمس تلك الاستعدادات في حركة الأسواق الشعبية والمساحات التجارية، حيث تنتعش تجارة ملابس الأطفال ومستلزمات حلويات عيد الفطر. من خلال جولة لنا قادتنا لبعض المحلات التجارية المتخصصة في بيع ملابس الأطفال وسط مدينة الأغواط، لاحظنا الارتفاع الكبير المسجل، حيث ارتفعت أسعار معظم ملابس الأطفال بأكثر من الضعف مقارنة بالسعر الذي كانت عليه قبل حلول الشهر الكريم، غير أن ذلك لم يمنع الإقبال الكبير على شراء مختلف مستلزمات عيد الفطر بسوق الجمعة الأسبوعي وبمحلات البازار الكبير وكذا محلات وسط المدينة والمعمورة والمقام والشطيط … الازدحام كبير والاكتظاظ أكبر، فلا تكاد تلمح السلع المعروضة بمحل تجاري بسبب التدافع و"الهراج"، بسبب اختيار هذا واستبدال ذاك.. الصيام والحر لم يقف حائلا أمام الأولياء يبدو أن تعب الصيام وحرارة الصيف لم تقف حائلا أمام المتسوقين الراغبين في شراء ملابس العيد لأطفالهم، حيث صرحت لنا مواطنة كانت تجوب المحلات رفقة طفليها، أنها أخذت إجازة مرضية لثلاثة أيام لشراء ملابس العيد لطفليها، تقول أن مشقة الصيام تهون أمام فرحة العيد وإدخال الفرحة على قلب طفليها. أما عن الأسعار، فتقول أن أقل ما توصف به أنها غالية و حرها لاذع تجف من شدته الجيوب، ولكنها تسمح لنفسها بشراء ما هو غالٍ فقط في مناسبة العيد، حتى يظهر طفليها في أناقة تبرز "الحكمة والغاية" من عمل الأم، وكذلك يقول موظف في إحدى الشركات الخاصة أن الغلاء الموجود في السوق لن يجعله يقف مكتوف اليدين ويحرم أسرته من فرحة العيد كغيرهم من الناس، الأمر الذي دفعه لطلب الحصول على سلفة من عمله على أن يسددها فيما بعد، وهذا حتى يتمكن من شراء الاحتياجات اللازمة من ملابس وأحذية لأبنائه وزوجته ضمن الإمكانيات المادية المتوفرة وبكميات محدودة، واعترفت سيدة بأن همّها الأكبر هو اقتناء ملابس لأبنائها الأربع حتى تستر وجهها يوم العيد، كما قالت، أمام الجيران، وذلك بصرف النظر عن نوعية هذه الملابس وكذا البلد الذي صنعت فيه. ملابس الشيفون..قبلة الفقراء ارتفاع الأسعار أدى إلى إقبال الكثير من الزبائن على محلات الملابس المستعملة "الشيفون" المنتشرة هنا وهناك، ورغم أن الإقبال على "الشيفون" حاضر في كل المواسم، إلا أنه يتضاعف في هذه الأيام تحديدا، لما توفره هذه المحلات من ملابس ذات مواصفات عالية الجودة من جهة، وبأسعار معقولة من جهة أخرى. ويجد باعة الأرصفة في رمضان وعيد الفطر مناسبة ذهبية للكسب السريع.. فهم أيضا لهم زبائنهم، على غرار عائشة، التي تقول بأن حالة أسرتها المادية لا تسمح لها بشراء الملابس المعروضة في الأسواق والمحلات التجارية نظرا لأسعارها التي لا تتناسب مع دخل زوجها المادي، لذا فإنها اضطرت لشراء الملابس لطفليها يوسف وعلي من باعة الأرصفة، فأسعارها بالنسبة لها معقولة قليلا ولا يهمها إن كانت ذات جودة منخفضة، فذلك أقصى ما تستطيع، لأن أسعار الملابس "نار". هكذا عبرت فتيحة حين سألناها عن ما إن كانت ستشتري ملابس العيد، حيث أضافت بأنها لن تقوم بشراء ملابس العيد قبل حلول رمضان مخافة لهيب أسعارها وهو بالفعل ما جرى للعامة. كما اشتكى معظم المتسوقين الذين تحدثنا إليهم من صعوبة توفيقهم بين مصاريف شهر رمضان وعيد الفطر، وكذا الدخول المدرسي الذي سيكون بعده بقليل، وعيد الأضحى في مدة أقصاها شهرين فيما بعد، خاصة في ظل الارتفاع القياسي لكل المستلزمات والحاجيات، حتى أضحى شراء البعض منها قبيل أسابيع لا يفرق عن شرائها في اليوم ذاته من استعمالها، فلا فرق يذكر لأن الأسعار "نار" في الأول والأخير.