تيمنا بتطلع رئيس الجمهورية العربية الصحراوية، بكون عهدة الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية الذي ينحدر من أصول إفريقية، وتوقعه أنه سيسهم في إيجاد حل للقضية الصحراوية وفق الشرعية الدولية، بدأت الدبلوماسية الأمريكية وفي جانبها البرلماني للعمل على جمع وجهات النظر على الأرض في هذا المنحى، فقد حل أمس الأحد وفد برلماني أمريكي بالجزائر للتباحث مع المسؤولين الجزائريين قصد دفع الجهود في هذا الإطار باعتبار الجزائر بلدا ملاحظا لما يقع في الصحراء الغربية وبحكم أنها تستقبل اللاجئين الصحراويين على أرضها بعد تهجيرهم من بلادهم العام .1975 وكان رئيس الوفد ضيف الجزائر قد أدلى في تصريح عقب محادثاته مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل أكد فيه رئيس ديوان الممثل الجمهوري لبنسيلفانيا بالكونغرس الأمريكي جوزيف بيتس أن ''الشعب الصحراوي له الحق في تقرير مصيره''، موضحا بالقول'' لقد كانت تحذونا الإرادة في تقرير مصيرنا منذ 200 سنة خلت ويحق للشعب الصحراوي كذلك أن يقرر مصيره''. وأضاف رئيس الوفد البرلماني الأمريكي أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى التعاون بين البلدين لاسيما في المجالين العلمي والثقافي، لاسيما وأن الجزائر والولايات المتحدةالأمريكية يتمتعان بعلاقات جد قوية في الميدان الاقتصادي والتي تجاوزت ال20 مليار دولار، وما تزال تنتظر أن ترتفع أكثر بعد الاكتشافات البترولية في الجزائر، إضافة إلى الرغبة المعبر عنها من طرف السفير الأسبق روبرت فورد، والحالي ديفيد بيرس، في زيادة التعاون الاقتصادي وحجم الاستثمارات خارج النفط والغاز. زيادة على ذلك، هو كون الجزائر أحد الشركاء الكبار فيما يخص الحرب على الإرهاب، التي تأثرت بها واشنطن بعد أحداث ال 11 من سبتمبر/ أيلول ,2001 حيث استفادت هذه الأخيرة من الخبرة الجزائرية في هذا المجال لاسيما في التعاون في مجال الاستعلامات، كما جرى تدريب أفراد من القوات المسلحة الجزائرية في العديد من المدارس الأمريكية ومن أبرزها الكلية الحربية الأمريكية ''وست بوينت'' ذائعة الصيت عالميا، يضاف إلى هذا فهناك تعاون بين أجهزة الأمن الجزائرية ومكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي '' الاف بي أي''، وهذا يدخل أيضا في مجال إصلاح العدالة وتقوية الاستعلامات المالية لمكافحة الفساد وتبييض الأموال. من جانب آخر أكد ممثل جبهة البوليزاريو ببلجيكا، جمال زكريا، في تصريح نقلته الإذاعة الجزائرية على موقعها للنت، أن الزيارة التي قام بها مؤخرا وفد البرلمان الأوروبي إلى مدينة العيونالمحتلة خطوة هامة نحو رفع الحصار الإعلامي والعسكري الذي يفرضه المغرب منذ عقود على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية،?وأوضح الدبلوماسي الصحراوي في حديث للإذاعة الجزائرية أن زيارة وفد اللجنة الأوروبية لتقصي الحقائق جاء بعد طول انتظار، حيث كان من المفروض أن يقوم بهذه الزيارة سنة 2006 مباشرة بعد زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين في تيندوف جنوب غرب الجزائري وقال إن هذه الزيارة تؤكد تمسك البرلمان الأوروبي بمعرفة حقيقة الوضع في المناطق المحتلة رغم العراقيل التي ما فتئت الحكومة المغربية تضعها أمام مختلف البعثات الإعلامية والبرلمانية الأجنبية التي حاولت كسر الحصار الإعلامي والعسكري المفروض على المدن المحتلة،?وأضاف جمال زكريا أن جبهة البوليزاريو في انتظار التقرير الشامل الذي ستعده اللجنة الأوروبية بعد زيارتها الأراضي المحتلة وهو التقرير الذي سيشمل تقييم وضعية حقوق الإنسان سواء في المخيمات أو في المناطق المحتلة، معربا عن أمله في أن يتضمن التقرير دعوة المجموعة الدولية بأن تتحمل كامل مسؤولياتها في حماية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، وقال ممثل جبهة البوليزاريو في بروكسل أن بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء الغربية ''المينورسو'' طالبت بأن تشمل مهمتها إضافة إلى وقف إطلاق النار حماية مجال حقوق الإنسان غير أن هذا المطلب الذي تنادي به جبهة البوليزاريو لم يجد آذانا صاغية داخل المنظمة الأممية بسبب رفض المغرب الذي يلقى الدعم من فرنسا الدولة العضو في مجلس الأمن الدولي?وفي هذا السياق، حمل المسؤول الصحراوي المغرب مسؤولية تعطيل مسار العملية التفاوضية بعد تماطله في إعلان موافقته على تعيين الدبلوماسي الأمريكي كريستوفر روس وسيطا دوليا جديدا للنزاع في الصحراء الغربية خلفا لسلفه الهولندي بيتر فان فالسوم.واعتبر أن المشكل ليس في تحديد موعد الجولة المقبلة من هذه المفاوضات وإنما في مدى استجابة الطرف الآخر إلى مضامين اللوائح الأممية المطالبة بإجراء مفاوضات من دون شروط وتفضي إلى احترام مبدأ تقرير المصير خاصة وأن المغرب أثبت في كل مرة تعنته بتمسكه بمخطط الحكم الذاتي.