أول الحديث: (يأبى قلمي هذه المرة أن يرسم أي لون ثان خارج صورة الطفل ايقونة). الطفل السوري"إيلان" ابن السيد "عبدالله" و السيدة"ريحانة"، الذي مات غرقاً مع أخيه "غالب"وأمه "ريحانة"، رحمهم الله جميعاً، وذلك في السواحل التركية حينما غرق بهم المركب الذي كان يقلهم إلى اليونان هرباً من جحيم النار والموت. الطفل "إيلان"ذو الثلاث سنوات والمنحدر من مدينة "كوباني"الكردية، أصبح أيقونة من أيقونات الإنسانية التي تبقى في ضمير الشعوب وقبلها الدول ،شاهدة على ما يلقاه اللاجئون المهربون قسرا من ديارهم وأراضيهم إلى الشتات، في السماء، وفي ارض، وفي البحر…
ويح قلبي، صورة "إيلان" تكاد تفارق مخيلتي، و ويح قلب ريحانة لو كانت عاشت بعد فقده.. ترى، في رقبة من جثة هذا الطفل وجثث مئات أمثاله.. إن صورة الطفل "إيلان"هزت العالم، وهزت اقلام والمنظمات انسانية، وهزت الضمائر والشعراء والرسامين والألوان وهزت كل القلوب،لكنها- أبدا-لم تحرك ساكناً عند حكومات العرب.. لقد رحل الطفل "إيلان" تاركا لنا هذا العالم برمته، رحل إيلان وهو يدير ظهره للعالم كأنه "ناجي العلي" لهذا العصر وحنظلته الجديد… رحل إيلان إلى ابد وهو بالتأكيد طائر الجنة عند ربه، تاركا لنا هذا العالم يوخز ضمائرنا، وغارقين نحن في أمواج ذنوبنا.. رحل "إيلان" الطفل ايقونة /الطفل الضمير، رحل رافضا عالمنا كله بما فيه ومن فيه. [email protected]