يؤكد محافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة محمد تكيرات، في لقائه مع الحوار على جدّية برنامج المحافظة الجديدة لمهرجان مسرح الهواة، والتي تضع حسبه تكوين المسرحيين الشباب ضمن أولوياتها، حرصا منها على ترقية الممارسة المسرحية بكل فنونها، كما يشدّد تكيرات على ضرورة إشراك الجميع بما فيهم المسارح الجهوية، لدعم مشروع التكوين المتواصل الذي تنادي به المحافظة والذي من شأنه ترقية الحركة المسرحية الجزائرية وإعادتها إلى الواجهة. من مستغانم: خيرة بوعمرة تعتبر من بين المسرحيين الذين رافقوا المهرجان الوطني لمسرح الهواة منذ سنوات، وأنت اليوم تقف على رأس فعاليات الدورة ال48 للمهرجان، ما تعليقك؟ أعتقد بأن المهرجان الوطني لمسرح الهواة، هو مكسب ثقافي فني لولاية مستغانم بشكل خاص، والمسرح الجزائري بشكل عام، حيث يعتبر المهرجان أقدم تظاهرة مسرحية على المستوى الإفريقي وهو الذي تم تأسيسه منذ العام 1963. وشهد المسار التاريخي للمهرجان عديد المراحل التي تراوحت بين الانتعاش والتراجع، فقد عرفت بدايات المهرجان في السبعينيات فترة ذهبية كلّلت بعديد الأعمال المسرحية التي قدّمها أعمدة المسرح الجزائري، على غرار عبد الرحمان كاكي وعز الدين مجوبي وعبد القادر علولة ومحمد أدار.. وهي قامات مسرحية مرت من هذا المهرجان الذي كان ولا يزال مدرسة تكوين للمسرحين الجزائريين. غير أن هذا المهرجان يمر ومنذ سنوات بحالة تقهقر كبير، حيث لم نعد نشاهد عروضا في مستوى ما كنا نتابعه في مهرجان الهواة بعدما فقد مسرح الهواة بريقه وفقد كل المقاومات الإبداعية والجمالية للعمل المسرحي، في ظل غياب التنسيق بين المهرجان والمسارح الجهوية رغم تضاعف عددها. واليوم نحن كمحافظة جديدة نحاول بعث نفس جديد لهذه التظاهرة الكبيرة التي راهن عليها المسرح الجزائري ولا يزال للعودة إلى الواجهة. أما بخصوص تواجدي اليوم على رأس المهرجان فأنا أعتقد بأن الأمر طبيعي على اعتبار أن هذا المهرجان ومنذ تأسيسه كان ولا يزال حريصا على مبدأ تداول الإدارة بين عدد كبير من المحافظين الذين تركوا بصمات واضحة على دوراته السابقة. ترفعون في هذه الدورة شعار "رهان الهواة مستقبل المسرح"، ما هو البرنامج الذي تحملونه لبلوغ المعنى الحقيقي للشعار ؟ يركز برنامج التظاهرة على عنصر أساسي من شأنه إعادة مسرح الهواة إلى الواجهة، و يتعلق الأمر بتكوين المسرحيين الهواة، وأعتقد بأن المحافظة الجديدة لمهرجان مسرح الهواة المكونة من إطارات مسرحية شابة تخطو خطوات جادة نحوى ترقية مسرح الهواة، من خلال تركيزها على عنصر التكوين المتواصل، الذي لن ينتهي مع نزول الستار على نهاية الدورة، وإنما يتواصل على ثلاث مراحل خلال سنة. وهي الخطوة التي تؤكد حرص المحافظة على العمل المتواصل ومرافقة المسرحيين الهواة بالتوجيه والتعليم وتلقين أبجديات الممارسة المسرحية بكل فنونها. كما أنني أعتقد أن استضافة ست عشرة فرقة مسرحية من مختلف ولايات الوطن، هو إضافة حقيقية للمهرجان الذي لم يتجاوز عدد الفرق المشاركة فيه الثمانية فرق خلال الدورات السابقة. وهو ما اعتبره بمثابة التحدي الذي ترفعه إدارة المهرجان في دورته ال48 التي أرى بأنها ستكون متميزة من حيث الكم و الكيف. ماذا عن اتفاقيات التعاون التي تم توقيعها بين محافظة المهرجان وعدد من المسارح ؟ فعلا فقد أشرفت على توقيع اتفاقية تعاون وتنسيق بين المحافظة الجديدة والمسرح الجهوي لبجاية، وأخرى مع المسرح الوطني محي الدين باشطارزي، وهي الخطوة التي أتمنى أن يتم تعميمها عبر كل المسارح الجهوية، على اعتبار أن رفع مستوى مسرح الهواة هو ضمانة حقيقية لترقية المسرح المحترف. مع التركيز على إشراك الجميع من هواة ومحترفين في هذا المشروع الذي من شأنه إعادة المسرح الجزائري إلى ريادة المسارح العربية كما كان عليه خلال الثمانينيات. في افتتاح الدورة ال48 مهرجان الهواة .. عين على الخمسينية وأخرى على العالمية دعا محافظ المهرجان الوطني لمسرح الهواة محمد تكيرات السلطات المحلية لولاية مستغانم إلى دعم هذه التظاهرة التي اعتبرها إرثا ثقافيا ثقيلا يستوجب الحفاظ عليه، وأكد المتحدث خلال إشرافه مساء أمس على افتتاح فعاليات الدورة الثامنة والأربعين (48) للمهرجان على رهان الإدارة الجديدة على تكوين المسرحيين الهواة لترقية الفعل المسرحي ودفعه نحوى العالمية. وثمّن محمد تكيرات خلال حفل الافتتاح الذي حضره عدد من الشخصيات المحلية رفقة نخبة من الفنانين ولإعلاميين، سنّة التداول على إدارة المهرجان التي تميزت بها هذه التظاهرة منذ تأسيسها على يد المسرحي جيلالي عبد الحميد العام 1967، تأكيدا من المسرحيين على روح التعاون والتواصل لتبليغ رسالة المسرح. من جهته أكد الأمين العام لولاية مستغانم خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عن والي الولاية على البعد الفني و التاريخي لهذا المهرجان الذي يعتبر أقدم مهرجان مسرحي على المستوى الإفريقي، مشيرا إلى عديد الأسماء التي مرت من مستغانم على غرار ولد عبد الرحمن كاكي وعبد القادر علولة وعز الدين مجوبي ..وآخرون ممن أصبحوا قامات فنية أثرت المكتبة المسرحية بإعمال لا تزال في الذاكرة. كما أشار الأمين العام بأن الدورة الجارية من المهرجان ستكون ورشة مفتوحة إلى ما بعد التظاهرة للتحضير لخمسينية المهرجان التي ستكون بمثابة تتويج لعمالقة المسرح الذين مروا من مستغانم. وبالمناسبة فقد شهد حفل افتتاح الدورة ال48 و التي ستتواصل فعالياتها من 27 أوت إلى 2 سبتمبر، عرض تركيب فني متميز تناغمت فيه الوصلات الموسيقية لفرقة "اكورا" مع إلقاء الشاعر اعرابي لقصيدته الشعبية "الوصية" ،مع رقصات أعضاء فرقة العصا الذهبية من ولاية سيدي بلعباس. والذين قدموا لوحات فنية عكست التنوع الثقافي والفني الذي يميز مدينة مستغانم. وللإشارة فستشهد الدورة الجارية من المهرجان مشاركة 16 فرقة مسرحية هاوية يشاركون من مختلف ولايات الوطن. بالموازاة مع لعروض المسرحية سيستفيد أزيد من 60 هاويا من ورشات تكوينية يؤطرها أكاديميون ومهنيون في مختلف مهن المسرح على غرار التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو والسينوغرافيا. كما سيتم مرافقة البرنامج الفني ببرنامج علمي من تنشيط عدد من الأكادميين الذين يلتقون لمناقشة عديد القضايا الفنية ذات الصلة بمسرح الهواة وسبل ترقيته وإعادته إلى الواجهة.