بقلم: محمد براح حين نريد أن نعلم الناس، فعلينا أن ننظر في بدايات الأسس والدعائم العلمية التربوية التي تقوم على فعل الأمر "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الزكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم " علم بالقلم: ترغيب للنفس وغواية لها، فالقلم يملك جمالا ساحرا أخاذا، لا تراه العين حتى تحبه النفس، ويتمنى الرائي لو يقع القلم بين يديه، فإذا حصل ذلك شرع في عملية الكتابة، ومن ثم تحفز الذهن إلى صناعة الأفكار واستجلابها، وتلك عملية جليلة لذاتها، فكيف لو قصدنا إبراز مفاتن ما ندخره من فكر راشد، ورأي حصيف؟، واعلم أنه "ما دخل اللين في شيء إلا زانه، وما دخل العنف في شي إلا شانه". وقد دخل مرة والد على ولده فرآه يضرب السلحفاة بالعصا، وحين سأله عن السبب؟ قال الولد: هي تخفي رأسها، فابتسم الوالد، وقال: اتركها يابني، وتعال اجلس جانبي، وشرع يحكي لولده وينشد له قرب موقد الفحم يتدفآن، وتتدفأ السلحفاة معهما، وفجأة تهللت أسارير الولد وصاح، لقد أخرجت السلحفاة رأسها، وفي دهشة قال: بل هي تمشي غير خائفة، ضحك الوالد، وقال يابني الناس كالسلحفاة إذا أردتهم أن يطيعوا رأيك، فعليك أن تنير لهم من دفء عطفك، لا أن تكرههم من جبر عصاك. "تستطيع أن تجبر حصانك على الذهاب إلى النهر، لكنك لن تجبره على الشرب منه".