ليلى عمران لاقت تعليمة الوزير الأول عبد المالك سلال، التي أمر من خلالها وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار أول أمس، بفتح أبواب الجامعات إلى غاية منتصف الليل بداية من الدخول الجامعي المقبل في الرابع من سبتمبر، ردود فعل مختلفة بين المستحسن والمستهجن، وصلت إلى حد اعتبارها تعليمة مبالغ فيها، حيث من المستحيل بقاء سواء الأساتذة أو متصرفي الإدارة وحتى الطلبة بالجامعة إلى وقت متأخر. وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد أشار إلى أن الجامعة في عهده ستفتح أبوابها للطلبة والباحثين إلى ساعات متأخرة من المساء، مؤكدا استغلال الجامعات إلى الساعة السادسة مساء وإن اقتضى الأمر إلى الثامنة ليلا بداية من الموسم الجامعي المقبل، في إشارة منه إلى العدد الكبير الذي ستعرفه الجامعات هذه السنة من التلاميذ الناجحين في شهادة البكالوريا وكذا طلبة "الماستر" بعدما تقرر انتهاء عهد "الماجيستير" نهائيا، وهو ما أكده مصدر موثوق من داخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أمس ل"الحوار"، حيث قال معلقا على تعليمة سلال بأن أقصى ساعة يمكن أن تفتح فيها الجامعات أبوابها سيكون الثامنة مساء، مستبعدا بذلك ما جاءت به تعليمة سلال، ملمحا في نفس الإطار إلى أن نسبة النجاح في شهادة البكالوريا ستكون كبيرة هذه السنة وأن الوزارة تسابق الزمن من أجل التكيف والتعامل مع العدد.
رزاقي: يجب إعادة النظر في نظام العمل والمداومة قبل الحديث عن الأمر استهجن الأستاذ الجامعي عبد العالي رزاقي في اتصال هاتفي مع "الحوار"، التعليمة الوزارية، التي أمرت بعمل الجامعات إلى غاية منتصف الليل، قائلا بأنها لن تنجح إذا لم يتغير نظامي العمل والمداومة بالجزائر واللذان يقضيان بعمل الموظف لثماني ساعات في اليوم أي من الثامنة صباحا إلى غاية الخامسة مساء، متسائلا عن إمكانية عمل الأستاذ ودراسة الطالب في حين تغلق الإدارة أبوابها، مؤكدا رزاقي على ضرورة إعادة النظر في هذه التعليمة التي تتناقض مع نظام العمل غير المتواصل بالجزائر، الذي من المستبعد أن تعمل الجامعة خارجه. أحمد حمدي: أعداد الطلبة الناجحين في "الباك" و"الماستر" تجبر الجامعة على ذلك قال عميد كلية الإعلام والاتصال أحمد حمدي في تصريح خص به "الحوار"، بأن التعليمة الوزارية التي أمر بها سلال جد عادية، إلا أن الوقت المخصص لن يتجاوز الثامنة مساء إلا في حالات مناقشة المذكرات خلال شهر رمضان، مرجعا التعليمة إلى الضغوطات الكبيرة التي ستواجه الجامعة هذه السنة، حيث ستعرف اكتظاظا كبيرا من الطلبة، أرجعهما إلى نسبة النجاح في شهادة البكالوريا التي من المرتقب أن تكون كبيرة وكذا العدد الضخم لطلبة الماستر، متحدثا على استقبال كليته لأكثر من ألف طالب ماستر هذه السنة عكس السنوات الماضية. في الوقت التي اعتبر أن الأمر عادي نظرا لكونه مطبق في الجامعات العالمية، بالإضافة إلى أنه من الطبيعي أن تشهد فترة الدخول الجامعي زيادة في الأشغال خاصة من طرف الإدارة مما يستدعي البقاء إلى أوقات متأخرة من اليوم.