بقلم الأستاذ: زين الدين بن مدخن ذكرى تمر هكذا يريد البعض ليوم العلم، والحقيقة أن إفراد يوم في السنة لتمجيد العلم والاحتفاء بالعلماء يعد التقصير بعينه- في نظري- فأن نحتفل في 16 أفريل بيوم العلم ونكرم العلماء ونمجد ذكرى من رحلوا منهم، لكننا سرعان ما نطوي ذكراهم مع غروب شمس ذلك اليوم لهو عين الإهانة. العلم والعلماء صنوان لا يكاد يذكر أحدهم حتى يتجلى الآخر، ليس فقط لأنهم مكرمون بنص القرآن الكريم أو أنهم أكثرنا إدراكا لحقيقة الوجود وجوهر الغاية منه بل أيضا لأنهم عماد قيام النهضة وسؤدد الدول واستقامة الأنظمة، فلا تكاد تجد أنظمة تستبد والعلماء في طليعة مستشاريها والدول التي تبجل العلماء وتجلهم وتبوئهم الصدر من مؤسسات الحكم فيها، تعلو على الأمم بعلوهم وتسود بالقدر الذي ترفعهم وتطأ الثريا كلما قربتهم وأيدت مسعاهم، وليس ذلك لذواتهم بل لما يحملون من نور ينير العقول ويفتح الأذهان ويصقل الملكات، فيسهمون بذلك في تربية الشعوب على حب العلم والتأسي بأهله، فتنشأ الحضارة قائمة على العلم مدعمة بالعمل مصونة بالعدل فلا يخشى عليها بعد ذلك من عدو خارجي أو داخلي لأنها محصنة بأدوات المنعة الحقيقية. فالعلم قرين العمل ونتاج العدل، فكيف بنا نكرم العلماء اسما ونهينهم رسما، لأن التكريم الحقيقي يكمن في الاقتداء بهم والأخذ بنصائحهم والإنصات لآرائهم واحترام الاختلاف معهم. لأنهم بحق ورثة الأنبياء وأصفياء الأمة ونخبتها ومن قال بغير ذلك جاحد لفضلهم منكر لحقهم، ومن منا ليس في عنقه فضل لمعلمه أو أستاذه أو شيخه وقمة الوفاء لهؤلاء جميعا أن نحذو حذوهم ونقتفي أثرهم ونرفع ذكرهم. علم العليم وعقل العاقل اختلفا من ذا الذي فيهما قد أحرز الشرف العلم قال أنا أحرزت غايته والعقل قال أنا الرحمن بي عرفا فأفصح العلم إفصاحا وقال له بأيّنا الله في قرآنه اتصفا فأيقن العقل أن العلم سيده فقبل العقل رأس العلم وانصرفا Zineben 2016 @ Gmail.com.