جدد القائد الليبي معمر القذافي دعوته إلى توزيع دخل النفط على العائلات الليبية مباشرة، مؤكدا على فشل الإدارة العامة والقطاع العام في بلاده في إدارة شؤون الليبيين وتصريف أمورهم. وشدد القذافي في حديث مطول له أمام الفعاليات السياسة والشعبية والاجتماعية في بلاده نقله التلفزيون الليبي على ضرورة أن يحل الشعب محل الدولة في إدارة الشؤون الإقتصادية وأدوات الإنتاج والخدمات وعدم التهاون أو الاستهتار في الاستفادة من هذه ثروة النفط لجميع الليبيين بإعتبارها الثروة الوحيدة في ليبيا. يشار إلى أن ليبيا سبق وأن شرعت في توزيع الثروة على الأسر المحرومة منه، واستحدث لهذا الغرض صندوق خاص ورصدت له ستة مليارات ونصف المليار دينار ليبي، ويتم توزيع تلك الثروة على الأسر المذكورة من خلال شراء أسهم بقيمة 20 عشرين ألف دينار لكل أسرة في المؤسسات المصرفية وشركات المقاولات والخدمات السياحية واستثمار 10 عشرة آلاف دينار كودائع مصرفية ذات عوائد مالية. ولفت القذافي إن الحل الذي يقضي على الفساد والغبن ويقضي حتى على الكراهية بين الليبيين وعلى التفاوت الفردي وليس التفاوت الطبقي هو جعل أموال البترول في أيدينا ونعمل الآلية التي نشتغل بها ولا يفرضها علينا أحد، وفيما أعلن القذافي عن استمرار عمل اللجان الشعبية العامة'' الوزرات'' بصورة مؤقتة إلى حين خلق الشعب لجانا أخرى بديلة لا يتدخل أحد فيها، دعا الليبيين إلى تنظيم أنفسهم بالطريقة التي يريدونها عبر تشكيل جمعيات وشركات ولجان شعبية لمختلف القطاعات. ولفت أن البترول في البلاد العربية غير الجزائر وليبيا الأخرى ملك للعائلات الحاكمة، ورغم أن القذافي لم يحدد تلك الدول إلا أنه أشار إلى أن تلك العائلات تملك الأرض وما عليها وتتصرف بثروة النفط وتتصدق على الشعب بما تجود به يدها. ودعا القذافي مراقبين دوليين للحضور إلى ليبيا لمتابعة الكيفية وآلية الحكم التي يدير يحكم بها الليبيون أنفسهم بأنفسهم، يذكر أن النفط الذي جرى تأميمه عام 1970 بعد قيام الثورة الليبية يشكل قرابة 90 في المائة من موارد ليبيا العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط ''أوبك'' حيث تبلغ حصتها الإنتاجية مليونا و300 ألف برميل في اليوم.